الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيادة النائب.. كيف توفي شرير السينما المصرية محمود المليجي ودور المرأة الحديدية في حياته؟

محمود المليجي
محمود المليجي

عُرف الفنان محمود المليجي باسم أنتوني كوين الشرق، وشرير الشاشة المصرية؛ لكثرة تقديم أدوار الشر في أعماله، ومع ذلك كان بارعًا في تقديم أدوار الخير والطبيب النفسي، كما أدى أيضاً أدواراً كوميدية.


يعتبر “المليجي” واحدًا من أشهر الممثلين المصريين في القرن الماضي، ويعد الممثل الأكثر حضوراً في تاريخ السينما والتلفزيون العربي بحصيلة تجاوزت 500 عمل فني، منها 21 فيلمًا تم اختيارها في قائمة أفضل 100 فيلم بذاكرة السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996.

 

وطنية فتوة السينما
 

كان محمود المليجي وطنيا حتى في اختياره لأدواره، وفي مرة لم يشارك في فيلم ربما كان فرصة العمر بالنسبة له، هو الفيلم الأمريكي "وادي الملوك" كان دوره “شخص مصري يبيع آثار البلد”، والشخص الذي يُدافع عنها هو رجل أجنبي، ورفض الدور لأن في رأيه أن هذه الأثار كأنه عائلته وإذا باعها فهو يبيع عائلته.

 

 

شرير السينما المصرية نائباً برلمانياً

في عام 1980، قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، تعيين الفنان محمود المليجي عضوا فى مجلس الشورى، باعتباره أحد أهم الرموز الفنية فى تاريخ السينما المصرية، ويعد "المليجى" رائد فنانى مجلس الشورى، وكان قرار "السادات" مفاجأة هزت الأوساط الفنية فى ذلك الوقت، خاصة أنه أول فنان يشارك سياسيا تحت قبة البرلمان أثناء عمله بالسينما، حيث سبقه فقط الفنان حسين صدقي، لكن بعد إعلان اعتزاله التمثيل، وترشح لمقعد مجلس الأمة عام 1961 وتم حل المجلس بعد عام واحد.

 

 

نقطة التحول ورأي يوسف شاهين
 

كانت نقطة التحول في حياة "محمود المليجي" في عـام 1970، عندما اختاره المخرج "يوسف شاهين" للقيام بدور "محمد أبوسويلم" في فيلم "الأرض"، فقد عمل فيما بعد في جميع أفلام يوسف شاهين، وهي الاختيار، العصفور، عودة الابن الضال، إسكندرية ليه، حدوته مصرية.


وقد تحدث يوسف شاهين عن المليجي، فقال: "كان محمود المليجي أبرع من يـؤدي دوره بتلقائية لـم أجـدها لدى أي ممثل آخر، كمـا أنني شـخصـياً أخـاف من نظـرات عينيه أمام الكاميرا".
 

 

الأخوة الأعداء

ظلا على مدار سنوات طويلة أعداء أمام الشاشة، لكن فريد شوقى كان يعتبر محمود المليجى صديق عمره، عشق الجمهور الفنان الراحل محمود المليجى، الذى تميز فى أداء أدوار الشر، وكان الأخير أستاذ وحش الشاشة فريد شوقى ويكبره بحوالى 10 سنوات، إذ اشتهر وحش الشاشة بأدائه أدوار الشر على طريقة أستاذه محمود المليجى. 

وفى صورة نادرة ظهر فيها النجمان وهما يجلسان «فى ضهر بعض»، وقدما العديد من الأفلام الناجحة معا التى جسدا من خلالها الخير والشر، و أبرزها فيلم "أبو حديد"، وفيلم "الرعب"، وغيرها من الأفلام التى تألق من خلالهما النجمان وتركت أعمالهما بصمة مميزة فى تاريخ السينما المصرية. 
 



دور المرأة الحديدية في حياة المليجي

 

أُطلق على الفنانة علوية جميل، عددا من الألقاب، منها "المرأة الحديدية".

تعرفت علوية على الفنان الشاب آنذاك محمود المليجي، أثناء عملهما معًا في فرقة يوسف بك وهبي، وأعجبت به وجاءتها فرصة الاقتراب منه عندما توفيت والدة المليجي، وكان وقتها يقدم عرضًا مسرحيًا مع الفرقة في دمياط، ولم يكن معه المال الكافي لمصاريف الجنازة فبكى، فمنحته علوية 20 جنيهًا، وطلبت منه ألا يخبر أحدًا، وتزوجته عام 1939، واعتزلت العمل السينمائي عام 1964، وتفرغت لحياتها مع زوجها الفنان محمود المليجي حتى وفاته؛ لتلحق به عام 1994.

 

 

رحيل أنتوني كوين الشرق

رحل المليجي عن عالمنا وهو في سن الثالثة والسبعين، وكان ذلك في السادس من شهر يونيو عام 1983 على أثر أزمة قلبية حادة، بعد رحـلة عطاء مـع الفن اسـتمرَّت أكـثر من نصف قـرن، قدَّم خلالها أكثر من سبعمائة وخمسين عملاً فنياً، ما بين سينما ومسرح وتليفزيون وإذاعة. وكما يموت المحارب في ميدان المعركة، مات محمود المليجي في مكان التصوير وهو يستعد لتصوير آخر لقطات دوره في الفيـلم التليفزيوني "أيـــوب".
سارعوا بأخذه إلى منزله وهناك لم يستطع أحد إخبار زوجته علوية جميل بالأمر، فقالوا أنه مغمى عليه وطلبوا الطبيب حتى يخبرها هو بخبر وفاته، لتنتهي أسطورة "شرير السينما" نهاية درامية.
 

 

كيف وصف عمر الشريف مشهد الوفاة؟

«مات في أيدي، مات واحنا لوحدنا».. هكذا وصف عمر الشريف لحظة رحيل محمود المليجي، في تصريحات تلفزيونية سابقة.
وروى «الشريف» أنهما كانا على موعد مع فريق العمل لبدء التصوير في الساعة العاشرة صباحًا، لكنه ما أن وصل إلى موقع التصوير، لم يجد سوى محمود المليجي رغم علمه أنه كان يعمل طوال الليل «مات من كتر الشغل اللي عمله وكان راجل كبير».

وعندما جلسا سويًا أعُجب عمر الشريف بالتزام محمود المليجي «والله يا أستاذ محمود أنت بس اللي جيت، حتى العمال ماجوش»، وبكن في لحظة تغير كل شيء، فأثناء حديثهما سقط «المليجي».
ظن عمر الشريف أنه إغماء ولم يستطع التصرف، لذا خرج للشارع وحاول الاستنجاد بالمارة «قولتلهم تعبان أوي الأستاذ محمود قالوا مش تعبان ده مات، الله يرحمه».