لسانه طويل|نيكاراجوا ترفض السفير الأمريكي.. 12 مليار دولار عصفت بالعلاقات بين البلدين

منعت حكومة نيكاراجوا سفير الولايات المتحدة الجديد هوجو رودريجيز من دخول البلاد، بعدما اتهمته بالتدخل وعدم الاحترام، عقب تصريحات أدلى بها أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي.

منع السفير الأمريكي من الدخول

وقال وزير خارجية نيكاراجوا دينيس مونكادا في رسالة موجهة إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وفقا لقناة (فرانس 24)،  الجمعة، إن "حكومة نيكاراجوا، وفي إطار سلطتها و ممارستها لسيادتها الوطنية، تسحب على الفور التصريح الممنوح لهوجو رودريجيز".

وكان رودريجيز قال أمام مجلس الشيوخ، إن "نيكاراجوا تتحول بشكل متزايد إلى دولة منبوذة في المنطقة، وشبه البلاد بالحكم الديكتاتوري الذي عاشته عائلته في جمهورية الدومينيكان في خمسينات القرن الماضي".

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن عين في مايو الماضي رودريجيز سفيرا في ماناجوا، ومن المفترض أن يصادق برلمان نيكاراجوا على تعيينه.

وتشهد العلاقات بين نيكاراجوا والولايات المتحدة توترا منذ تظاهرات المعارضة احتجاجا على حكومة دانييل أورتيجا في 2018، التي قتل فيها 355 شخصا - بحسب لجنة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان.

نيكاراجوا هي إحدى دول أمريكا الوسطى وأكبرها، عاصمتها مدينة ماناجوا، وتتمتع بسحر يميزها عن بقية الدول، لكنها رغم ذلك تعتبر الكثافة السكانية فيها أقل من بقية الدول المجاورة.

ويحد نيكاراجوا من الشمال جمهورية الهندوراس، ومن الجنوب كوستاريكا، ومن الغرب المحيط الهادي، ومن الشرق بحر الكاريبي، وتبلغ مساحتها 130,000 كيلو متر مربع، أما اللغة الرسمية فيها هي اللغة الأسبانية.

معلومات مهمة عن دولة نيكاراجوا

وصل الأسبان إلى نيكاراجوا في بداية العشرينيات من القرن السادس عشر الميلادي، أي أنها مدينة عريقة تحمل عبق التاريخ، وحصلت نيكاراجوا على الاستقلال من أسبانيا في عام 1821.

وأصبحت جمهورية مستقلة لها كيانها الخاص في عام 1838م، وبحلول عام 1978، كان لها موقفها الخاص، الذي يتصف بالمعارض للحكومة وسياساتها الاقتصادية والسياسية، وقد اختلف الشعب في هذا الموقف وانقسم إلى مؤيدين ومعارضين، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية.

وكانت هذه الحرب لصالح جماعات الساندينستيين الماركسيين، كونها أوصلتهم إلى السلطة في عام 1979، قد أعلنت هذه السلطة مساندتها للمتمردين في السلفادور، وهذا ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تقوم برد فعل عكسي وترعى جماعات الكونترا المناهضة للساندينستيين، وقد كانت داعما أساسيا لهم في حربهم ضد الساندينستيين خلال الثمانينيات.

لقد انهزم الساندينستيون مرتين في الانتخابات الحرة التي أجريت في نيكاراغوا، الأولى كانت في عام 1990، والثانية في انتخابات 1996، 2001، بينما في عام 2006 حالفهم الحظ، وأظهر عودة الرئيس الساندنستاني السابق دانييل أورتيجا سافيدرا.

وتعرض الاقتصاد النيكاراجواي إلى أزمة كبيرة نتيجة الحرب الأهلية المبكرة وإعصار ميتش عام 1998 حتى يومنا هذا يتم معالجة اقتصاد نيكاراجوا وإعادة هيكلته من جديد.

سكان نيكاراجوا هم مزيج من الهنود والأسبان، مع وجود أقلية زنجية، وأخرى من الهنود والأوروبيين، وأغلب السكان يتمركزون في الغرب وحول بحيرة ماناجو.

قصة العداء التاريخي بين البلدين

لقد مدت الولايات المتحدة الأمريكية يدها للسيطرة على نيكاراجوا في مطلع ثمانينيات القرن العشرين، حيث جهزت جيوشها وقامت بالتدخل العسكري بحجة مساعدتها للثوار في السلفادور، وما كان من نيكاراجوا إلا اللجوء إلى القانون الدولي.

رفع النزاع بين البلدين إلى محكمة العدل الدولية، التي قضت بحكم لصالح نيكاراجوا ضد أمريكا، وقررت تغريم الولايات المتحدة بمبلغ قدره 12 مليار دولار.

أثار القرار غضب أمريكا فرفضته وامتنعت عن تنفيذه، حتى أنها سحبت اعترافها الملزم بالمحكمة، كانت هذه أكبر أزمات نيكاراجوا، أما ما تبقى فيمكن القول أنها عاشت بهدوء و سلام.

الركيزة الأساسية لاقتصاد نيكاراجوا هو الزراعة التي يعمل بها يعمل حوالي 40% من القوة العاملة، وتصنف أهم الحاصلات الزراعية في نيكاراجوا في ما يلي: البن، القطن، وقصب السكر.