الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اعتذار للتاريخ .. لماذا ارتدى البابا فرنسيس "غطاء ريش" في كندا؟

لماذا ارتدى البابا
لماذا ارتدى البابا فرنسيس "غطاء ريش" في كندا؟

كأسرع وسيلة لـ"التوبة والمصالحة"، لم يتردد البابا فرنسيس في ارتداء غطاء رأس من الريش قدمه له السكان الأصليون في كندا.

وظهر بابا الكنيسة الكاثوليكية مبتسما خلال ارتدائه الغطاء الذي قدمه له زعماء السكان الأصليين خلال اجتماع في موسكوا بارك في ماسكواشيس بألبرتا الكندية، الإثنين، ورصدته عدسة وكالة الأنباء الفرنسية.


وقدم البابا اعتذارًا شخصيًا تاريخيًا للناجين الأصليين من إساءة معاملة الأطفال التي ارتكبت على مدى عقود في الكنائس الكاثوليكية، خلال زيارته إلى كندا والتي تحدى فيها آلام الركبة وتستمر أسبوعا.

 

وألقى البابا فرنسيس (85 عامًا) خطابه الذي تُرجم إلى اللغة الإنجليزية على وقع التصفيق الذي ازداد بعدما اعتذر ثلاث مرات.

كلمة البابا جاءت أمام تجمع لأفراد من شعوب "الأمم الأولى" و"ميتيس" و"اينويت" في ماسكواسيس في ألبيرتا.


ودون تردد قال: "أطلب المغفرة، لا سيما للطرق التي تعاون بها العديد من أعضاء الكنيسة والجماعات الرهبانية، وأيضًا اللامبالاة التي أظهروها، في تلك المشاريع المدمرة للثقافات وفي الاستيعاب القسري الذي لجأت إليه حكومات ذلك الوقت، والذي بلغ ذروته في نظام المدارس الداخلية الإجبارية".

وبدا الجميع متأثرا بخطاب البابا في ماسكواسيس، وهو مجتمع للسكان الأصليين جنوب عاصمة المقاطعة إدمونتون التي كانت موقعًا لمدرسة ارمينسكين الداخلية التي أُغلقت في العام 1975.


وحضر مئات الأشخاص الكثير منهم بلباس تقليدي، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وأول حاكمة عامة لكندا من الشعوب الأصليين ماري سيمون.

وذرف كثيرون الدموع وتعانقوا. ووضع قادة الشعوب الأصلية في ما بعد غطاء رأس تقليدي مصنوع من الريش على رأس البابا.

وسجل نحو 150 ألف طفل من أبناء الشعوب الأصلية قسرا في هذه المدارس حيث فصلوا عن أسرهم ولغتهم وثقافتهم وغالبا ما تعرضوا للعنف الجسدي والنفسي والجنسي، بين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينيات القرن العشرين.

وقدمت الحكومة الكندية التي دفعت مليارات الدولارات كتعويضات لتلاميذ سابقين، اعتذارا بشكل رسمي قبل 14 عاما عن إنشاء هذه المدارس التي أقيمت "لقتل الهندي في قلب الطفل".

وما لبثت أن ثم حذت حذوها الكنيسة الأنجليكانية. لكن الكنيسة الكاثوليكية التي كانت تدير أكثر من 60% من هذه المدارس الداخلية، كانت ترفض على الدوام القيام بذلك.

غير أنه وفي أبريل/نيسان الماضي، تغيّر كل شيء مع اعتذار البابا فرنسيس الذي وعد بالمجيء إلى كندا.