الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سطوة التريند

عبد المعطي أحمد
عبد المعطي أحمد

لماذا نشتاق إلى زمن القنوات الثلاث "الأولى والثانية والثالثة" فى زمن عزة وريادة ماسبيرو؟ ولماذا تنتابنا الـ (نوستالجيا) أو حالة الحنين للماضى حين نتداول مع الأصدقاء الخريطة البرامجية للتليفزيون المصري التي تعود لأكثر من أربعة عقود مضت؟ ولماذا نذرف دموع الوحشة حين نتذكر برامج مثل:نور على نور، وتاكسى السهرة، ونادى السينما وجرب حظك وعلى الناصية وماما نجوى وأبلة فضيلة وغيرها من البرامج المتنوعة فى زمن الإعلام المستنير الحريص على قيم المجتمع وتماسك الأسرة؟.

قد يجادل المرء فى أن  حركة المجتمع تفرض تطورا لطريقة  تقديم الرسالة الإعلامية أو أن كلماتى قد تمس أجيالا تتجاوز الأربعين من العمر عاشت تلك الفترة الواعية للأداء الاعلامي وأن ما أقول أو أعبر عن افتقاده لايتناسب مع أجيال شابة تعيش عصرا تتصدر فيه المحطات التلفزيونية الخاصة والمنصات الرقمية المستحدثة ووسائل تواصل اجتماعى ساخنة بالأحداث تفرض أجندتها المثيرة للجدل.

أرى أن الرسالة الإعلامية الواعية لاعلاقة لها بالتحديث والتطوير الذى يحدث للميديا أو للوسيلة الاعلامية ذاتها فليس مطلوبا من مقدم الرسالة أن يحيطها بالصخب والاثارة المبالغ فيها لتحقيق الجذب الذى يتوهمه رافعا مبررا زائفا بأنه يواكب عصر سرعة الحدث ويجارى جنون السوشيال ميديا!.

تطل علينا مذيعة مخضرمة بلقاء مع سيدة بسيطة، أذهبت السوشيال ميديا عقلها بأرباح لاتتخيلها من مشاهدات متابعيها بينما يراقبونها وهى تقلى "الكفتة" فى غرفة نومها بمنزلها البسيط، ويتوسط مذيع ناقدين رياضيين ينتمى أحدهما للزمالك والآخر للأهلى ويترك لهما العنان فيكيل كل منهما للنادى المنافس، وتستضيف المذيعة ممثلة شابة تتحدث بأريحية عن سنواتها الأولى بالفن وكيف كانت تهرب من منزلها بعيدا عن رقابة أسرتها كى تحقق ذاتها.

هذه عينة من واقع إعلامي ينتهج الفجاجة ولايستهدف سوى جذب الاعلانات و"الترند" ويتجاهل مهمته فى تشكيل الوعى ودعم تماسك الأسرة بل ويحيد عن هدف أسمى وهو تقديم صورة جميلة لمصر أمام العالم، ويبدو أن مصر هانت على الكثيرين أمام سطوة"الترند".

لابد من الحديث بشفافية عن التعليم الجامعى فى بلادنا لأنه أعلى مستويات التعليم، فهل حقا التعليم العالى يستحق كل هذا الجهد من المدارس والمدرسين والطلاب وأولياء الأمور فى مراحل التعليم المختلفة للحصول على المؤهل الجامعى؟ لابد من الاعتراف بأن المستوى العلمي لطالب الجامعة اليوم تدهور كثيرا، فلم يعد يتعامل مع العلم بمبدأ التعلم والتحصيل للوصول إلى أعلى الدرجات من الالمام بتخصصه للتميز والابداع، ولم تعد جامعاتنا فى مصاف الجامعات المعترف بها فى العالم وسبقتنا جامعات دول أصغر منا مساحة وأحدث منا حضارة، ماذا حدث  فى منظومة التعليم العالى فى مصر؟ لابد من الانتباه للسلبيات ومحاولة إصلاحها للعودة بالتعليم العالي المصري إلى القمة كما كان، ولابد من تعديل فى مفهوم التعليم الجامعي، فلم يعد سبيلا للعمل كما كان,لذا فليكن سبيلا للتعليم الحقيقي وللرقي, والإبداع والابتكار، نريد كيفا لا عددا، ونريد فكرا لا ترديدا، ونريد تقدما فى كل المجالات، ونريد مكانا فى العلم بين القمم والأمم. 

فهل يمكن التخطيط الجدي لتحقيق هذا الهدف؟ من المهم تخريج آلاف العلماء فى كل مجال. أعتقد أن الدولة التي أنفقت المليارات لتوفير التابلت لطلاب المرحلة الثانوية لن تدخر جهدا أو مالا لتطوير التعليم الجامعى؟


• علمتنى الحياة ألا أثق فيمن خان غيرى، ولا أصدق من كذب على غيري، ولا أعطي سرى لمن أفشى سر غيري، ,ولا آمن من غدر بغيري، ولا أصادق من خذل صديقه أو هجره دون سبب.