EN 
تسعى الدول الأوروبية والولايات المتحدة إلى تضييق الخناق على روسيا، بعد الهجمات الأخيرة ضد أوكرانيا، وجعل الدول الغربية تندد بالهجوم الروسي، واتخذ مجموعة من العقوبات ضد روسيا أبرزها تجميد أصول المركزي الروسي، إلى جانب عقوبات على قطاعات النفط والبنوك ورجال الأعمال الروسي، ومؤخرا وفي إطار قمة السبع، تعهد قادة أوروبا أمس، بالوقوف إلى جانب أوكرانيا مهما استغرق الأمر، وذلك عبر زيادة العقوبات على روسيا، ودعم الالتزامات الأمنية ناحية كييف في أي تسوية بعد الحرب.
وجاء في بيان قمة السبع، التأكيد على تقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري والدبلوماسي إلى أوكرانيا، وفي وقت سابق، كانت الحكومة البريطانية قد أعلنت مع الولايات المتحدة وكندا واليابان، عن حظر استيراد الذهب الروسي، في إطار عقوبات جديد على موسكو، ومحاولة تجفيف منابع ومصادر الدخل الروسية.
تأثير حظر استيراد الذهب من روسيا
جاء القرار الرباعي في اليوم الأول لانعقاد قمة السبع، والتي تستضيفها برلين، حيث قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن هذه الإجراءات تضرب أثرياء روسيا بشكل مباشر، مؤكدا أن الغرب يعمل على تجفيف منابع تمويل النظام الروسي.
من جانبه، قال مسئول في الإدارة الأمريكية، إن صادرات روسيا من الذهب، هي مصدر رئيسي لإيرادات موسكو، وبديل روسيا من حيث قدرتها على التعامل في النظام المالي العالمي، موضحا أن اتخاذ مثل هذه الخطوة يقطع تلك القدرة؟
في هذا التقرير نستعرض أبرز المعلومات عن سوق الذهب العالمي، والدول الأكبر تأثيرا فيه، وتأثير القرارات الغربية عليه.
أكبر الدول إنتاجا للذهب
تعد الصين، هي الدولة الأكبر إنتاجا للذهب في العالم بمقدار 332 طن في عام 2021، حيث شكلت حوالي 9% من الإنتاج العالمي، وفقا لمجلس الذهب العالمي، وتأتي روسيا في المركز الثاني كأكبر دولة منتجة للذهب، بمقدار 330.9 طن عام 2021، كما ويعتبر الذهب الروسي، هو ثاني أكبر صادرات موسكو بعد النفط والغاز.
تنفرد أستراليا بالمركز الثالث حيث وصل إجمالي إنتاج الذهب عام 2021، حوالي 315.1 طن، وفي المركز الرابع كندا بإنتاج 192.9 طن، وفي المركز الخامس أمريكا بـ 186.8 طن، وفي المركز السادس غانا بإنتاج 129.2 طن، وفي المركز السابع بيرو بإنتاج 127.3 طن، وفي المركز الثامن، المكسيك بإنتاج 124.5 طن، وتأتي إندونيسيا في المركز التاسع بإنتاج 117.5 طن، وفي المركز العاشر جنوب أفريقيا بإنتاج 113.6 طن.
أداء سوق الذهب عام 2021
أما عن أداء سوق الذهب العالمي، وفقا لمجلس الذهب العالمي، عن الربع الأول من العام الجاري 2022، فقد قفز الذهب بنسبة 34%، مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي، وسجّل الطلب على المعدن الأصفر، منذ يناير حتى نهاية مارس، أعلى مستوى له منذ 2018 عند 1234 طنًا، مقابل 1039 طنًا متوسط السنوات الـ 5 الماضية.
و بشأن معروض الذهب العالمي؛ فإنه ارتفع خلال الربع الأول من العام الجاري بنسبة 4%، ليصل إلى 1156.6 طنًا، بعدما تراجع 1% خلال مجمل عام 2021.
أداء الذهب في الربع الأول من 2022
وعن أداء الذهب، خلال العام الماضي، 2021، فقد شهد إجمالي الطلب العالمي ارتفاعا بنسبة 10%، إلى 4021.3 طن، وشهد طلب المستهلكين على الجواهر ارتفاعا بنسبة 52%، إلى 2123.6 طنا، أما الطلب الاستثماري، انخفض بنسبة 43%، إلى 1007.1 طن.
وشهد الطلب على السبائك والعملات الذهبية ارتفاعات بنسبة 31%، إلى 1180.4 طن.
ويرجع ارتفاع الطلب على الذهب إلى تسارع التضخم العالمي، إلى جانب التداعيات الاقتصادية للحرب بين روسيا وأوكرانيا.
تداعيات حظر الذهب الروسي
وفي هذا الصدد، قال الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد الدولي، والقيادي في حزب مصر الحديثة، إن قرار دول السبع بحظر استيراد الذهب الروسي، لن يكون له تأثير كبير على روسيا، وسيكون تأثيره محدود، لأن الذهب سهل في التداول، وهناك بورصات آخرى، غير بورصة لندن التي تروج للذهب، وبالتالي من السهل على أي دولة أن تبيع وتشتري الذهب.
وأضاف العمدة، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن شركاء روسيا مثل الهند، من أكبر مستهلكي الذهب في العالم، وهناك العديد من البورصات التي يمكن أن تروج روسيا من خلالها المعدن الأصفر، مثل بورصة دبي، وبالتالي لن يكون هناك أزمة بالنسبة لروسيا، لأن هناك سوق مفتوح دائما للذهب سواء الاستهلاك المحلي في أسواق شركاء الروس، أو استخدام الدول له كغطاء احتياطي نقدي.
سوق الذهب العالمي مستقر
ولفت إلى أن القرار قد صدر منذ يومين، ولا يوجد له أي تأثير أو مؤشرات بارتفاع أو انخفاض الأسعار في سوق الذهب العالمي، لأن هناك دول كثيرة تنتج الذهب بكميات كبيرة مثل استراليا والصين، والولايات المتحدة ودول أفريقيا، وبالتالي فإن هذه العقوبات لن يكون لها تأثير على أسواق الذهب، بينما سوف يكون تأثيرها محدود على روسيا ولكن لن يعطل الحرب.
وأوضح أن روسيا ثاني أكبر دول العالم إنتاجا للذهب، وتسعى دول الغرب لتجفيف منابع الدخل الروسية، ولكن عقوبات الذهب لن تكون مؤثرة بشكل كبيرة أو الشكل الذي يتصوره الغرب، لأنه على مدار اليومين الماضيين لم يكن هناك أي قلق في سوق الذهب العالمي.
