الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماركبهاش غير الباشاوات.. أول سيارة هاتشباك فى المحروسة | صور

ماركبهاش غير الباشاوات..
ماركبهاش غير الباشاوات.. أول سيارة هاتشباك فى المحروسة

في مطلع ستينيات القرن الماضي وبينما كان العالم يعاني من ويلات الحروب وما خلفته من دمار اقتصادي لم يعتق رقبة أحد، كان هناك شخص ما يتطلع إلى المستقبل لم يتوقف تفكيره حد الخراب الناتج عن الحروب  ولكن في كيفية الخلاص منه، وهذا ما كانت تتجه اليه أوروبا حيث نفضت غبار الحرب العالمية الثانية، وبدأت في التطور والاتجاه الى الصيحات العصرية سواء في الأزياء والألوان والأهم من ذلك التصاميم الجديدة ذات المفهوم الغريب لهياكل السيارات.

ظهرت ملامح النمو والتطور الإقتصادي تظهر شيئًا فشيئًا على القارة الأوروبية، وزادت حاجة الناس وطلبهم لكل ما هو جديد في عالم العصرية، والتي كان أبرزها التصميمات الغريبة لهياكل السيارات، وكانت بداية الإنطلاقة عند الشركة الفرنسية ذات التاريخ العريق رينو RENAULT، حيث تدخل تلك الشركة ضمن قائمة السيارات الأكثر تطورًا على مدار تاريخ صناعاتها، وذلك منذ بجاية نشأتها في العام 1899 على يد أحد أهم رائدي صناعة السيارات لويس رينو، لذا فقد طرحت هذه الشركة أول طراز من فئة "الهاتشباك" HATCHBACK في العالم.

يعتقد الكثير أن بداية ظهور التصميم ذو المفهوم الشبابي الـ"هاتشباك" HATCHBACK، يرجع إلى الشركة الإيطالية فيات وطرازها FIAT 127، ولكن في حقيقة الأمر أنه أول من قام بإبتكار ما يسمى بتصميم الـ"هاتشباك" هي شركة رينو الفرنسية RENAULT، في محاولة منها لمواكبة عصر الحداثة و موسيقى الروك أو كما كان يُطلق عليها في بداية إنطلاقها موسيقى "الخنافس".

بات مصممو السيارات العاملين بالشركة الفرنسية رينو RENAULT، يعملون ليلًا نهارًا للوصول إلى تصميم يتماشى مع عصر "الخنافس" مثلما كان يقول أبائنا، ولكن بشرط أن تجمع تلك التصاميم بين الاناقة والعملية بعيدًا عن المفهوم التقليدي للسيارات الـ"سيدان" والاستيشن STATION، فكان الناتج ظهور أول سيارة هاتشباك في التاريخ تحمل اسم RENAULT 16.

جاء مفهوم السيارة الهاتشباك لرينو بشكل مختلف للصندوق الخلفي للسيارة، حيث انحداره إلى الأسفل وتكون النافذة الخلفية جزء أساسي في غطاء هذا الصندوق، وذلك لجعل السيارة أكثر عملية من جهة المساحة الخاصة بالتخزين فأصبحت أكبر بشكل ملحوظ ومختلفة عن سيارات الـ STATION التي إعتادت الأنظار على رؤيتها، وحينها خرج إلى النور التصميم الطفرة RENAULT 16 وتم عرضه للمرة الأولى في معرض جنيف للسيارات بسويسرا GENEVA MOTOR SHOW وذلك في العام 1965.

لم يكن تميز السيارة RENAULT 16 متوقفًا على تصميم هيكلها المختلف وحسب، ولكن لأنها تعتبر من أولى السيارات التي استخدمت نظام السحب أو الدفع الأمامي، واحتوائها على محرك مصنع من الألومنيوم يقع مكانه خلف علبة السرعة أو صندوق التروس، مما يجعل هذه السيارة أكثر ثباتًا وتوازنًا عبر منحنيات ومنعطفات الطرق.

ومن الخصائص الأخرى التي تميزت بها السيارة RENAULT 16 بأنها كانت الرائدة الأولى في استخدام نظام تبريد المحرك بالمروحة الكهربائية، وقامت الشركة الفرنسية بإنتاج حوالي 1.8 مليون نسخة من هذه السيارة ما بين عامي 1965 وحتى 1980، وفي العام 1968 زودت بكثير من المميزات من بينها مقياس لحرارة المحرك، ومزيل للضباب "مساحات" لزجاج الصندوق الخلفي، وأيضًا أهم المزايا العصرية "فتحة سقف".

وتحت شعار "الرجل يقابل الطريق والطريق يقابل الرجل"، تم الاعلان عن هذه السيارة التي حققت أكبر نسبة أرباح لشركة رينو الفرنسية، والتي نجحت في كسب حب وثقة المستهلكين مما جعلهم يصفونها بأنها تشبه الإبحار على متن يخت في مياه هادئة، وهذا يرجع إلى نظام تعليقها الذكي المكون من قضيب إلتواء مدمج على العجلات ومعه اثنين من قضبان التثبيت، لجعل هذه السيارة أكثر مرونة وسلاسة أثناء السفر مهما قابلت من طرق منحنية وغير ممهدة.

تم إختيار السيارة RENAULT 16 كأفضل سيارة تم صناعتها في قارة أوروبا وذلك في العام 1965، وانتشرت منذ ذلك الوقت في جميع دول العالم وحرص على إمتلاكها هواة جمع السيارات العصرية الشبابية، وأصبحت حينها أيقونة تدل على الهوية والثقافة الفرنسية المطلعة دائمًا على أحدث الصيحات العصرية.