الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: الإفتاء منصب شريف‏‏ تولاه رسول الله و150 صحابيا

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ، إن عمل الإفتاء منصب شريف‏,‏ تولاه رسول الله ﷺ فيما تولى من مناصب كثيرة‏,‏ كالقضاء‏,‏ والحكم الأعلى‏,‏ بالإضافة إلى الدعوة‏, ‏والإمامة وغيرها.

عمل الإفتاء 

وتابع علي جمعة من خلال منشور عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك:"مما ذكره الإمام القرافي في كتابه الماتع ‏(الفروق‏),‏ وفرق في كتابه‏,‏ في فصل جعله لذلك‏,‏ بين النبي مفتيا‏,‏ والنبي قاضيا‏,‏ والنبي داعية‏,‏ والنبي رئيسا للدولة‏,‏ والنبي قائدا للجيوش‏,‏ والنبي إماما للصلاة‏,‏ فقد اجتمعت فيه ﷺ كل هذه المقامات‏,‏ فالنبي ﷺ هو الإنسان الكامل الأتم‏,‏ الذي نفعنا الله به في الدنيا والآخرة‏,‏ ثم جاء من بعده الصحابة الكرام رضي الله عنهم‏,‏ وقد ورثوا علمه وحملوا شريعته‏,‏ وأدوا تلك الأمانة‏,‏ كل على قدر طاقته‏.‏ واشتهر في الفتوى من الصحابة أناس‏,‏ منهم من إذا ما جمعت فتاواه كانت في مجلد‏,‏ ومنهم من إذا ما جمعت فتاواه كانت في جزء صغير‏,‏ ومنهم من له الفتوى والفتويان فقط‏. ‏
وأضاف: عدد الذين تصدروا للفتوى من الصحابة الكرام كانوا نحو مائة وخمسين على قول‏,‏ مع أن الذين رأوه ﷺ بأعينهم‏,‏ وشاهدوه‏,‏ وغزوا معه الغزوة والغزوتين‏,‏ وعاشوا معه السنة والسنتين‏,‏ قد وصلوا إلى نحو مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا‏,‏ وعلى ذلك‏,‏ فهذا المقام الرفيع الذي كان يتولاه الصحابة الكرام لا يزيد عدد من تولاه منهم على واحد بالمائة‏,‏ وكل واحد منهم صحابي جليل‏, ‏وفيهم يقول رسول الله ﷺ ‏: (لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه‏) (رواه البخاري ،‏ ومسلم ) يعني أن الصحابي لو أنفق مثلا مقدار كيلوين أرزا أو قمحا‏,‏ وأنت أنفقت في مقابله وزن أحد ذهبا, ‏فإنك لا تبلغ نصف ما أنفقه الواحد منهم رضي الله عنهم‏,‏ ومع هذه الجلالة فقد كان منصب الإفتاء فيهم أيضا منصبا محددا‏,‏ لا يقوم به الجميع‏,‏ بل الواحد بعد الواحد ممن توفرت فيهم ملكات وعلوم زائدة على مجرد الصحبة النبوية الكريمة‏. 
وأكمل علي جمعة: ظل هذا المنصب موجودا في الأمة‏,‏ وألَّف فيه كثير من العلماء في آداب المفتي والمستفتي وكيفية الفتوى‏,‏ منهم الإمام الحافظ ابن الصلاح‏,‏ والإمام النووي‏,‏ وابن حمدان‏,‏ وابن تيمية‏,‏ وابن القيم‏,‏ وكثير من العلماء‏,‏ وفصلوا هذا القول تفصيلا‏.‏ 
وبين أنه بقي هذا المنصب في بلادنا هذه‏,‏ ينهض به الأئمة والعلماء الأكابر‏, ‏حتى تولى الإفتاء فيها العلامة الشيخ المهدي العباسي وله ما يسمى بالفتاوى المهدية‏,‏ وهو كتاب مطبوع في نحو ثمانية مجلدات كبار‏,‏ وقد تولى الإفتاء وهو في العشرين من عمره‏, إلا أنه كان محاطا بأمناء‏,‏ يحررون له السؤال‏,‏ وبعد الإجابة يضبطون له الفتوى‏,‏ وكان عالما كبيرا‏,‏ ثم صار بعد ذلك شيخا للأزهر‏.‏ 
وشدد على أن الناس عندما يسألون يريدون من المفتي أن يخبرهم ما الحكم في كتاب الله تعالى وفي سنة رسول الله ﷺ ؟ وما الحكم في شريعة الإسلام كما يفهمه الأئمة العظام؟ والأئمة العظام من المجتهدين شاع منهم أربعة هم‏:‏ أبو حنيفة‏,‏ ومالك‏, ‏والشافعي‏,‏ وابن حنبل‏,‏ ومذاهبهم هي مذاهب أهل السنة الأربعة‏,‏ وبقيت أربعة أخرى وهي‏:‏ الإباضية‏,‏ والجعفرية‏,‏ والزيدية‏, والظاهرية‏,‏ وكتبهم ما زالت موجودة‏, ‏وأتباعهم ما زالوا موجودين -قلوا أو كثروا- إلى الآن‏,‏ فالجعفرية أكثرهم‏,‏ ثم الإباضية‏,‏ ثم الزيدية‏,‏ أما الظاهرية فهم أفراد في العالم‏,‏ لكن كتاب ‏(‏المحلى)‏ لابن حزم -وهو أصل في مذهبهم موجود- وإليه يرجع في هذا المجال‏.‏