الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد العثور على 85 مقبرة.. تاريخ اكتشافات جبل الحريدي منذ نابليون حتى الآن

جبل الحريدي
جبل الحريدي

كشف «جبل الحريدي» بسوهاج عن جزء من أسراره، بعدما نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة «جبل الحريدي»، في العثور على ما يقرب من 85 مقبرة من العصر البطلمي، والكشف عن أحد نقاط التفتيش والمراقبة من عصر الملك بطليموس الثالث، وتم بناءها من الطوب اللبن والآجر، للإلهة "إيزيس".

ترجع نقطة التفتيش إلى عصر الملك بطليموس الثالث "يورجتيس" وتمتد بطول 33 م وعرض 14 م، ليعيد إلى الأذهان اهمية «جبل الحريدي» ويرصد «صدى البلد» تاريخ الجبل الأثري، الذي يقع على بعد 350 كم جنوب القاهرة بالتحديد في منطقة "ساجولا".

وتعود أهمية الجبل إلى موقعه من الناحية التاريخية بسبب الآثار القبطية التي تغمر المنطقة، بالإضافة إلى أنه كان بداية استخدام الدير المنعزلة في طقوس دينية، وعلى مدار مئات الأعوام تم العثور على العديد من الآثار والمواقع الأثرية التي تعود إلى العديد من العصور على رأسها العصر البطلمي.

يتضمن «جبل الحريدي» العديد من الكتابات المدونة بخطوط ولغات مختلفة، كذلك يعد اهم مصادر استخراج الأحجار، وقد تسبب نهب كنوز الجبل بشكل مستمر في صعوبة معرفة أصحاب المقابر المُكتشفة، أو تحديد تواريخ القطع الأثرية التي تم استخراجها على مدار 3 آلاف عاما.

في المسح الأول للجبل تم العثور على آثار ترجع إلى الأسرة السادسة أواخر الإمبراطورية الرومانية، وكان أقدم ذكر للمنطقة مدون بقلم "ريتشارد بوكوك" في عام 1763، وقال أنها تحتوي على العديد من الآثار القبطية تحديدا طوب وتماثيل ومحاجر قديمة.

اهتمت بعثة نابليون بونابرت ايضا بالموقع التاريخي، إذ دون "روبرت هاي" كتاباته عن الجبل في عام 1832 خلال بعثته في سوهاج، واستمرت عمليات البحث الفريدة حتى عام 1991 حين قامت جمعية استكشاف مصربدعم البعثة البريطانية، بإجراء أبحاث في المنطقة، واستطاعت حينها العثور على محاجر الخزندرية ومحاجر البطالمة ومقابر الشيخ الحريدي.

حملت هذه المحاجر العديد من النقوشات ولرمسيس الثالث، فضلا عن شكلها غير المنتظم، وتم تأريخها غلى العصر البطلمي، بالإضافة إلى أنها تحمل نقش للإلهة حتحور وهي ترتدي تاج مصر، وكشفت المقابر الموجودة في الموقع إلى تاريخ استخدامها خلال عصر الدولة القديمة، ويحتوي على نصوص لعلماء الآثار بالأسرة السادسة، وتميز القبر الثاني الذي تم اكتشافه هي النجوم والشكل الأصفر الذي تم تزيين سقف المقبرة به وكأنها سماء تعلو المقبرة.

بعد عامين، أجري المسح الثاني بهدف تسجيل جميع الجدران الموجودة في جبل الحريدي، كما أنشأ العلماء مسحا كاملا لمنطقة الطوب اللبن، بهدف الكشف عن هوية وهدف هياكل الطوب اللبن، وإذ تم العثور على منطقة كاملة من الطوب اللبن، والهياكل المنحوتة في الصخر، اما المسح الثالث أجري في عام 1998، وركز على أقسام مختلفة عن تلك التي تم البحث عنها سابقا.