الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صراع محتمل يطرق أبواب أوروبا.. مناوشات بين صربيا وكوسوفو على الحدود

أرشيفية
أرشيفية

شهد اليومان الماضيان توترا على الحدود بين دولة صربيا، وكوسوفو المعلنة من طرف واحد، في ظل رغبة السلطات في كوسوفو تنفيذ خطة بريشتينا، التي تقضي بمنع دخول المواطنين الذين يحملون وثائق شخصية صادرة من العاصمة الصربية بلجراد.

وأغلقت قوات في كوسوفو أمس، الطريق إلى صربيا، بعد سماع دوي صافرات الإنذار على الحدود بين البلدين، حيث أقام المواطنون حواجز على الطرق السريعة في بعض المناطق.

ورغم ذلك، نفت وزارة الدفاع الصربية، تجاوز قواتها الخط الفاصل نحو كوسوفو.

وينظم الصرب عادة في الجزء الشمالي من كوسوفو احتجاجات على الطرق السريعة الرئيسية في المنطقة فيما يتعلق بقرار بريشتينا حظر لوحات السيارات والوثائق الشخصية الصربية.

جذور الأزمة

أعلنت كوسوفو استقلالها من جانب واحد عن صربيا في 2008، لكن السلطات هناك تناست وجود نحو 50 ألف صربي، يعيشون في الجزء الشمالي من كوسوفو، حيث لا يعترف هؤلاء المواطنين بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا.

وكانت الحكومة في بريشتينا، أعلنت منح الصرب فترة انتقالية للحصول على لوحات معدنية لسياراتهم صادرة عن كوسوفو، لكنها عجزت عن تنفيذ هذا الإجراء بسبب احتجاجات المواطنين الصرب.

وقالت حكومة كوسوفو إنه اعتبارا من الأول من أغسطس الجاري، يتعين على جميع مواطني صربيا الحصول على وثيقة إضافية على الحدود لمنحهم الإذن بالدخول، وهو ما تطبقه سلطات بلجراد على سكان كوسوفو الذين يزورون صربيا.

أطراف خارجية وصراع محتمل

قررت الحكومة في كوسوفو بعد التوتر الذي ساد أمس، تأجيل خطتها الخاصة بلوحات السيارات المعدنية والبطاقات الشخصية لمدة شهر، تحت ضغوط من الولايات المتحد والاتحاد الأوروبي.

وتعترف أكثر من مئة دولة ليس من بينها صربيا وروسيا بكوسوفو دولة مستقلة، ولا تزال تدعي بلجراد أنها مقاطعة تتمتع بالحكم الذاتي.

والتزم البلدان في عام 2013 بإجراء حوار برعاية الاتحاد الأوروبي لمحاولة حل القضايا العالقة ولكن لم يتم إحراز تقدم يذكر.

وتشكل المنطقة صراع نفوذ بين روسيا التي تتمتع بعلاقات قوية مع صربيا، والدول الغربية التي تؤيد استقلال كوسوفو عن بلجراد.

وفي سبتمبر العام الماضي، رفعت صربيا مستوى تأهب قواتها عند الحدود، بعدما اتهمت كوسوفو بشن استفزازات عبر نشر قوات خاصة عند مركزين حدوديين.

وقالت صربيا، إن كوسوفو نشرت قوات خاصة قرب معبرين حدوديين في منطقة يسكنها مواطنين صرب يرفضون الاعتراف بحكومة بريشتينا، من أجل تنفيذ خطتها الخاصة باللوحات المعدنية والبطاقات الشخصية.

وتفقد وزير الدفاع الصربي، نيبويسا ستيفانوفيتش، حينها القوات الصربية التي كانت في حالة تأهب بقاعدتين عسكريتين إحداهما على بعد كيلومترات من الحدود، فضلا عن "مجموعات تكتيكية" منتشرة "في اتجاه معبر جارينيي الإداري".

وتصنف المعابر الحدودية بين صربيا وكوسوفو التي يبلغ عدد سكانها 1,8 مليون نسمة معظمهم من الألبان، على أنها "ممرات إدارية" من قبل بلجراد التي لا تعترف بالاستقلال الذي أعلنه إقليمها السابق في عام 2008.

تحذير روسي من التصعيد

علقت وزارة الخارجية الروسية، أمس، على الأحداث التي طرأت على الحدود بين صربيا وكوسوفو، وطالبت الأخيرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي بوقف الاستفزازات واحترام حقوق الصرب في الإقليم الانفصالي.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "ندعو بريشتينا ووراءها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لوقف الاستفزازات واحترام حقوق الصرب في كوسوفو".

كما وصفت زاخاروفا قرار بريشتينا تطبيق  قواعد الاستبدال القسري لوثائق الصرب الشخصية اعتبارا من الأول من أغسطس بأنه خطوة نحو طردهم من كوسوفو.

وقالت زاخاروفا إن مهمة الوساطة التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي في كوسوفو فشلت، مشيرة إلى أن "تطور الأحداث هذا، دليل آخر على فشل بعثة الوساطة التابعة للاتحاد الأوروبي ومثال على المكان الذي تم إعداده لبلجراد في الاتحاد الأوروبي، بعد أن عرضوا عليها في الواقع أن تستسلم لانتهاك حقوق مواطنيها".