الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ارتفاع الدولار .. نعمة أم نقمة على الاقتصاد الأمريكي والعالم؟

ارتفاع الدولار ..
ارتفاع الدولار .. نعمة أم نقمة على الاقتصاد الأمريكي والعالم

يواصل الدولار ارتفاعه بمعدلات حادة، حيث بلغ أقوى مستوى له مقابل العملات الرئيسية الأخرى، لكن ذلك لا يعني فرحة مطلقة للأمريكيين، إذ أنه قد يكون مدعاة لقلق متزايد، وسط مخاوف من أن تقود واشنطن العالم نحو ركود عالمي.

تعد القيمة المرتفعة للدولار مفيدة للسائح الأمريكي، الذي يسافر للخارج خلال الصيف، الذي يشعر بقوة عملته، رغم ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة لمستويات غير مسبوقة، حسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن فكرة الدولار القوي تبدو بمثابة مهزلة للأمريكيين، بعدما بلغ التضخم السنوي 9.1% في يونيو، وارتفع سعر الغاز والطعام بشكل كبير، لكن الدولار لا يزال أكثر قيمة في الخارج حتى مع انخفاض عائداته من السلع والخدمات في الداخل.

ومع انخفاض اليورو بأكثر من 12% هذا العام، ارتفع الطلب على الدولار في معظم البلدان وسط مخاوف بشأن الركود العالمي الناجم عن ارتفاع التضخم ، والحرب في أوكرانيا، وأزمات سلاسل الإمداد المستمرة بسبب جائحة كورونا.

وفي ظل ارتفاع العملة الأمريكية، يحافظ الدولار على سمعته باعتباره استثمارا آمنا، حيث يلجأ الأفراد والشركات لتعزيز ممتلكاتهم وإجراء معاملاتهم بالدولار لحماية أنفسهم من الصدمات المالية.

واعتبر محللون أن قوة الدولار، تفيد الأسر الأمريكية بشكل مباشر إذا أرادوا السفر إلى أوروبا، إذ أن التكلفة النسبية لكل شيء أرخص، بعدما حقق اليورو تكافؤا مع الدولار لأول مرة منذ 20 عاما.

تأثيرات سلبية لارتفاع الدولار

لكن على الجانب الآخر،  فإن قوة الدولار ستجعل الرحلات إلى الولايات المتحدة أكثر تكلفة بكثير بالنسبة للعديد من المسافرين، ما قد يضعف صناعة السياحة الأمريكية، التي تهدف إلى استعادة بعض الملايين من الوظائف التي فقدت خلال فترة الجائحة.

واستقبلت الولايات المتحدة 22.1 مليون سائح عام 2021، بانخفاض 79% عن عام  2019، بينما انخفض حجم السياحة في السنة الأولى من وباء كورونا بنسبة 56% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

كما يعزز ارتفاع الدولار الضغط على الاقتصادات العالمية لرفع أسعار الفائدة الخاصة بهم لمواكبة ذلك الارتفاع، وهو الأمر الذي يثير مخاوف من خطر حدوث ركود عالمي حاد قد ينعكس على الولايات المتحدة.

وحسب الصحيفة، سمحت قوة الاقتصاد الأمريكي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بتعزيز أسعار الفائدة بوتيرة أسرع بكثير، ما يجعل الحصول على الدولار أكثر تكلفة وأكثر قيمة في البلدان الأخرى.

فيما أرجع خبراء استمرار ارتفاع الدولار، على مراهنة الأسواق على رفع أكبر  لمعدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

ويعني ذلك أن الدولار قد يمنح مزيد من القوة الشرائية للأمريكيين عندما يكونون  بالخارج، لكنه قد يؤثر سلبا على مبيعات وأرباح الشركات الأمريكية في الخارج.

يأتي ذلك وسط مخاوف بشأن نمو الاقتصاد الدولي، وحالة من الغموض حول أزمة الطاقة في أوروبا، مع استمرار تفشي فيروس كورونا، واتجاه دول  العالم لرفع أسعار الفائدة ما يسرع من وتيرة الركود الاقتصادي.

وفي وقت سابق، أكد صندوق النقد الدولي أن توقعات الاقتصاد العالمي ساءت كثيرا منذ أبريل الماضي، ولا يمكن استبعاد إمكانية حدوث ركود عالمي في العام المقبل في ظل المخاطر الضخمة القائمة.