الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة.. لماذا خاف يوسف شاهين من نظرات محمود المليجي؟

صدى البلد

«أنتوني كوين الشرق، شرير الشاشة المصرية»؛ وغيرها من الألقاب ارتبطت باسم العملاق محمود المليجي، لكثرة تقديم أدوار الشر في أعماله، رغم اتقانه ايضا في تقديم أدوار الخير والطبيب النفسي، إضافة الى أدواراً كوميدية.

يعتبر “المليجي” واحدًا من أشهر الممثلين المصريين في القرن الماضي، ويعد الممثل الأكثر حضوراً في تاريخ السينما والتلفزيون العربي بحصيلة تجاوزت 500 عمل فني، منها 21 فيلمًا تم اختيارها في قائمة أفضل 100 فيلم بذاكرة السينما المصرية، حسب استفتاء النقاد عام 1996.

تحل اليوم ذكرى وفاة «الشرير الكوميدي» الفنان محمود المليجي، الذي رحل في السادس من يونيو عام 1983.

رفض العالمية حبا في مصر

كان محمود المليجي وطنيا حتى النخاع، وطغى ذلك على اختياره لأدواره، لدرجة أنه رفض فيلما كان يمثل فرصة العمر بالنسبة له، هو الفيلم الأمريكي "وادي الملوك".

كان الدور المرشح له المليجي “شخص مصري يبيع آثار البلد”، والشخص الذي يُدافع عنها هو رجل أجنبي، ورفض الدور لأن في رأيه أن هذه الأثار كأنها عائلته، وإذا باعها فهو يبيع عائلته،وتفهم مخرج العمل ذلك وأحضر ممثل يوناني لتقديم الدور.

شرير تحت قبة البرلمان 

في عام 1980، قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، تعيين الفنان محمود المليجي عضوا فى مجلس الشورى، باعتباره أحد أهم الرموز الفنية فى تاريخ السينما المصرية.

ويعد "المليجى" رائد فنانى مجلس الشورى، وكان قرار "السادات" مفاجأة هزت الأوساط الفنية فى ذلك الوقت، خاصة أنه أول فنان يشارك سياسيا تحت قبة البرلمان أثناء عمله بالسينما، حيث سبقه فقط الفنان حسين صدقي، لكن بعد إعلان اعتزاله التمثيل، وترشح لمقعد مجلس الأمة عام 1961 وتم حل المجلس بعد عام واحد.

شاهين والخوف من نظرات المليجي

كانت نقطة التحول في حياة "محمود المليجي" في عـام 1970، عندما اختاره المخرج "يوسف شاهين" للقيام بدور "محمد أبوسويلم" في فيلم "الأرض"، فقد عمل فيما بعد في جميع أفلام يوسف شاهين، وهي الاختيار، العصفور، عودة الابن الضال، إسكندرية ليه، حدوته مصرية.

وقد تحدث يوسف شاهين عن المليجي، فقال: "كان محمود المليجي أبرع من يـؤدي دوره بتلقائية لـم أجـدها لدى أي ممثل آخر، كمـا أنني شـخصـياً أخـاف من نظـرات عينيه أمام الكاميرا".

زواج المرأة الحديدية بـ20 جنيه

أُطلق على الفنانة علوية جميل، عددا من الألقاب، منها "المرأة الحديدية"، خاصة أنها أعتادت تقديم دور المرأة القوية على الشاشة، وكانت تعمل في فرقة يوسف بك وهبي، وتعرفت على الفنان الشاب آنذاك محمود المليجي، أثناء عملهما معًا، وأعجبت به.

جاءتها فرصة الاقتراب منه عندما توفيت والدة المليجي، وكان وقتها يقدم عرضًا مسرحيًا مع الفرقة في دمياط، ولم يكن معه المال الكافي لمصاريف الجنازة فبكى، فمنحته علوية 20 جنيهًا، وطلبت منه ألا يخبر أحدًا، وتزوجته عام 1939، واعتزلت العمل السينمائي عام 1964، وتفرغت لحياتها مع زوجها الفنان محمود المليجي حتى وفاته؛ وتحملته رغم عجزه على الإنجاب.

تمرد المليجي على حصار علوية 

في بداية الستينات، تسرب الملل لحياة المليجي مع علوية جميل، فتعرف على الفنانة لولا صدقي، وفكر في الزواج منها، لكن علوية أجبرته على إنهاء هذه العلاقة بشكل سريع بسبب شخصيتها القوية.

وتمرد المليجي على حصار علوية جميل في السبعينيات، وتزوج سرا من الفنانة سناء يونس وعاش معها فترة طويلة، وبعد رحيله عام 1983 كشفت سناء يونس السر، وقالت إنها كانت شديدة الوفاء له، ورفضت التدخل في الحصول على حقها من الميراث تقديرا لذكرى زوجها الراحل.

المليجي الأهلاوي يجبر زملكاوي على التخلي عن ناديه 

كان الفنان محمود المليجي يتمتع بخفة ظل أثناء العمل، ففي مسلسل "فيه حاجة غلط"، أجبر أحد العاملين معه بمحل الجزارة على التخلى عن تشجيع الزمالك قائلًا:«لازم تتوب توبة نصوحة، وترفع أيدك وتقول ورايا ندمت، وتوبت، ولن أكون زملكاويا»، حيث تم تداول هذا الفيديو، وأصبح كوميكس يستخدمه المشجعين قبل مباريات القطبين الأهلي والزمالك.

انتهاء الأسطورة

رحل المليجي عن عالمنا وهو في سن الثالثة والسبعين، وكان ذلك في السادس من شهر يونيو عام 1983 على أثر أزمة قلبية حادة، بعد رحـلة عطاء مـع الفن اسـتمرَّت أكـثر من نصف قـرن، قدَّم خلالها أكثر من سبعمائة وخمسين عملاً فنياً، ما بين سينما ومسرح وتليفزيون وإذاعة. وكما يموت المحارب في ميدان المعركة، مات محمود المليجي في مكان التصوير وهو يستعد لتصوير آخر مشاهد دوره في فيلم "أيوب".

سارع زملائه بنقله الى منزله، ولم يستطع أحد إخبار زوجته علوية جميل بالأمر، فقالوا أنه مغمى عليه وطلبوا الطبيب حتى يخبرها هو بخبر وفاته، لتنتهي أسطورة "شرير السينما" نهاية درامية.