الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية الطفل محمد.. دخل المستشفى لعلاج كسر في الذراع وخرج للمقابر.. شاهد

الطفل محمد محمود
الطفل محمد محمود

“أنا عيد ميلادي النهارده وعايز أشوف أخويا”، كانت هذه الكلمات الأخيرة للطفل "محمد" قبل وفاته بلحظات، والذي كان يرقد على سريره بالعناية المركزة بمستشفيات جامعة أسيوط بعد إجراء بتر لذراعه الذي أصيب فيه بكسر منذ أيام وتم تحويله من مستشفى المبرة للمستشفى الجامعي بعد حدوث مضاعفات. 

ولم تتوقع أسرته أنها كلمات الوداع، خاصة بعد دخوله معهم في وصلة من الضحك وغنائه محتفلا بعيد ميلاده، ما أدخل الراحة إلى قلوب أسرته لشعورهم بتحسن حالته. 

ولكن بعد 4 ساعات، اتصل الأطباء من العناية المركزة بوالده وطلبوا منه الصعود إليهم وقالوا له: "البقاء لله". 

ظل والده للحظات في ذهول يسيطر عليه الصمت من الصدمة، حتى دخل عليه أشقاؤه وتحولت الضحكات التي دخلت قلوبهم بعد تحسن حالة "محمد" إلى بكاء.

كان بيلعب كورة 

وقال إبراهيم محمد، عم الطفل "محمد محمود محمد": “يوم الثلاثاء الماضي في الليل كان محمد يلعب مع الأطفال في الشارع كرة كعادته كل يوم، وسقط على ذراعه وتعرض للكسر، أخذته أنا ووالدته إلى مستشفى المبرة وطلبوا منا عمل أشعة، وشاهد الطبيب الأشعة وقال لنا: ده كسر لا يوجد قلق منه وهنجبس ذراع محمد، وقاموا بالفعل بوضع ذراعه في الجبس، وقلت للطبيب: ده في جروح ممكن يكون محتاج تركيب شريحة أو مسامير، فرد علي الطبيب: لا الموضوع سهل ومش محتاج حاجة غير الجبس”.

وتابع: “طلب الطبيب عمل أشعة أخرى  لمحمد، وبالفعل قمنا بعمل الأشعة في المستشفى، وشاهدها الطبيب، وقال: يظل أسبوعا في الجبس، وبعد أسبوع نقوم بعمل أشعة أخرى له ومن خلالها سيتم تحديد إذا كانت العظام بدأت تتعافى أم نحتاج إلى عملية جراحية، وإذا لم يتعافَ سنقوم بفك الجبس وعمل جراحة له، ولم يصرف لنا أي علاج، وقال: إذا شعر بأي ألم يأخذ أي مسكن”.

واستكمل: “وفي صباح يوم الخميس الماضي شعر محمد بألم شديد في يديه، فقمنا بالذهاب به إلى المستشفى مرة أخرى وكان متواجد طبيب آخر وقام بفحصه وقال إن حالته مستقره والألم الذي يشعر به نتيجة تورم، وقام بعمل فتحة في الجبس للتهوية، وكتب له مضادا للالتهاب والتورم، وقال لنا أن نذهب به يوم السبت إلى المستشفى مرة أخرى”.

حدوث مضاعفات 

وأضاف: “في صباح يوم الجمعة وجدنا كف يد محمد بها انتفاخ وتجمعات دماء لونها أزرق غامق، ذهبنا به مرة أخرى إلى المستشفى وكان في الاستقبال طبيب آخر عندما شاهد كف يد محمد تغيرت ملامح وجهه وقام بفك الجبس من يد محمد، وقال لنا: حالته تحتاج إلى تحويل إلى مستشفى أسيوط الجامعي، وقام بالفعل بعمل تحويل لنا إلى قسم استقبال العظام بمستشفى أسيوط الجامعي، وقام أطباء العظام بفحصه بمستشفى أسيوط الجامعي، وقال الأطباء إن هناك مشكلة في الأوعية الدموية، وقاموا باستدعاء طبيب الأوعية الدموية وقام بفحصه، ووجد أن من كف يده حتى الكوع لا يوجد نبض نهائي، وقام بعرض الأمر على استشاري الأوعية الدموية، ولكن مع كل لحظة كانت تنتشر التجمعات الدموية في ذراعه حتى وصلت إلى الكتف، وبدأت تدخل إلى صدره، وعندما شاهد الأطباء سرعة انتشار التجمعات قرروا أن يجروا عملية بتر للذراع بالكامل”.

إجراء بتر للذراع 

واستطرد: “دخل محمد العمليات وتم إجراء عملية بتر للذراع بالكامل وخرج من العمليات إلى غرفة الإفاقة، وكانت حالته مستقرة ويتكلم، وتم وضعه في العناية المركزة بالاستقبال، وكان لا يوجد اهتمام في العناية من الأطباء، نتحدث معهم ولا يردون علينا، وكانت درجة حرارة محمد غير ثابتة تتغير بشكل سريع، تكون 35 وبعدها بلحظات تكون 37، وكان في حاجة إلى دم، وجاء الدم بعد 6 ساعات من طلبه، وبعدها قام الأطباء بنقله إلى قسم العناية المركزة العامة في طابق آخر، وكان يتحدث معنا، وكنت عندما أمسك يديه أشعر بأنها ثلج ودرجة حرارته 35 درجة، ولا ندري ما بداخله، ظاهريا كان كويس لكن لا ندري ما بداخله، وتحدث معي وقال لي: خدني من هنا يا عمي روحني أنا لو قعدت هنا هموت، قلت له: حالا هنمشي”.

أنا عيد ميلادي النهارده 

ولم يستطع عم الطفل محمد أن يمسك دموعه التي أغرقت وجهه وقال: "محمد إمبارح قبل وفاته وهو جالس على السرير في العناية المركزة قال لي: النهارده عيد ميلادي، وقعد يغني وطلب مني يشوف أخوه يزيد، وقلت له: حالا هنجيبهولك، فرد علي: خلاص متجيبهوش هو قاعد معايا، وفي حوالي الساعة 10 صباح أمس قام الأطباء بإخراجنا من العناية ومنعونا من الدخول إليه مرة أخرى، وبعدها بـ 4 ساعات اتصلوا بوالده وطلبوا منه الدخول وأخبروه بوفاة محمد".

بلاغ لقسم ثان أسيوط 

وقال عم الطفل: “تقدمنا ببلاغ لقسم شرطة ثان أسيوط اتهمنا فيه الطبيب الذي قام بعمل الجبس لمحمد بالإهمال، ورئيس النيابة استدعى الطب الشرعي، وتواصل النيابة التحقيق مع الطبيب”.

عايز حق ابني 

وقال محمود محمد، والد الضحية: “محمد أكمل بالأمس 11 عاما وتوفي في نفس اليوم، كان في الصف الخامس الابتدائي، وكانت روحه في شقيقه يزيد، أصغر منه بـ 3 سنوات، وكان متعلقا به جدا”.

وأضاف: “وقت الحادث أنا كنت في الشغل واتصلت بي زوجتي وقالت لي إنها ذهبت بمحمد مع عمه إلى المستشفى بعد تعرضه لكسر في ذراعه، تركت شغلي وذهبت مسرعا إلى المستشفى وحدثت كل التفاصيل التي ذكرها شقيقي، أنا حتى الآن لا أصدق ما حدث وأشعر أنني في كابوس، وأطالب بحق ابني الذي مات بسبب الإهمال”.

 

إحالة 3 أطباء للنيابة الإدارية 

من جهته، أكد مصدر مسئول بمنطقة وسط الصعيد بالهيئة العامة للتأمين الصحي، رفض ذكر اسمه، إحالة 3 أطباء بمستشفى المبرة إلى النيابة الإدارية للتحقيق في الواقعة والوقوف على حقيقة وملابسات أسباب وفاة الطفل.

 

وقال المصدر إن رئيس قسم العظام بمستشفى المبرة حرر مذكرة في ثلاثة أطباء بعد اتهام والد طفل لأحدهم بالإهمال، ما تسبب في وفاة نجله، وتمت إحالة المذكرة إلى النيابة الإدارية للتحقيق للوقوف على حقيقة الأمر واتخاذ الإجراءات القانونية.

وأشار المصدر إلى أن النيابة العامة استدعت الـ 3 أطباء اليوم واستمعت إليهم في الشكوى المقدمة من والد الطفل، وحرصا من الهيئة العامة للتامين الصحي تم رفع مذكرة إلى النيابة الإدارية للتحقيق في الموضوع بشكل كامل.

وأضاف المصدر أن نتائج تحقيقات النيابة العامة والنيابة الإدارية هي الفيصل في إثبات وجود إهمال من عدمه.

 

 

الطفل محمد مع شقيقه يزيد
الطفل محمد مع شقيقه يزيد
الطفل محمد مع شقيقه يزيد
الطفل محمد مع شقيقه يزيد