قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

واعظ أزهري : إخلاص النية أهم شرط لقبول العبادة

الشيخ صفوت عمارة
الشيخ صفوت عمارة

قال الشيخ صفوت محمد عمارة، من وعاظ الأزهر الشريف، إنَّ الإخلاص أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في صاحب العمل حتى يُقبل عمله عنده تعالى، ومعنى الإخلاص هو أن تعمل العمل لا ترجو ثوابه إلاّ من اللَّه وحده لا يبتغي الأجر من أي أحد سواه، دون النظر لقبول الناس أو الرياء أو الشهرة؛ فلا يجعل للخلق فيها نصيبًا، فاللَّه سبحانه وتعالى يقول: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5].

وتابع «عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ اللَّه أمر عباده بالإخلاص في جميع العبادات، وجعله شرطًَا لقبولها بعيدًا عن الرياء، فالأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإخلاص، وعن ذلك قال ابن القيم: "الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنما تتفاضل بتفاضلها في القلوب، فتكون صورة العملين واحدة، وبينهما من التفاضل كما بين السماء والأرض"، ولقد حذرنا اللَّه تعالى في حديثه القدسي من الرياء إذا شارك العبادة فإنها لا تقبل؛ فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: قال اللَّه: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» [رواه مسلم] أي: أنا غني عن أن يشاركني غيري، فمن عمل عملًا لي ولغيري لم أقبله منه، بل أتركه لذلك الغير، بل أقبل العمل الخالص لي وحدي لم ينازعني فيه أحد.

وأشار «صفوت عمارة» إلى مقولة الإمام عليّ بن أبي طالب، رضي اللَّه عنه: "لا تهتموا لقلة العمل، واهتموا للقبول، ألم تسمعوا اللَّه عزَّ وجلَّ يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27]؛ موضحًا أنّ الإخلاص هو أصل العمل، وبه يقبل ويتحقق الثواب، فإن حقيقة العبادة أنها سر يتعلق بالقلب، وينبع من الروح، ولذلك فالأعمال بالنيات كما أخبرنا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى»، وعندما سُئل الفضيل بن عياض، عن معنى قوله تعالى {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} فقال: «أخلصه وأصوبه، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السُّنة»؛ فالعمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبل، حتى يكون خالصًا صوابًا، وقال ابن القيم: الإخلاص هو توحيد الإرادة والقصد، بأن تفرد اللَّه عزَّ وجلَّ بقصدك وإرادتك فلا تلتفت إلى شيء مع اللَّه تبارك وتعالى.

وأضاف «عمارة» أنّ من علامات قبول الطاعة، أن يوفق اللَّه العبد لطاعة بعدها؛ فمن علامات قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها؛ فإذا قبل اللَّه العبد فإنه يوفقه إلى الطاعة، ويصرفه عن المعصية؛ فإذا قبل الله منك الطاعة يسَّر لك أخرى لم تكن في الحسبان، بل وأبعدك عن معاصيه ولو اقتربت منها، والمداومة على الأعمال الصالحة؛ فكان من هدي النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم المداومة على الأعمال الصالحة؛ فعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: «كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إذا عمل عملًا أثبته» وأحب الأعمال إلى الله وإلى رسوله أدومها وإن قلَّت، وأدعو اللَّه أن يجعلنا من المقبولين.