الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جدري القرود وفنكوش التحول إلى وباء ..5 أسباب تدعوك لعدم الخوف منه

القرود
القرود

يعيش العالم حالة من الخوف والقلق نتيجة الكشف عن بعض حالات الإصابة بمرض جدري القرود، في عدة دول مختلفة من بينها المملكة المتحدة وإسبانيا والبرتغال وكندا والولايات المتحدة وأستراليا، وصلت إلى 120 حالة.

الصحة العالمية وجدري القرود 

ويخشى بعد الحديث عن تزايد الإصابات بـ جدري القرود من تحوله إلى "وباء" عالمي على غرار وباء فيروس كورونا، وهو ما نفته عدة مصادر طبية، مؤكدة أن "انتقال عدوى جدري القرود أبطأ مئات المرات من كورونا وأنه لا حاجة للذعر ونشر الخوف بين الناس".

وخرجت منظمة الصحة العالمية لتهدأ من روع وقلق الجميع وأكدت أن "الحالات المكتشفة لن تحول الوضع لجائحة عالمية أو وباء وأن الحالات تشفى ويتم علاجها".

وأكدت منظمة الصحة العالمية، أنها تعمل مع الشركاء على فهم أفضل لمدى انتشار مرض جدري القرود وسببه الفيروس مستوطن في بعض مجموعات الحيوانات في عدد من البلدان، مما يؤدي إلى تفشي المرض في بعض الأحيان بين السكان المحليين والمسافرين.

وأشارت منظمة الصحة العالمية - إلى أن الفاشيات الأخيرة التي تم الإبلاغ عنها في 11 دولة حتى الآن غير نمطية، لأنها تحدث في البلدان غير الموبوءة.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن هناك حوالي 80 حالة مؤكدة حتى الآن مصابة بـ جدري القرود، و50 تحقيقا معلقا، ومن المرجح أن يتم الإبلاغ عن "المزيد من الحالات مع توسع المراقبة".

وتعمل منظمة الصحة العالمية مع البلدان المتضررة وغيرها لتوسيع نطاق مراقبة المرض للعثور على الأشخاص الذين قد يتأثرون ودعمهم، ولتقديم إرشادات حول كيفية إدارة المرض، لافتة: "نواصل عقد اجتماعات للخبراء والمجموعات الاستشارية التقنية، لتبادل المعلومات حول المرض واستراتيجيات الاستجابة".

وتواصل منظمة الصحة العالمية تلقي تحديثات بشأن حالة الفاشيات الجارية في البلدان الموبوءة فيما يتعلق بـ جدري القرود، وينتشر جدري القرود بشكل مختلف عن "كوفيد 19".

وتشجع منظمة الصحة العالمية الناس على البقاء على اطلاع من مصادر موثوقة، مثل السلطات الصحية الوطنية، بشأن مدى انتشار الفاشية في مجتمعاتهم (إن وجدت)، والأعراض والوقاية.

وأشارت منظمة الصحة العالمية - مع انتشار جدري القرود من خلال الاتصال الوثيق، يجب أن تركز الاستجابة على الأشخاص المتضررين وعلى اتصالاتهم الوثيقة، الأشخاص الذين يتعاملون بشكل وثيق مع شخص مُعدٍ أكثر عرضة للإصابة بالعدوى: وهذا "يشمل العاملين الصحيين وأفراد الأسرة والشركاء الجنسيين".

وشددت منظمة الصحة العالمية، إنه لا يُقبل على الإطلاق وصم مجموعات من الناس بسبب مرض ما، يمكن أن يكون عائقا أمام إنهاء تفشي المرض لأنه "قد يمنع الناس من التماس الرعاية، ويؤدي إلى انتشار غير مكتشفة".

وكان وزير الصحة البريطاني، ساجد جاويد، أعلن ظهور إحدى عشرة حالة أخرى من الإصابة بـ جدري القرود في المملكة المتحدة.

ويأتي ظهور هذه الحالات الجديدة بعد تأكيد السلطات في بريطانيا وقوع تسع إصابات بجدري القرود، حيث قال جاويد إن "معظم الإصابات" خفيفة، وقد أبلغ الوزير البريطاني نظراءه في دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى بتفشّي الفيروس.

وبعيدًا عن وسط وغرب أفريقيا، أعلنت حتى الآن 9 دول أخرى غير بريطانيا عن ظهور إصابات بجدري القرود.

ونوّه جاويد - إلى أن المملكة المتحدة كانت تخزن لقاحات جدري القرود من أجل التحصن ضد الإصابة بالمرض، وقال الوزير البريطاني: "يمكنني أن أؤكد أننا أنتجنا مزيدا من الجرعات".

لقاحات محددة لـ جدري القرود

ولا يوجد لقاح محدد لفيروس جدري القرود، لكن جرعةً من لقاح الجدري العادي توفر قدرا جيدا من الوقاية نظرًا لقُرب الشبه بين الفيروسَين.

ويندر ظهور إصابات بجدري القرود خارج وسط وغرب أفريقيا، لكن ما حدث مؤخرا أن حالات إصابة بالمرض جعلت تظهر في أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وأستراليا.

ولم يُكشف عن كمية اللقاحات التي جلبتها السلطات في المملكة المتحدة، ولا الطريقة التي ستُعطى بها الجرعات.

وتفيد تقارير بأن السلطات في إسبانيا تستعد لاستخدام آلاف الجرعات من لقاح الجدري العادي في علاج جدري القرود، وحتى من دون لقاح، تشفى معظم حالات الإصابة من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة من الإصابة، على أن هناك بعض الإصابات قد تتردى حالاتها.

وقالت سوسن هوبكنز، من وكالة الأمن الصحي البريطانية، إن "نسبة ملحوظة" من الإصابات التي اكتُشفت مؤخرا في المملكة المتحدة وأوروبا وقعت بين صفوف المثليين.

وعليه، وجّهت هوبكنز بضرورة توخي تلك الفئات للحذر والإبلاغ السريع حال ظهور أعراض الإصابة على أي منهم.

وتشير دراسات إلى أن لقاح إيمفانيكس Imvanex/ الذي يستخدم في علاج الجدري العادي، يحقق وقاية بفعالية تناهز نسبتها 85% مع جدري القرود، وقد يساعد الحصول على لقاح بعد التعرّض لـ جدري القرود في منع الإصابة به أو التخفيف من حدّته حال الإصابة.

وتعمل اللقاحات عملها عبر تعليم الجهاز المناعي للجسم آليات الدفاع عن نفسه في وجه المرض.

وكان التطعيم الدوري ضد مرض الجدري قد انتهى في بريطانيا في حقبة السبعينيات من القرن الماضي، وكان المرض وقتها قد اختفى، مما يعني أن كثيرًا من الناس في بريطانيا الآن ليس لديهم أيّة ذاكرة مناعية ضد أيّ من أنواع فيروسات الجدري.

وجرى تسجيل أكثر من 100 إصابة خارج إفريقيا التي يتوطن فيها المرض، وجدري القردة فيروس نادر شبيه بالجدري البشري، ورصد لأول مرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في السبعينيات، وزادت الحالات في غرب إفريقيا خلال العقد الماضي، ومع أن الجدري كان قد استُؤصِل في عام 1980 فإن جدري القردة لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء أفريقيا.

وعلى الجانب المحلي، أكدت وزارة الصحة والسكان، متابعتها بشكل دقيق للوضع الوبائي على مستوى العالم لفيروس "جدري القرود" الذي انتشر في عدد من الدول الأوروبية، مشددة على أنه "لا توجد حتى الآن أي حالات إصابة أو مشتبه بإصابتها بالفيروس".

وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، إن الفيروس المتسبب لـ جدري القرود يعد قريبًا جدًا للفيروس المتسبب بالإصابة بالجدري، لكنه أقل فتكًا وأقل قابلية للإنتقال.

وأشار "عبدالغفار" في تصريحات الجمعة - إلى أن جدري القرود يسبب أعراضًا تشمل ارتفاع درجة الحرارة والطفح الجلدي، وتم اكتشافه لأول مرة في قرود المختبرات عام 1958، ومن هنا جاءت تسميته بهذا الاسم، لافتا أن "الفيروس مستوطن بغرب ووسط إفريقيا، ونادرًا ما يصل إلى قارات أخرى، وعندما يحدث ذلك فإن حالات تفشي المرض تكون قليلة للغاية، ويتم قياسها بأرقام فردية".

لا توجد حالات وفاة بالجدري

ومن جانبه قال الدكتور هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية، ورئيس المركز القومي للبحوث الأسبق، أنه لم يتم تسجيل أي حالات جدري قرود في مصر، وأن أعداد حالات الإصابة بهذا المرض قليلة في العالم لذلك هو لا يعد انتشار، مضيفا: "المصابون يتلقون العلاج ولا يوجد حالات وفاة حتى الآن".

وأضاف الناظر - في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن حالات انتقال هذا الفيروس في الطبيعي تكون عن طريق الجهاز التنفسي عند استنشاق الفيروس من إنسان مصاب، أو عن طريق التلامس المباشر والجروح أو عن طريق الأغشية المخاطية، وانتقاله عن طريق الأغشية المخاطية يفسر سبب انتقاله للمثليين بشكل أكبر لأنهم عرضه للإصابة بالعدوى بشكل أكبر عن طريق الأغشية المخاطية، موضحا أن "المثلية ليست المتسببة في نشأة هذا المرض ولكنها إحدى أسباب انتقال العدوى".

وقال الناظر، إن الفيروس من مسيرة فيروسات الجدري، وجدري البقر، وجدري الماء، وأن بعض الدراسات العلمية تؤكد فعالية تطعيم الجدري وبعض الدراسات الأخرى لم تؤكد ذلك، مضيفا أنه لايستدعي الأمر التطعيم ضد المرض إلا في حالة الوباء وهذا المرض لا يعد وباء حتى الأن لأن حالات الإصابة به حول العالم قليلة، مؤكدا أن هذا الوقت من العام تحديدا فصل الخريف والربيع هو وقت ظهور عائلة الجدري وسبق أن ظهر في هذا الوقت من العام الماضي تحديدا مايو 2021، وأيضا كانت حالات الإصابة قليل مثله الأن، مضيفا هذا ليس وباء وهذا ليس شيء مرعب، وأن منشأ هذا الفيروس هو القرود في افريقيا، وأن أول حالة سجلت به كانت قادمة من افريقيا ثم نقل للآخرين.

وأوضح الناظر، أن المرض يبدأ بإرتفاع في درجة الحرارة مصاحب لصداع وتكسير في الجسم وإرهاق، وبعد عدة أيام يظهر طفح جلدي متمثلا في حبوب حمراء صغيرة ثم تتحول لفقاقيع مائية، وتستمر لحوالي 10 أيام وفي بعض الحالات تصل لـ 18 أو 20 يوم ثم يشفى المريض، لافتا ليس هناك دواء معين للمرض فقط المسكنات وخافض الحرارة مع الراحة التامة وتناول السوائل بكميات كبيرة والتغذية الجيدة ومضادات الهستامين والكريمات المطهرة للجسد، وأنه لايؤدي للوفاة سوى الحالات النادرة.

وأكد الناظر أن هناك أمراض كثيرة تنتقل من الحيوان للإنسان والكثير من البكتيريا والفيروسات والفطريات، والقطط والكلاب تنقل للإنسان مايسمى باللغة الشعبية الأوبة أو القراع (القوباء)، كما أن هناك أنواع من الطفيليات والديدان تنتقل للإنسان عند أكل السمك نيئ أو غير مطهي جيدا، أو كبدة غير مطهية جيدا، فكل هذا يتسبب في نقل الأمراض من الحيوانات للإنسان مثل الديدان الكبدية والتنيا، مضيفا الإيدز في بدايته اتنقل عن طريق الحيوان للإنسان، وكذلك الطاعون في الماضي انتقل من الحيوان للإنسان عن طريق البراغيث التي تعيش في فروة الفئران.

واختتم الناظر يجب أن نطمئن الناس لأنه لم ترصد أي حالات في مصر، وهو ليس بالمرض المرعب الذي ينتشر، كما أن الحالات في أوروبا معدودة.