EN 
كشفت حلقات مسلسل "الاختيار 3" الذي عرض ضمن دراما رمضان 2022 كيف استعانت جماعة الإخوان الإرهابية خلال فترة حكمها للبلاد 2012 و2013 بالتكفيريين والإرهابيين لاستهداف رجال الأمن.
حيث فضح مسلسل "الاختيار 3" من خلال حلقاته كيف دبرت الجماعة وتآمرت على القوات الأمنية المصرية خلال فترة حكمها من خلال مجموعة من التسريبات التي تم إذاعتها لـ قيادات الجماعة الإرهابية.
وسعت جماعة الإخوان جاهدة خلال فترة حكمها للبلاد على تكوين ميليشيات تكون موازية لقوات الأمن المصرية وتهدف منها إلي تقسيم البلاد وتحويلها إلي ولاية وليس دولة ذات سيادة وقانون.
ونتيجة للنجاح الكبير التي حققه مسلسل "الاختيار 3" وما كشفه من كواليس ومن تآمر من قبل جماعة الاخوان وقياداتها ومكتب إرشادها على الدولة وعلى قوات الأمن قررت الجماعة بأن تقوم بعملية إرهابية ضد قوات الأمن التي تخدم في سيناء.
وتسببت العملية الإرهابية في استشهاد ضابط و10 جنود مصريين ممن كانوا يخدمون في منطقة بغرب سيناء.
وكعادتها الجماعة تستغل أي فرحة للمصريين وتحاول تحويل الفرحة إلي حزن ولكن المصريين دائما قادرون على تجاوز أي محن وعلى الصمود والتصدي لهذه الجماعات.
الاختيار كشف حقائق وزاوية جديدة لوجه الإخوان
وفي هذا الإطار، قال منير أديب، الباحث في شئون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن العملية الإرهابية الأخيرة التي تمت في غرب سيناء قد تكون ردا قاسيا على مسلسل "الاختيار 3" وخاصة أن المسلسل لم يقتصر فقط على التسريبات التي فضحت التنظيمات المتطرفة، بل كشفت حقائق وزاوية جديدة لوجه الإخوان وتنظيمات الإسلام السياسي القميع.
وأوضح أديب في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن التسريبات لم تكشف عن هذا الوجه القميع فقط، إنما أيضا أظهرت حجم وحقيقة هذه التنظيمات وهذا ما أصيبها بالهلوسة، لذلك أرادت هذه التنظيمات أن تظهر صورة خلاف الصورة التي جاءت في مسلسل الاختيار التي اخترقت عقل ووجدان المصريين والتي أثرت على عقل المتلقي، وبتالي أرادوا هؤلاء ان يثبتوا عكس ما جاء في المسلسل انهم أقوياء وانهم قادرون على تقديم عمليات إرهابية وانهم بذلك يمارسون دور المنتقم من الدولة وأجهزتها ومن المواطنين.
عمل إرهابي يستهدف الانتقام من الشعب
وتابع: وهذا يفسر لنا لماذا هذه العملية تم تنفيذها ضد إحدى محطات رفع المياه بمنطقة غرب سيناء وليس ضد كمين شرطة أو منطقة عسكرية، هذا يوضح السبب لأن التنظيم يمارس الانتقام من المتلقي الذي جلس أمام الشاشة لمشاهدة مسلسل الاختيار وتفاعله معه بصورة كبيرة، لذلك تم الانتقام للمواطن الذي يستخدم محطة المياه.
وأكد أن "المواطنين بالفعل دخلوا في عداوة مع التنظيمات الإرهابية عندما شاهدوا هذا المسلسل وصادقوا وتفاعلوا معه، لذلك جاء دور هؤلاء للانتقام للشعب والشارع المصري خلال تنفيذ عملية إرهابية على هدف خدمي وهو محطة مياه يشرب منها المواطنون.
محاولات الدولة لمواجهة الإرهاب وتنظيماته
رغم محاولات الإخوان الفاشلة والمتكررة واجهت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الإرهاب الأسود بكل حزم الإرهاب بكافة مظاهره وأشكاله ومحاصرة الجماعات الإرهابية، خلال السنوات القليلة الماضية، بمفردها ونيابة عن العالم، من خلال استراتيجية واضحة المعالم.
وهذا واضح من خلال (التخطيط السليم) للدولة المصرية لمكافحة الإرهاب، وقوة القوات المسلحة المصرية في التصدي له بالتعاون مع الشرطة وكافة مؤسسات الدولة من أجل مكافحته، بالإضافة إلى وعى الشعب المصري الذي أعلن وقوفه إلى جوار الدولة المصرية وقواته المسلحة في وجه الجماعة الإرهابية.
بجانب تنسيق مصر مع الدول الأخرى للحصول على معلومات عن الجماعات الإرهابية وتحركاتها وتمويلها وغيرها من الأمور ساهم بشكل كبير في تحجيم العمليات والقبض على تلك العناصر، بالإضافة إلى الإصرار في النجاح والانتصار على هؤلاء المجرمين وتدمير الأنفاق التي يتسللون عبرها، وكذلك القبض على العديد من قيادات الجماعة، كل ذلك ساهم في إحكام قبضة الدولة على الوضع الأمني في مصر.
وشهدت مصر تعاونا كبيرا من بعض الدول من حيث تقديم عناصر إخوانية متهمة ومحكوم عليها في جرائم إرهابية.
فهناك أكثر من عامل تعد بمثابة استراتيجيات وركائز اعتمدت عليها الدولة المصرية في مكافحة الإرهاب، وأرجع السبب الأول إلى وضوح الرؤية السياسية بعد خروج الإخوان من الحكم بشكل قاطع وعدم وجود أي ممثل لهم في السلطة مما جعل هناك أهدافا واضحة للقيادة.
أما السبب الثاني فيعود إلى القدرة على تطوير المنظومة الأمنية بشكل قاطع وجذري وهذا مكن الأمن سواء القوات المسلحة المصرية أو الشرطة من استباق الأحداث وتجفيف منابع تمويل تلك الجماعات والتضييق عليها وعدم وجود أي مساحة لهم.
أن السبب الثالث في انتصار مصر على الكيانات الإرهابية يعود لخبرة الأجهزة الأمنية المصرية في مجال مكافحة الإرهاب.
وأيضا جاءت مكافحة الدولة للإرهاب من خلال العقيدة القتالية وروح الولاء والوطنية لدى أبناء القوات المسلحة والشرطة الذين لم يبخلوا على الوطن بدمائهم أو أرواحهم وبذلوا كل جهد وغال ونفيس وقدموا تضحيات عظيمة من أجل الحفاظ على هذا الوطن وسلامة شعبه وأراضيه، وانحياز القوات المسلحة للشعب المصري وعدم وجود ولاء لأى فرد أو جماعة.
بجانب استخدام الدولة المصرية أحدث نظم التسليح، وأن ما بقي من الجماعات الإرهابية ما هو سوى جيوب قليلة بمعدل طبيعي لدول العالم التي تعاني من موجات إرهابية.
