الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء تعليم يكشفون لـ"صدى البلد" أسباب نمو ظاهرة الغش بالجامعات.. ويؤكدون: يؤثر في المستقبل على سوق العمل.. والطلاب: نتيجة للضغط الكبير الذي يمارسه الأهل

الغش في الامتحانات
الغش في الامتحانات

خبراء التعليم: 

أسباب نمو ظاهرة الغش لدى طلاب الجامعات

الغش فيروس يؤثر علي طلاب الجامعات بعد دخولهم سوق العمل

دور أولياء الأمور لمكافحة الغش

أسباب لجوء الطالب للغش  

وسائل فعالة للحد من ظاهرة الغش بالامتحانات 

إساءة استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة عرضت مصداقية الامتحانات للخطر

الطلاب: 

الرقابة الذاتية الحل الأمثل للابتعاد عن الغش

الغش في كل شيء محرم تحريماً نهائيا

الغش في الامتحانات ظاهرة تعاني منها العملية التعليمية في مصر، فعلى الرغم من تشديد العقوبات وإصدار القرارات الوزارية والتنبيهات المشددة والتحذيرات الرسمية التي تؤكد عدم التهاون مع الغشاشين ، لكن مشاهد الغش تتكرر باختلاف الوسائل والطرق في تحدي واضح لجميع المسئولين.

أكد الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، الخبير التربوي، أن الامتحانات أحد أهم عناصر التقويم الجامعي ونجاحها ضرورة ملحة لضمان أن يأخذ کل طالب حقه وذلك مؤشر على مصداقية العملية التعليمية في الجامعة، موضحًا أن في السنوات الاخيرة أدى ظهور وسائل تكنولوجية حديثة إلى تعرض الامتحانات إلى مشاکل کثيرة، أهمها إساءة استخدام التكنولوجيات الحديثة في تعريض مصداقية الامتحانات للخطر. 

وأوضح أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن للغش أسبابة المتنوعة منها ما هو متعلق بالطالب ومنها ما هو متعلق بالمؤسسات التربوية، ومنها ما هو متعلق بالظروف الاجتماعية والاقتصادية السائدة في البلد.

وأضاف الخبير التربوي، أن يحاول الکثير من الطلاب الغش في الامتحانات مستفيدين مما تحت أيديهم من وسائل کأجهزة المحمول والسماعات البلوتوث وأجهزة البث والساعات الرقمية الذکية ونظارات جوجل وغير ذلك من الأساليب والحيل التي اعتاد طلاب الجامعات على استخدامها.

وأشار الدكتور حسن شحاتةـ إلى أن الأساليب التكنولوجية الحديثة  ساهمت في التحول من الغش التقليدي والفردي إلى الغش الإلكتروني والجماعي والذي تنوعت وتطورت أساليبه، وأصبحت الامتحانات عبئًا ثقيلا علي الجامعات تعلن فيها الجامعات حالة الطوارئ بين أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم وكذلك بين العاملين الذين يشارکون في عملية الامتحانات، وفي کل عام يتم اکتشاف المئات من حالات الغش التقليدي والإلکتروني.

وشدد الخبير التربوي، على ضرورة الوصول إلى أجهزة تكنولوجية تكشف عن الأجهزة الالكترونية المتواجدة مع الطالب قبل دخوله اللجنة ، وإذا تم تسريب سماعة او موبايل داخل اللجنة لابد من الكشف مرة أخرى داخل اللجان عن تواجد أجهزة الكترونية مع باقي الطلاب.

ولفت أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، إلى أهمية تعزيز الرادع الأخلاقي عند الطالب، حيث يصبح رقيب ذاته ويؤمن بالآثار السلبية للغش على تحصيله الدراسي والوازع الأخلاقي لديه.

أهم أسباب الغش في الامتحانات:

- إحساس الطالب بضعف قدراته العقلية. 

- ضعف مستوى التحصيل الدراسي للطالب  .

- عدم الرغبة في الدراسة .               

- عدم تقدير المسؤولية من قبل الطالب  .

- کثرة المطالبة بالواجبات .               

- الملل من الدراسة .

ومن جانبة أكد الدكتور محمد فتح الله، رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن الغش ينعكس على شخصية الطالب الذي يتحول إلى شخصية أنانية تعتمد على الآخرين ولا تتحمل المسؤولية، موضحًا أن الغش النواة لوجود عبث مُستقبلاً، حيث يخلق شخصيات لا تتحمل المسئولية تعمل على خلخلة الأعراف، وتكون حاقدة على المجتمع قادرة على الخداع ومعتمدة على التلون والتهرب مهتزة نفسياً، وفاشلة مهنياً واجتماعياً.

وأضاف رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن الغش في الامتحانات لن يفيد الطالب نفسه، إلا في عبور ورقة الامتحان، ولن يستفيد منه في حياته العملية، فعندما يصطدم بالواقع يجد الأمور مغايرة، حيث يمتلك نظراؤه الطلاب الخبرات والمؤهلات مما يؤهلهم إلى الإفادة والاستفادة من التزامهم الدراسي، وعدم اعتمادهم على الغش كوسيلة لعبور الامتحانات.

وأوضح الخبير التربوي، أن الغش في الامتحانات جريمة مركبة، لأنها محرمة بنص الحديث النبوي من غشنا فليس منا، كما أن بها إضاعة لجهد الغير وإهداراً جهدهم.

وأشار رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إلى أننا إن كنا نريد أجيالاً تتحمل المسؤولية فعلينا أن نربيهم على القيم النبيلة ونبعدهم عن كل ما هو سلبي أو حرام، فطلبة اليوم هم شباب الغد ورجال المُستقبل ولن يتحمل أعباء الوطن شباب تربوا على الغش وضياع المسؤولية.

وشدد الخبير التربوي، علي ضرورة تغليظ عقوبة الغش التي قد تصل إلى حرمان الطالب الغشاش من الامتحان عامين متتاليين لمنع الغش مرة أخرى، وإذ ثبت بالفعل انه كان يغش بطريقة مباشرة عن طريق ملخصات او مراجع داخل اللجنة وغيرها من الوسائل التي تساعد علي الغش.

ولفت الدكتور محمد فتح الله، إلى أن الطالب الذي تعود على الغش في الامتحانات، يكون فردًا سلبيًا في المجتمع، يعتمد دومًا على غيره، ولا يتصف بالإبداع والإنتاج، كما تكون ثقته بنفسه منعدمة وغير قادر على تحمل المسئولية، محمل الأسرة مسؤولية تفاقم الظاهرة، مشيرًا إلى أنها تضغط على الطلاب للحصول على مجموع كبير وهو ما يدفع الطالب إلى الغش، مطالبًا بضرورة تطوير طرق التقييم.

وتابع: فعلي جميع اولياء امور الطلاب دور في الاستعداد النفسي لابنائهم لغرس بداخلهم الضوابط والقيم التي تحارب الغش وتجرمة، وترك محاولات الغش وتجنب الشائعات والأخبار السلبية والانتباه جيدًا لمستقبلهم.

وأوضح "فتح الله" أن ظاهرة الغش فوضى أخلاقية أصابت مجتمعنا ليست أبناءنا فحسب بل والملاحظين المشاركين فى محاولات الغش وتسهيله، فأين ذهب الامتثال لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "من غشنا فليس منا".. وأين ذهب ضمير الاباء الذين يشجعون ابنائهم على الغش، أو الملاحظ أو رئيس اللجنة الذى يسهل أو يساعد الطالب على ارتكاب ذلك الخطأ؟

وأشار رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إلى أن الغش لن يفيد الطالب ولا يفيد الأسرة، بل هي وسيلة للتزييف، والخاسر الأول هو الطالب الذي يحاول تبني هذا السلوك السيئ، وبالتالي سيعاني من سلوكيات خاطئة، مع أهمية دور الأسرة في تعزيز ثقافة الشفافية لدى الأبناء.

ومن جانب اخر لم ينكر عبدالرحمن محمد، الطالب بجامعة حلوان، استخدامة أساليب جديدة في الغش في الاختبارات موضحا أنة يتم إضافة إلى لصق الملاحظات على شاشة الموبايل، واستخدام سماعات بلوتوث مخفية أو برامج ذكية.

فيما عبرت الطالبة في جامعة بنها، أمل منير، بأن الغش الإلكتروني صار صفة عادية بين أغلب زميلاتها في الصف، بعد أن جعلت الأجهزة الحديثة والإنترنت الحصول على الإجابات أمراً ميسوراً ومحاولة للغش في أي لحظة.

وأشارت إلى أنه من السهل كشف الغشاشين من خلال تشابه الإجابات، لافتة إلى أن هناك طالبات ينقلن من المراجع ومن بعضهن حرفيًا بدون أي تغيير عبر جروبات خاصة تدشن خصيصاً لذلك.

وترفض الطالبة منار أبوالمجد، أشكال الغش حتى لا تتعرض لتأنيب الضمير بعد أن أخذت شيئاً لا تستحقه، متأسفة على أن بعض الطلبة أخذوا يستخدمون التطبيقات الذكية في عملية الغش لا سيما «واتساب».

وتتفق الطالبة آلاء درويش، مع سابقتها، حيث ترى أن في الغش ظلماً للنفس وللغير، داعية أصدقائها إلى تحديد هدف واضح مع السعي لتحقيقه بالاجتهاد والاعتماد على النفس.

وأوضحت الطالبة مي خالد، أن الرقابة الذاتية، الحل الأمثل للابتعاد عن الغش، فيما لا يمكن أن يتبنى الطلبة تلك القيم دون تربية وتنشئة سلوكية سليمة من قبل الأهل، وليس المعلم أو المدرسة.

وأكد الطالب محمد عبدة بجامعة عين شمس، أن الغش في كل شيء محرم تحريماً نهائيا فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا".

وأشار إلى أن الإسلام يحرم الغش بعمومه في البيع والشراء والعلم والعمل، والشهادات والخبرات وغير ذلك مما له علاقة بالمجتمع فرداً كان أو جماعة، لما للغش من آثار سلبية في المجتمع.

واعتبر ضرر الغش في الاختبارات من أعظم أنواعه خطراً وضرراً، لما يترتب عليه من ادعاء النجاح والتأهل لمرحلة أخرى وهو في غير محلها، الأمر الذي يخلق طلبة عالة على المادة والأستاذ والمدرسة، داعياً المؤسسات التعليمية إلى التعامل مع هذه الظاهرة بحزم لمصلحة الطالب والمجتمع.

وحددت داليا مصطفي، طالبة بجامعة القاهرة، أسباب الغش، مشيرة إلى أن منها مجتمعية نتيجة الضغط الكبير الذي يمارسه الأهل على الطالب، وأيضاً الأسباب الأخلاقية ومنها ضعف الثقافة الدينية، والأسباب التعليمية والخاصة بالمناهج المقررة وقدرات المعلمين وطريقة الاختبارات، وهناك أسباب فردية مثل عدم ثقة الطالب بقدراته وضعف تحصيله وعدم تحمل المسؤولية.