الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيارات متوقفة وكهرباء مقطوعة.. أوروبا تترنح وأزمة الطاقة والغاز تهدد بفوضى

أزمة الطاقة في أوروبا
أزمة الطاقة في أوروبا

ألقت الأزمة الروسية - الأوكرانية بظلالها سلبا على أسعار الطاقة حول العالم، وبالأخص ألمانيا في ظل أن أسعار الغاز والنفط والكهرباء أصبحت مرتفعة جدا في بها، ما ينذر بتخوفات من وصول الأمر إلى غضب شعبي قد يفضي إلى اضطرابات اجتماعية خلال شتاء 2022.

تضارب تصريحات المستشار الألماني

بدوره، خرج المستشار الألماني أولاف شولتس، في مؤتمر صحفي في الـ 11 من أغسطس 2022، ونفى احتمالية وقوع «اضطرابات اجتماعية عنيفة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة»، على الرغم من أنه صرح سابقا في إحدى المقابلات التلفزيونية عن الطبيعة المتفجرة للأوضاع، واصفا الأمر بأنه «برميل بارود اجتماعي». إذا تلقى العديد من الناس فواتير طاقة بزيادات تصل إلى عدة مئات من اليورو بحلول الخريف على أبعد تقدير.

أزمة طاقة وارتفاع في الأسعار واضطرابات في مدن ألمانيا

فكيف سيصبح الوضع في المانيا مع دخول شتاء 2022؟ وهل ستؤدي أزمة الطاقة في المانيا إلى وقوع اضطرابات اجتماعية عنيفة؟.

أجاب عن ذلك د. عبد المسيح الشامي منسق العلاقات الألمانية العربية في البرلمان الألماني، الذي أكد أنه لا شك أن هناك أزمة في الطاقة وارتفاع في أسعارها، مشيرا إلى أنه لا يمكن حصرها في مجال الطاقة فقط، بل أنها تنعكس سلبا على كل المواد الأخرى، موضحا أن هناك تضخم وارتفاع في كل السلع الغذائية والمعيشية وكل الصناعات والأصناف الموجودة في كل مراكز البيع وبالتالي هناك ارتفاع في الأسعار.

وأوضح عبد المسيح، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، عبر الهاتف من برلين، أنه بشكل أو بآخر الدولة تدخلت بشكل مباشر في أسعار الطاقة، وقامت بخفض نسبة الضرائب على الطاقة، ومن المعروف أن أسعار الطاقة إذا افترضنا أن سعر لتر البنزين ٢ يورو، فهو يعادل 80% من سعره الضريبي، فبالتالي الدولة تعمل على الحفاظ على السعر، ولكن مع ذلك هناك أحيانا انخفاض وأحيانا ارتفاع في أسعار الطاقة.

المشكلة عدم وجود غاز

ولفت إلى أن المشكلة ليست فقط في ارتفاع أسعار الطاقة، بل تكمن في عدم وجود طاقة من غاز أو ديزل وغيرها من المواد، وبالتالي ندرة هذه المواد أدى إلى إغلاق محالات تجارية ومصانع كبيرة وصغيرة، وتخفيض الإنتاج والعمالة، وبالتالي هناك تململ شعبي وبالطبع هناك مظاهرات شعبية في مدن ألمانيا، ولكن لم تخرج عن السيطرة حتى الآن.

وأكد، أن الحكومة الألمانية تفعل كل ما تستطيع فعله في هذا الإطار وتتصرف بشكل جيد، حيث أن لعبة الطاقة خيوطها ليست في ألمانيا وحدها، لأن لها أبعاد سياسية واقتصادية أخرى، ولكن رغم ذلك هناك عدم رضا عن مواقف الحكومة الألمانية، حتى أنه كان هناك مقابلة المستشار الألماني بحضور المواطنين والعائلات وأصحاب المشاريع وطالبوه بوقف الدعم لأوكرانيا، وإعادة العلاقات مع روسيا وإعادة شراء الطاقة والمواد من روسيا.

واختتم منسق العلاقات الألمانية العربية في البرلمان الألماني، تصريحاته بأنه يمكن القول إن هناك 60% إلى 70% من الشعب الألماني ضد الحرب وضد تدخل ألمانيا وأوروبا فيها، مشيرا إلى أنه ليس تبني للموقف الروسي ولكن رفض للانعكاسات السلبية على الداخل الألماني والأوروبي.

الاضطرابات الاجتماعية ستعم أوروبا كلها

الدكتور رمضان أبو العلا أستاذ هندسة البترول والطاقة، قال إن ارتفاع أسعار الطاقة لا تهدد بوقوع اضطرابات اجتماعية في المانيا فقط، بل سوف تشمل أوروبا بأكملها، بدليل استقالة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وتقديم رئيس وزراء إيطاليا أيضا لاستقالته، مشيرا إلى أن ألمانيا تعاني معاناة شديدة للغاية، لأن في نهاية النفق لا يوجد ضوء لحل المشكلة، بل هي مازالت مستمرة ومازالت تتفاقم، خاصة مع حلول فصل الشتاء القارص في أوروبا.

وأضاف أبو العلا، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد حلول جذرية، والنفط الروسي ليس له بديل ولن تجد ألمانيا له بديل في الوقت الحالي، مؤكدا أنه إذا أرادت ألمانيا حل فليس أمامها سوى رفع العقوبات التي فرضتها على روسيا، لافتا إلى أن ألمانيا استجابت للولايات المتحدة على الرغم من أن واشنطن لم تتأثر بأزمة الطاقة، ولكن استجابة ألمانيا جعلتها تعاني، ومن المتوقع أن تستمر معاناتها في الأيام المقبلة.