تلميذ سيد قطب| تاريخ محمود عزت الدموي.. المرشد الخفي والعقل المدبر لتنظيم الإخوان

محمود عزت.. القائم بأعمال المرشد العام لتنظيم الإخوان من غضون عام 2013 حتى القبض عليه في عام 2020، وأحد أهم قيادات تنظيم الإخوان، والذي ولد في أغسطس عام 1944 وأصبح عنصرا في صفوف الإخوان بغضون عام 1962، حتى أصبح عضو في مكتب الإرشاد عام 1981، متأثرا بأفكار سيد قطب الدموية.

تاريخ حافل من المخططات على الصعيد الداخلي والخارجي، ساهم فيها عراف الدماء محمود عزت، بل أنه كان المخطط والمنظم لها، فقد كان واحدا من أبرز مؤسسي الأجنحة المسلحة للتنظيم الإخواني، ومشرفا على عمليات الجماعة النوعية والتخريبية في أعقاب ثورة 30 يونيو عام 2013 حتى تم ضبطه في غضون عام 2020.

الداخلية تضبط رأس الافعى.. سقوط المرشد الخفي للإخوان
في عام 2020.. ألقت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية القبض على القيادي الإخواني البارز محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للإخوان أثناء إختبائه بإحدى الشقق السكنية في التجمع الخامس، واصدرت حينها وزارة الداخلية بيانا جاء فيه إنه استمرارا لجهودها في التصدي للمخططات العدائية التي تستهدف تقويض دعائم الأمن والاستقرار والنيل من مقدرات البلاد ورصد تحركات القيادات الإخوانية الهاربة التى تتولى إدارة التنظيم الإخوانى على المستويين الداخلى والخارجى، حيث وردت معلومات لقطاع الأمن الوطنى باتخاذ القيادى الإخوانى الهارب السيد محمود عزت القائم بأعمال المرشد العالم للإخوان ومسئول التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية من إحدى الشقق السكنية بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة مؤخرا وكرا لاختبائه على الرغم من الشائعات التى دأبت قيادات التنظيم الترويج لها بتواجده خارج البلاد بهدف تضليل أجهزة الأمن.

تاريخ تلميذ سيد قطب.. أخطر رجال تنظيم الإخوان
محمود عزت يعد واحدا من أخطر عناصر تنظيم الإخوان الداعمة للدماء والعمليات النوعية والمسلحة داخلها، والذي بدأ حياته بمجرد إنضمامه للجماعة في عام 1962 في طريق العنف وقبل أن يكمل عامه العشرين شارك في مخططات سيد قطب لتخريب المنشآت الهامة، والتي كان من بينها حينها إقتحام القناطر الخيرية وهو المخطط الذي بات بالفشل، وتم القبض على محمود عزت حينها وحُكم عليه بالسجن 10 سنوات حتى خرج في عام 1974.

سافر عزت إلي الخارج وتوطدت علاقته مع التنظيم الدولي للإخوان، حتى عاد إلي البلاد عضوا هاما في مكتب الإرشاد، وعقلا مدبرا لكافة مخططات الإخوان، ومن ثم الحكم عليه في عام 1992 بالقضية الشهيرة "سلسبيل"، ومن ثم حكما بالسجن 5 سنوات في غضون عام 1995.

عزت بعد 2013.. العقل المدبر للتنظيم الإرهابي
في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013، وعقب القبض على القيادي محمد بديع المرشد العام للتنظيم، أصبح عزت هو القائم بأعمال المرشد بل أنه المرشد العام والعقل المدبر، وتأسست بإشرافه الأجنحة العسكرية في هذه الفترة والتي كان من بينها حركة حسم الإرهابية، وأستطاع تجنيد العديد من العناصر، ووضع العديد من المخططات لتنفيذ عمليات نوعية وعدائية ضد قوات الأمن، وأدار بنفسه العديد من العمليات الإرهابية والتخريبية ضد البلاد.

أدار وخطط القيادي الإخواني محمود عزت للعديد من العمليات الإرهابية، ولعل حادث إغتيال الشهيد هشام بركات النائب العام الأسبق في غضون عام 2015 كان واحدا من بين المخططات الإرهابية التي أشرف عليها، كما وضع مخطط محاولة إغتيال المستشار زكريا عبدالعزيز النائب العام المساعد، وايضا إغتيال الشهيد العميد أركان حرب عادل رجائي والشهيد العميد وائل طاحون أمام منزلهم، لا سيما التخطيط لتفجير سيارة مفخخة أمام معهد الأورام بمنطقة وسط القاهرة.

وأشرف رأس التنظيم محمود عزت، على أنشطة الإخوان الإرهابية والتي كان من بينها نشاط اللجان الإلكترونية ودورها في إذاعة الشائعات ونشر الأخبار الكاذبة والمفبركة، وإثارة البلبلة، لا سيما إدارة الحركة المالية للتنظيم وتوفير الدعم اللوجيستي والمالي لتمويل الأنشطة، والتواصل مع عناصر التنظيم الدولي في الخارج والتنظيمات المشبوهة.

أحكام بـ المؤبد.. محمود عزت أمام جنايات أمن الدولة
في الثامن إبريل عام 2021، عاقبت الدائرة الثانية إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار معتز خفاجي، السيد محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان بالسجن المؤبد في القضية رقم 6187 لسنة 2013 جنايات المقطم والمعروفة إعلاميا بـ "أحداث مكتب الإرشاد".

وفي التاسع عشر من ديسمبر عام 2021، عاقبت الدائرة الأولى إرهاب المنعقدة في محاكم طرة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، السيد محمود عزت القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان بالسجن المؤبد في إعادة إجراءات محاكمته في القضية رقم 56458 لسنة 2013 والمعروفة إعلاميا بـ "التخابر".

وفي السابع عشر من إبريل عام 2022، عاقبت الدائرة الأولى إرهاب، بمحكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى، المتهم السيد محمود عزت، القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان، بالسجن المؤبد في إعادة محاكمته على ذمة القضية رقم 56460 لسنة 2013 جنايات مدينة نصر أول، والمقيدة برقم 2926 لسنة 2013 جنايات شرق القاهرة، والمعروفة إعلاميا بـ "إقتحام الحدود الشرقية".

وحددت الدائرة الثالثة إرهاب بمحكمة جنايات أمن الدولة العليا المنعقدة بمجمع محاكم طرة برئاسة المستشار محمد حماد، تاريخ 29 مايو 2022 للنطق بالحكم على محمود عزت لاتهامه بنشر أخبار كاذبة.

كما تواصل الدائرة الأولي إرهاب بمحكمة جنايات أمن الدولة طوارئ، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي محاكمة السيد محمود عزت القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان في القضية المعروفة إعلامياً بـ"أحداث المنصة".

دلائل على جرائم محمود عزت.. أحد القيادات العليا
وخلال محاكمة عزت في أحد القضايا، برهن ممثل النيابة على جرائمه وتوليه القيادة قائلا : قبلَ التدليلِ على تولي المتهم قيادة بجماعة الإخوان، أتساءل؟ أيخفَى على أحدٍ أنَّه مِنْ قيادات جماعةِ الإخوان، أيخفَى على أحد كونه نائباً لمرشدها، وعن الدليل المتوافر في حقه، فنبدأ بما قرره المحكوم عليه محمد سعد توفيق الكتاتني فأورد أنه من بين نواب المرشد العام للجماعة، لا سيما تحريات الأمن الوطني والتي كُشفت خلال القضية حين قال أحد الشهود "المتهم عضو بمكتب الارشاد ونائباً لمرشدها العام المحكوم عليه محمد بديع، وأخذ يسرد اختصاصاته، ومن بينها عضويته بهيئة مكتب الإرشاد والتي شرحها بأنها هيئة مصغرة تحل مكان مكتب الإرشاد ولها سلطة اتخاذ قرارات تكون ملزمة لمكتب الإرشاد والجماعة كلها فضلاً عن عضويته باللجنة المالية للجماعة والمختصة بالإنفاق على الجماعة وكافة أنشطتها وتحركاتها وكذا توليه الإشراف على كافة الأعمال التنظيمية للتنظيم".

ودور محمود عزت أيضا قالت عنه النيابة، نجد صداه في لقاءٍ مسجل عُقد بتاريخ 12/5/ 2012 في أحد فنادق القاهرة، والذي أكد خلاله منشق عن الجماعة على دور محمود عزت حينما أجاب أحد أعضاء الإجتماع عن الأعضاء الأكثر تأثيراً في الجماعة، فجاءت إجابته واضحة إذ قرر "فيه اثنين بيشكلوا القرار المرشد بيعبر عنهم، خيرت ماسك الشغل الإستراتيجي، ومحمود عزت الشغل التنظيمي جوه التنظيم"، لا سيما المقاطع المصورة لتسجيلٍ اجتماع مجلس شورى الجماعة، والتي ظهر فيها عزت يعتلي منصة اجتماع مجلس شورى جماعة الإخوان اعتلاؤه لمنصة اجتماع جمع قيادات الجماعة تلك المنصة التي لم يعتليها سوى "قيادات القيادات"، قيادات الجماعة العليا قمة الهرم، وحيث التخطيط والتدبير والموافقة والاعتماد كشف ذلك المقطع عن حقيقة موقع محمود عزت إنه من القيادات العليا بالجماعة عالمٌ بكل أمورها وخططها يشارك فيما تتخذه من قرارات وله كلمه مسموعة فيها.

الإشراف على مجموعات العمل التنظيمية المركزية
وخلال أحد القضايا، كشف مسئول ملف الجماعات المتطرفة بقطاع الأمن الوطني، دور محمود عزت قائلا : مكتب الإرشاد يحتوى على 8 أعضاء ممثلين من التنظيم الدولي ومن بينهم المتهم السيد محمود عزت، وأنه يعلم جيدا المتهم السيد محمود عزت من خلال عمله، حيث شغل المتهم في فترة 2010 - 2011 عضوا في التنظيم الدولي العالمي، وعضوا في هيئة مكتب الإرشاد المحلي، وعضوا في اللجنة المالية للتنظيم "الإنفاق على التنظيم" بالإضافة للإشراف على إدارة مجموعات العمل المركزية التنظيمية، مشيرا إلى أن المتهم السيد محمود عزت عين عضوا في مكتب الإرشاد خلال أخر انتخابات لجماعة الإخوان عام 2009 وتم إختياره حينها عضوا بالإضافة لمنصب نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، مع النواب الثلاث محمد خيرت الشاطر وجمعة أمين عبدالعزيز ومحمد رشاد البيومي.

وأكد الشاهد أنه خلال الفترة السابقة كان المتهم خيرت الشاطر محبوسا على ذمة القضية المعروفة باسم "مليشيات الأزهر"، وعلى الرغم من أنه كان محبوسا إلا أن مكتب الإرشاد قام بتعينه نائبا للمرشد العام، مشيرا إلى أن إختصاصات المتهم السيد محمود عزت كانت الإشراف على مجموعات العمل التنظيمية المركزية "بمعنى مباشرة والإشراف على أي أعمال تنظيمية في الجماعة"، وكان عضوا في اللجنة المالية للجماعة "التى كان يرأسها خيرت الشاطر، وفي حالات عدم وجوده كان يرأسها السيد محمود عزت، وهي اللجنة المختصة بالإنفاق على التنظيم وأنشطته الخاصة وتحركاته"، وعضوا في التنظيم الدولي للإخوان.