الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيرين أبو عاقلة.. حكاية صحفية وهبت حياتها دفاعاً عن القضية الفلسطينية.. صور

شرين أبو عاقلة..شهيدة
شرين أبو عاقلة..شهيدة صحفية وهبت حياتها للقضية الفلسطينية

في صباح الـ 11 من مايو عام 2022 استيقظت الشهيدة شرين أبو عاقلة متجهة إلى مخيم جنين بالضفة الغربية في فلسطين لتؤدي عملها كصحيفة ومراسلة إعلامية مردية سترها وخوذتها مع 3 زملاء كانوا برفقتها معتقدين أنهما واقيين من رصاص الاحتلال الذي لم يتركهم وشأنهم، لكنها اعتادت على مواجهة الموت في كل ثانية من عمرها وأثناء تغطيتها لكل حدث تقوم به الاحتلال على الأراضي الفلسطينية خاصة خلال الـ 25 عاماً الأخيرة، ومن أبرز تقاريرها: «أطفال فلسطينيون وتجارب مع الاحتلال الصهيوني»، «ارتفاع وتيرة هدم منازل الفلسطينيين في القدس»، «نشاط المنظمات الصهيونية في القدس المحتلة»، كما كانت أول صحفية عربية يسمح لها بالدخول إلى سجن عسقلان في عام 2005م، حيث أجرت مقابلات مع الأسرى الفلسطينيين الذين صدرت بحقهم أحكام طويلة بالسجن.

«ليس سهلاً أن أغير الواقع لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم».. كانت هذه الجملة هي الأكثر انتشاراً على منصات التواصل الاجتماعي عقب استشهاد شرين أبو عاقلة والتي كانت جزءاً من تقرير لها ترصد فيه اعتداءات الاحتلال الأسرائيلي على فلسطين عام 2002 حيث وصفته بأنه «اجتياح لم تعهده الضفة الغربية منذ عام 1967م» منوهةً في حديثها في ذات التقرير: « لن أنسى ابداً حجم الدمار، ولا أن الموت كان على مسافة قريبة، لم نكن نرأى بيوتنا، كنا نحمل الكاميرات وننتقل عبر الحواجز العكسرية والطرق الوعرة، كنا نبيت في المستشفيات أو عند أناس لم نعرفهم، ورغم الخطر كنا نصر على مواصلة العمل، في اللحظات الصعبة تغلبت على الخوف فقد اخترت الصحافة كي أكون قريبة من الإنسان».

الشهيدة شرين نصري أبو عاقلة

من هي الشهيدة شرين نصري أبو عاقلة؟

 

شرين أبو عاقلة هي صحافية فلسطينية ومراسلة إخبارية لشبكة الجزيرة بين عامي  1997 و2022، ومن قلبها في مواقع عدة مثل وكالة «أونروا»، وإذاعة «صوت فلسطين»، وقناة «عمان الفضائية»، وإذاعة «مونت كارلو»، وذلك بعد تخرجها من تخصص الصحافة المكتوبة حيث حصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن علماً أن  شيرين أبو عاقلة درست في البداية الهندسة المعمارية بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن لكنها تعد مواليد القدس عام 1971م حيث انحدرت من عائلة مسيحية مشهورة في بيت لحم، واليوم الأربعاء  أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابتها بعيار ناري بالرأس خلال تغطيتها لاقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين، وبعد دقائق، أعلنت وفاتها نظراً لوضعها الحرج في قسم الطوارئ بمستشفى ابن سينا التخصصي بمدينة جنين عن عمر ناهز 51 عاماً ونُقل جثمانها إلى دير اللاتين بجنين للصلاة عليها، ولاحقًا تقرر إجراء التشريح لها بعد طلب النيابة العامة الفلسطينية وموافقة ذويها في معهد الطب العدلي بجامعة النجاح الوطنية حيث تبين أنها تم قتلها من قبل الاحتلال الأسرائلي بشكل مباشر ومتعتمد أصابها بتهتك كامل بالدماغ والجمجمة، وأُعلن عن أن مراسم تشييعها ستتم يوم 12 مايو 2022 انطلاقًا من مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة البيرة.

مراسلة الترا فلسطين في جنين، شذا حنايشة

كيف استشهدت المراسلة الصحفية شرين أبو عاقلة؟

منذ 5 أيام وتحت زخات المطر ركبت شرين أبو عاقلة سيارة متجهة إلى مدينة جينن حسبما يظهر في آخر مقطع فيديو على صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك»، وفي صباح الـ 11 مايو 2022م لقت مصرعها عندما كانت برفقة 4 من زملائها، وعن تفاصيل اغتيلائها على ابدي الاحتلال تحدثت مراسلة الترا فلسطين في جنين، شذا حنايشة والتي كانت إلى جانب الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة لحظة استشهادها، قائلةً: «كنّا متوجهين لتغطية الاقتحام الإسرائيلي في مخيم جنين بمنطقة مكشوفة ليرانا الجنود قبل التقدّم للأمام، وجميعناً يرتدي الزيّ الصحافي الكامل «السترة والخوذة»، لم يكن هناك أي مسلحين، ولم يكن هناك أي إطلاق نار، ووصلنا لمنطقة يصعب الرجوع منها، أمامنا فقط الجنود، وخلفنا جدار، وبدأ إطلاق النار علينا من جهة الجنود، أصيب الصحافي علي سمودي، ثم صرخت الزميلة شيرين بأنّ علي أصيب، واحتميت أنا شذا بشجرة، وشيرين لم تستطع التحرك نحوي، وأصيبت بالرصاص في رأسها أسفل الخوذة، ثم سقطت أرضاً، واستمر الجنود بإطلاق النار علينا بعد ذلك حتي تسلق أحد الشبّان  الجدار بشكل التفافيّ لسحب شيرين إثر إصابتها البالغة، لكن الجنود الأسرئليين تعمّدوا إطلاق النار علينا».

جثمان شرين أبو عاقلة في المشرحة 

حالة غضب عارمة إثر استشهاد شرين أبو عاقلة

تصدر خبر استشهاد الصحفية شرين أبو عاقلة منصات التواصل الاجتماعي في العالم أجمع، حيث أصبح التريند الثاني على مستوي تطبيق «تويتر» وحده، حيث نعاها عدد كبير من الدول والمؤسسات الصافية والشخصيات العامة والمشاهير، مثل: «الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ورجل الأعمال محمد أبو العنيين، والفنانة أصالة، والفنانة درة، والإعلامي شريف عامر، والإعلامي عمرو أديب، وغيرهم الكثير»، كما شددت الرئاسة الفلسطينية على أن جريمة اعدام الصحفية أبو عاقلة، وإصابة الصحافي علي سمودي، هي جزء من سياسة الاحتلال باستهداف الصحفايين لطمس الحقيقة وارتكاب الجرائم بصمت، كما أدانت الخارجية المصرية بأشد العبارات جريمة الاغتيال واعتبر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العملية بأنها تُعد صارخ لقواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني وعلى حرية الصحافة والإعلام والحق في التعبير، مُطالبًا بالبدء الفوري في إجراء تحقيق شامل، وكذلك كل من «الأردن، الكويت، اليمن، لبنان إلخ».

جنازة شرين أبو عاقلة

اغتيال شرين أبو عاقلة أعاد للأذهان مآسي سابقة

أعاد استشهاد شرين أبو عاقلة للأذهان والتي تحمل الجنسية الأمريكية أيضاً ما حدث مع الأمريكية الشهيدة راشيل كوري، والتي سافرت لقطاع غزة بفلسطين المحتلة أثناء انتفاضة 2000 حيث قتلت بطريقة وحشية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال كانت تقوم بهدم منازل لفلسطينيين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة لتستشهد بتاريخ 16 مارس 2003 سحقا تحت جنازير جرافة ضخمة لقوات الاحتلال الإسرائيلي إثر تضامنها مع قضية الشعب الفلسطيني، كما ضمت إلى ما ذكره المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من رصد 150 اعتداءً على الصحفيين والطواقم الإعلامية العاملة في الأرض الفلسطينية المحتلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي شاملة تلك الاعتداءات جرائم إطلاق نار، أدت في إحداها إلى قتل صحفي وإصابة 40 آخرين، واعتداءات جسدية بما في ذلك الضرب والدفع وبلغت 35 حالة، و28 حالة احتجاز واعتقال لصحفيين، وتدمير 23 مكتبا صحفيا جراء القصف، و20 حالة إبعاد ومنع من التغطية الصحفية، واستمرار منع طباعة صحيفتين في الضفة وإغلاق مطبعة، ومن قبلها فقد  المصور الصحفي الفلسطيني، معاذ عمارنة لعينه على يد الجيش الإسرائيلي في 15 نوفمبر/2019 خلال تغطيته لفعالية ضد الاستيطان الإسرائيلي ببلدة صوريف، غرب مدينة الخليل بالضفة الغربية، وأحمد أبو حسين صحفي فلسطيني، 25 عاماً، والذي استشهد بتاريخ 25 أبريل 2018، متأثرًا بإصابته برصاص قناصة جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم 13 أبريل 2018 برصاص متفجّر في منطقة الصدر والبطن، بعد استهدافه بشكل متعمّد ومباشر من قناصة الاحتلال،بينما كان يُمارس عمله بتوثيق التظاهرات الشعبية السلمية، ضمن مسيرات العودة الكبرى، شرقي مدينة جباليا شمال شرقي قطاع غزة، وغيرهم الكثير.

تسمية مولودة جديدة على اسم الشهيدة شرين نصري أبو عاقلة

مشاهد لن تنسي بعد استشهاد شرين أبو عاقلة برصاص الاحتلال 

كرست الصحفية الشهيدة شرين أبو حياتها للعمل الصحفي فلم تتزوج، وكان هذا بغير عمد منها خلال مدة عملها التي ظلت فيه لـ25 عاماً كما أوضحت  في لقاء تلفزيوني سابق، ببرنامج «بعد الظهر» قبل أسابيع ، معلقةً: «ليه لازم اتجوز! ده نصيب، والشغل مش شرط يكون هو اللي بعدني عن الجواز وأنا مندمتش وسعيدة فعلا بحياتي، وكل حاجة ليها مميزات وعيوب، وأنا مرتاحة فعلا في حياتي أنا مخدتش قرار إني ضد الزواج ولا مع الزواج، هو بيجبي لوحده مش قرار ومفيش شخص مناسب حالياً».

كما أعاد استشهاد المراسلة الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاص جيش الاحتلال صباح اليوم  بينما تحتمي زميلتها خلف جذع شجرة في رعب وهلع في صورة تعيد للأذهان استشهاد الطفل محمد الدرة، إضافة إلى قيام جريح فلسطيني بنحت اسم الزميلة شيرين أبو عاقلة إلى شاطئ بحر ‎غزة، و قيام مواطن فلسطيني آخر من بلدة بورين بتمسية مولودته الجديدة شرين أبو عاقلة، إضافة إلى عدة مسيرات مناهضة لما حدث معها بصورتها في أرجاء عديدة.