الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سوداني يتسبب في أزمة سياسية بالعراق ..ماذا يحدث داخل بلاد الرافدين؟

اقتحام البرلمان العراقي
اقتحام البرلمان العراقي

لا يزال العراق لم يتمكن من الخروج من الأزمة السياسية بعد مرور تسعة أشهر على الانتخابات البرلمانية المبكرة في أكتوبر 2021، التي جاءت لامتصاص الغضب الشعبي أثر تظاهرات غير مسبوقة شملت كل أرجاء العراق.

العراق إلى إين؟

واختار "الإطار التنسيقي" الذي يضم كتلا شيعية أبرزها: ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وتحالف الفتح بزعامة هادي العامري، الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران، النائب محمد شياع السوداني، مرشحا لرئاسة الحكومة العراقية.

ويعد ساعات قليلة من إعلان التحالف المدعوم من إيران عن السوداني مرشحا رسميا له، صدرت عدة مواقف من المقربين لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تكشف عن رفض مسبق له، حتى تصاعدت الأحداث أمس وقام أنصار التيار الصدري باقتحام الساحة الخضراء واقتحام البرلمان العراقي احتجاجاً على تشكيل حكومة وطنية تضم محمد شياع كرئيس لها.

وتمكن متظاهرون من أنصار التيار الصدري الأربعاء من اقتحام مبنى البرلمان العراقي بالمنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد والتي تضم مؤسسات حكومية وسفارات أجنبية، احتجاجا على ترشيح "الإطار التنسيقي" التكتل البرلماني الشيعي البارز، للنائب والوزير السابق محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة، فيما تتخبط البلاد في أزمة سياسية معقدة منذ أشهر.

ويقول رئيس مركز الأمصار للدارسات الاستراتيجية، الدكتور رائد العزاوي: من الطبيعي أن يكون رد فعل التيار الصدري هكذا بعد تسعة أشهر من فشل تشكيل الحكومة من قبل الكتلة البرلمانية للتيار الصدري الذي يمتلك 74 مقعدا فى البرلمان، ومن ثم التنازل للإطار التنسيقي الموالى لإيران.

وأوضح العزاوي - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الوصول لهذه المرحلة ما هو إلا استفزاز من التيار التنسيقي المتمثل في نوري المالكي الموالى لإيران وقيامه بترشيح محمد شياع السوداني لتشكيل الحكومة، الأمر الذي استفز التيار الصدري، "الذي تحرك بدوره واقتحم البرلمان".

وأشار العزاوي إلى أن هذا التحرك من قبل أنصار التيار الصدري ما هو إلا رسالة واضحة لإيران بأنه لا يمكن أن يمر شخص مقرب لكم، وهذه رسالة مهمة ستدفع في اتجاه واحد بتأجيل تشكيل الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة.

ويرى الباحث في شؤون العراق، محمود جابر، أن ما وقع في البرلمان العراقي بالأمس ما هو الإ عملية استفزاز متبادل بين تيار  مقتدى الصدر وبين الإطار التنسيقي، بعملية ترشيح محمد شياع السوداني كرئيس حكومة وهم يعلمون أنه "مرفوض من التيار الصدري منذ سنوات".

وأوضح جابر - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن السوداني كان يتولى منصب محافظ ميسان المعروفة بكثافتها المرتفعة من التيار الصدري ومارس ضدهم كل أنواع الاضطهاد فأصبح مكروهاً لديهم، وعملية طرحه مرشحا لرئاسة الوزراء هو استفزاز مبالغ فيه للتيار الصدري.

ولفت التيار الصدري يمتلك شعبية عارمة بالشارع العراقي وقادر على منع الإطار التنسيقي من تشكيل الحكومة.

دور إيران الخفي 

ويعتقد جابر، أن ما حدث داخل البرلمان العراقي هو نوع من أنواع استعراض القوة بين التيار الصدري "قادر على الحشد الشعبي بالملايين"، وبين الإطار التنسيقي الموالى لإيران، منوهاً أن إيران هي من تقف خلف الإطار التنسيقى ودعم محمد شياع السوداني، نظرا لقيام مقتدى الصدر بدعم مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء الحالي لأنه "استطاع خلال العامين الماضيين إنهاء مشاكل العراق وعودتها للحضن للعربي وإقامة علاقات طيبة مع دول الجوار ومع السعودية".

وأشار نحن أمام طرفين، طرف تمثله إيران وامتداد لولاية الشيعة داخل العراق، وطرق تمثله العراق بمصالحها على الأرض من تحقيق مطالب الشعب.

ويرى باحث فى الشأن العراقي، هاني سلمان، أن العراق مازال يعانى من مشكلات أمنية ومشكلات الفترة الانتقالية والضغوط الدولية وتجاوز الاستقطابات الطائفية التي تحدث بين السنة والشيعة، بحانب الضغوط الدولية بين الجانب الإيراني والجانب الأمريكي، معقبا: "هاتان الإشكاليتان الموجودتان بالعراق".

وأرجع سلمان اقتحام البرلمان العراقي إلى أنه جاء نتيجة الضغوط التي تمارسها إيران والولايات المتحدة ونفوذهما داخل العراق وخاصة أن أنصار مقتدى الصدر كان لهم اعتراضا شديدا على ترشيح محمد شياع السوداني التابع لقوى التحالف الشيعية، لأنهم يرون أنه امتداد لنوري المالكي رجل إيران لذلك "رفضوا إعادة نفس التجربة التي شهدت استقطابات طائفية شديدة".

يذكر أنه اقتحم المئات من المتظاهرين مبنى البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء بوسط بغداد، الأربعاء، احتجاجا على ترشيح الإطار التنسيقي، الموالي لإيران، محمد شياع السوداني، لمنصب رئيس الوزراء.

وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أصدر بيانا دعا فيه المتظاهرين إلى الانسحاب من المنطقة الخضراء والتزام السلمية، فيما طالب القوات الأمنية بحماية مباني مؤسسات الدولة ومقار البعثات الدبلوماسية.

بدورها، شرعت القوات الأمنية في إغلاق بوابات المنطقة الخضراء بالكامل، ووصلت تعزيزات أمنية كبيرة إلى المنطقة الخضراء، بينما، دعا التيار الصدري إلى عدم المساس بالمتظاهرين في بغداد.

من جهته دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أتباعه الذين اقتحموا مجلس النواب إلى العودة لمنازلهم.

ونشر تغريدة على حسابه في "تويتر"، قائلا: "ثورة محرم الحرام، ثورة إصلاح ورفض للضيم والفساد، وصلت رسالتكم"، مضيفا: "أرعبتم الفاسدين. صلوا ركعتين وعودوا لمنازلكم سالمين" وبالفعل استجاب الأنصار.

ولا يزال رجل الدين الشيعي والشخصية السياسية النافذة في العراق مقتدى الصدر مؤثراً على المشهد السياسي رغم أن تياره لم يعد ممثلاً في البرلمان، فقد استقال نواب التيار الصدري الـ73 في يونيو الماضي من البرلمان، بعدما كانوا يشغلون ككتلة، أكبر عدد من المقاعد فيه.