قمة طهران ..القمح الأوكراني وإسرائيل والعملية العسكرية في سوريا تصدرت المشهد

جمعت أمس الثلاثاء، قمة عرفت إعلاميا بـ"قمة طهران"، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

وناقشت قمة طهران الثلاثية بين الرؤساء بوتين وأردوغان ورئيسي - بحسب تصريحات إيرانية الشأن السوري والحرب الروسية الأوكرانية.

تفاصيل قمة طهران الثلاثية

وتعد هذه ثاني زيارة خارجية لبوتين منذ بدء تدخل موسكو العسكري في أوكرانيا في 24 فبراير، بعد رحلة إلى آسيا الوسطى في نهاية يونيو الماضي.

وفي هذا الصدد، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، الثلاثاء، أن قمة طهران الثلاثية التي جمعت بين رؤساء إيران وروسيا وتركيا، لا تعتبر في مواجهة قمة جدة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، لقناة "العالم"، إن القمة الثلاثية، "ليست في مواجهة قمة جدة أو أية مبادرات من دول المنطقة للتعاون الإقليمي".

ووصف التهديدات الإسرائيلية الأخيرة ضد طهران بأنها "حرب نفسية"، مؤكدا أن "الرد الإيراني على أي حماقة يرتكبها الكيان الصهيوني سيكون مدمرا، والكيان الصهيوني لا يمتلك القدرة لمواجهة إيران عسكريا".

وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن أوكرانيا رفضت تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقا، ولا توجد لديها حاليا الرغبة في ذلك.

وقال بوتين ردا على سؤال حول إمكانية عقد لقاء مع فلاديمير زيلينسكي: "من أجل تهيئة هذه الظروف، انسحبت قواتنا من وسط أوكرانيا، ومن كييف".

وبحث رؤساء الدول الثلاث مسألة تصدير الحبوب من أوكرانيا وغيرها من القضايا المشتركة.

الخارجية الروسية: بوتين يتواصل مع الأسد وبعض قادة المنطقة بعد قمة طهران

إيران: اجتماع بوتين وأردوغان ورئيسي في طهران ليس موجها ضد قمة جدة

وتقول أستاذ العلوم السياسية، الدكتورة نورهان الشيخ، إن قمة طهران الثلاثية تعتبر قمة اعتيادية، تعقد كل 3 أو 4 شهور، في أحد الدول بالتناوب منذ العام 2017، وهي ليست بقمة استثنائية لوكنها قمة اعتيادية.

وأضافت الشيخ - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أنها تعتبر قمة في غاية الأهمية على المستوى الدولي والإقليمي، حيث أنها ناقشت العديد من القضايا الهامة، وهناك نجاح كبير لهذه القمة على مستوى العلاقات الثنائية، وخاصة بين إيران وروسيا. 

وأشارت الشيخ، إلى أن تلك القمة ساعدت على التفاهم لـ سوريا مع تركيا، والخاصة بالعملية العسكرية التي تنوي تركيا القيام بها في شمال سوريا، حيث أن هذه العملية تعقد الأمور، فعملت هذه القمة على تسيير وحل الأمور بشكل عام. 

القمة الثلاثية والشأن السوري

ومن ناحية أخرى، عكست تصريحات رؤساء روسيا وتركيا وإيران خلال القمة الثلاثية التي جمعتهم في طهران، توافقاً بشأن سوريا، التي شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التزام الدول الثلاث بعودة الوضع فيها "إلى طبيعته".

إلا أن التوافق في الملف السوري، لم يخف تبايناً في أجندات الدول الثلاث، بحيث أظهرت تصريحات كل من بوتين وأردوغان ورئيسي بشكل واضح ما يريده كل منهم من سوريا.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده تعتمد على دعم روسيا وإيران "في مواجهة الإرهاب" في سوريا، مشيراً إلى أن "الكلام لا يكفي"، فيما قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن بلاده تدعم "حلاً سياسياً للأزمة السورية"، وشدد على أن "مصير سوريا يجب أن يحدده شعبها من دون أي تدخل أجنبي".

وتأتي قمة الرؤساء الثلاثة، بوتين وإردوغان ورئيسي، وسط استمرار الحديث عن قرب شنّ تركيا عملية عسكرية في شمالي سوريا، وهو أوّل لقاء ثلاثي يجمعهم منذ العام 2019، ضمن إطار "عملية أستانة".

قمة طهران.. لماذا خرج بوتين من عرينه هذه المرة إلى إيران؟

الكرملين: قمة ثلاثية تجمع بوتين وأردوغان ورئيسي في طهران الأسبوع المقبل

ومنذ أيام، عقدت في المملكة السعودية  قمة جدة للأمن والتنمية بمشاركة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وقادة 9 دول عربية، وبحثت قضايا ذات ارتباط بالمنطقة، خصوصاً في ما يتعلق بقضايا الطاقة وإيران وفلسطين.

أما عن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة ضد طهران، فلفت كنعاني إلى أنّها "حرب نفسية"، مؤكداً أنّ "الرد الإيراني على أي حماقة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي سيكون مدمراً".

ومن ناحية أخرى، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن السعودية والإمارات عرضتا الوساطة، بشأن التوصل لاتفاق سلام لحل الأزمة في أوكرانيا.

وأكد بوتين خلال مؤتمر صحفي في ختام القمة الثلاثية، أن روسيا ممتنة لكل من تركيا والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، على عرض الوساطة من أجل حل الأزمة في أوكرانيا، معقبا: "فيما يتعلق بجهود تركيا، وكذلك مقترحات الدول الأخرى، مثل السعودية التي تعرض وساطتها، وكذلك الإمارات، وهم يمتلكون القدرة على ذلك، فنحن نشكر جميع أصدقائنا، المهتمين بتسوية هذه الأزمة".

وبشأن أزمة الحبوب الأوكرانية، أكد بوتين أن تركيا فعلت الكثير من أجل الوصول إلى اتفاق حول إخراج الحبوب الأوكرانية، مضيفا "لقد قلت بالفعل إن جمهورية تركيا، والرئيس أردوغان تحديدًا فعلوا الكثير من أجل للتوصل إلى اتفاق بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية".

وعقب اجتماعه مع زعيمي تركيا وإيران في طهران، أضاف أن الدول الثلاث اتفقت على مواصلة المشاورات بشأن سوريا.