الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصروفات المدارس الدولية في مصر 2022.. أرقام تخض قاربت المليون جنيه|تفاصيل صادمة

أرشيفية
أرشيفية

مصروفات المدارس الدولية .. مع قرب عودة العام الدراسي الجديد، يتجدد حديث كل عام بين أولياء الأمور عن مصاريف المدارس، خاصة أولئك الذين يرغبون في إلحاق أبنائهم بمدارس خاصة أو إنترناشيونال "دولية".

مصروفات المدارس الدولية .. وفي ظل الوضع الاقتصادي الراهن والأزمات المتلاحقة، التي تحدث بسبب ما طرأ على العالم من حروب وصراعات وأيضاً أوبئة، كل هذا ألقى بظلاله سلباً على كل القطاعات في العالم وبالتأكيد قطاع التعليم أحدها، وفي القلب منه المدارس الدولية.

رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا بعض المنشورات الخاصة بمصروفات عدد من المدارس الدولية للعام الدراسي 2022 - 2023 في مصر، وكان الأمر صادما للبعض حول الارتفاع المبالغ فيه في المصروفات الدراسية.

مصروفات خيالية للمدارس الدولية

قائمة الأعلى مصروفات دراسية، تصدرتها مدرسة الكلية الأمريكية بالقاهرة والتي بلغت مصروفاتها حوالي 810 آلاف جنيه، تلتها في القائمة المدرسة البريطانية الدولية بالقاهرة التي تصل مصروفاتها إلى 324 ألف جنيه سنويا، ثم مدرسة الألسن تصل مصروفاتها إلى 220.5 ألف جنيه، أما مدارس بريتش كولومبيا الكندية الدولية فإن مصروفاتها السنوية تصل إلى 192 ألف جنيه، وغيرهم.

وعلى الرغم من الاهتمام الكبير الذي تقدمه  المدارس الدولية في مساعدة الطالب لتعلم مهارات عديدة ومختلفة والاهتمام بالجانب الإبداعي وعدم إغفال أيضا المستوى الدراسي، فهل ذلك يبرر ارتفاع مصروفات الدراسة بها، وما سر ارتفاع المصروفات سنويا بهذا الشكل، وماذا عن الفروق الدراسية بين نظام المدارس الدولية والعامة، وهل حظوظ الخريجين سواء من المدارس الدولية أو المدارس  العامة في فرص العمل متقاربة أم أن هناك أفضلية لخريجي المدارس الدولية؟.. أسئلة كثيرة يجاوب عليها "صدى البلد" في السطور القادمة.

يقول الدكتور عبد الوهاب الغندور، الأمين العام لصندوق تطوير التعليم بمجلس الوزراء السابق والأستاذ بكلية الهندسة جامعة عين شمس، إن الارتفاع في مصروفات المدارس الدولية جاء نتيجة أن العملة حدث لها نوع من الانخفاض، لافتا إلى أن المصروفات لم تختلف في شيء، لكن كل ذلك بسبب الانخفاض الذي حدث للجنيه المصري مؤخرًا.

وأكد الغندور - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هذا يؤثر على أولياء أمور الطلاب في المدارس الدولية لأنهم يدفعون المصروفات بالعملة الصعبة بزيادة بقيمة 20%، ولكن معدلات الزيادة لم تختلف، مبينا أن ما حدث هو مجرد زيادات سنوية مقررة طبيعية، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع مثل ارتفاع أسعار السلع المستورة والارتفاع الذي طرأ بشكل عام.

وأما فيما يخص التكاليف المرتفعة، أشار إلى أن هذا يرجع للخدمات الفندقية والتكنولوجية والبنية التحتية حيث يتم الصرف عليها أكثر من المعتاد لتوفير فصول على مستوى معين بخلاف صيانتها المرتفعة أيضا، هذا إلى جانب استقدام معلمين أجانب يحصلون على رواتب بالعملة الصعبة، بخلاف توفير أجهزة تكنولوجية حديثة.

أما فيما يخص فرص العمل، أوضح، أن الموضوع يختلف على حسب القطاع خاص أم عام، مشيرا إلى أنه إذا كان قطاعًا خاصًا، فبالتأكيد تكون الأفضلية لخريجي المدارس الدولية؛ لأن اللغات أقوى، والمهارات الشخصية ومهارات التواصل أقوى، معقبا: "فالمدارس الدولية تهتم بهذا الجانب كاهتمامها بالمستوى الدراسي، أما إذا كان في مجال الطب والهندسة يصبح العلم الذي أخذه الطالب هو الأهم في هذه الحالة".

الأولوية بسوق العمل لطلاب الدولية

بدوره، قال يسري الجمل، وزير التعليم الأسبق، إن الارتفاع بمصروفات المدارس الدولية نسبي، كما أن ولي الأمر غير مُجبر أن يُدخل أبناءه مدارس دولية، فهناك مدارس خاصة وتجريبية، لافتا إلى أن هناك أنواعاً كثيرة من المدارس، وبالتالي مدى الالتحاق بها من عدمه يكون على حسب مقدرة الأسرة، وإمكانيات الشخص.

وفيما يخص خريجي المدارس الدولية، أوضح الجمل، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنهم أفضل من حيث اللغات، وإتقان اللغة ومهارات الكمبيوتر، وهذا يكون داعماً لهم عند التقديم لفرص العمل المختلفة، مؤكدا أن "هذا ما ينظر إليه سوق العمل خاصة في القطاع الخاص".

مصروفات المدارس الدولية .. وقال مصدر مسئول في إحدى المدارس الدولية، إن المعلمين الذين يقومون بتدريس الـ "IG" عددهم قليل جدا، مقارنة بما يحصلون عليه من أجر حتى في ظل أن أجرهم بالعملة الصعبة.

مصروفات المدارس الدولية .. كما أكد المصدر المسئول، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك أفضلية لخريجي المدارس الدولية في فرص العمل عن أولئك خريجي المدارس العامة.

أما الدكتور حسني السيد، الخبير التربوي، أرجع هذا الارتفاع في أسعار مصروفات المدارس الدولية إلى أن المدارس الحكومية متواضعة في مستواها، ولكنه أيضًا لم ينفِ أنها مبالغ فيها، مشيرا إلى أن التعليم يواجه مشاكل عديدة مثل انحدار مستوى الطالب، بخلاف عدم الاهتمام بإعداد المعلم، بالإضافة إلى كثافة الفصول وأساليب التقويم المختلفة، والغش والتسريب وغيرها من المشكلات.

ولفت السيد في تصريحات لـ"صدى البلد"، إلى أن المدارس الحكومية أصبحت لا تؤدي دورها، والمدارس الدولية تهتم بالمظهر العام فقط والأساليب التكنولوجية، لكن مشاكلها أيضا كثيرة، كما أن هناك فجوة كبيرة بين خريج المدارس الدولية والمدارس الحكومية والخاصة فيما يخص فرص العمل.

أما الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، فأكد أن المدارس الدولية تقدم مستوى تعليمياً على المستوى العالمي، كما تقدم أنشطة مختلفة للطلاب، وتقدم مواد تعليمية باللغات الأجنبية، وهذا يساعد على إعداد طالب جيد يمكنه اجتياز التعليم الجامعي بنجاح.

6 امتيازات توفرها المدارس الدولية

ولفت إلى أن المدارس الدولية تؤهل الطلاب للجامعات الخاصة والأجنبية والأهلية أيضًا، كما أن التعليم والخدمات التي تقدمها المدارس الدولية تساعد الطالب في اجتياز اختبارات القبول بنجاح كبير، مؤكدا أن طلابها يختلفون في اتقانهم للغات الأجنبية ومهارات التواصل، ويختلفون أيضا في أنهم يمارسون أنشطة تساعد على النجاح الأكاديمي.

وأوضح شحاتة في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مشكلة المدارس الدولية تكمن في ارتفاع مصروفاتها الدراسة على عكس قريناتها من المدارس الخاصة مقابل برامج جديدة وأنشطة جديدة ومقابل أيضا معلمين متخصصين وتعليم منتظم ومرتبط بالتعليم الدولي، مشيرا إلى أن مصر ترحب بالتعليم الذي يعد الطلاب في الألفية الثالثة والجمهورية الجديدة، كما أن طلاب المدارس الدولية يمتازون عن طلاب المدارس الأخرى بكل تأكيد.

واختتم شحاتة، أن خريجي المدارس الدولية حظوظهم أوفر من خريجين المدارس الخاصة والحكومية في فرص العمل، وهذا ما يميز المدارس الدولية عن المدارس الخاصة والحكومية، مضيفا أن المدارس الدولية تؤهل خرجيها للجامعات الأهلية والعالمية.

أيضاً ذكرت الدكتورة أماني حسن المدير العام لمدرسة نيوكاسل الدولية، إنه فيما يخص المدارس الدولية هناك طلاب مناسبين لدخولها وآخرين غير مناسبين، فيأخذ الطالب مميزات على حسب شخصيته، على سبيل المثال إذا كان الطالب محب للدراسة ويستجيب سريعا، فالأنسب له أن يدخل القسم البريطاني.

وأضافت "حسن": إذا كان الطالب لا يحب الدراسة فالأنسب له القسم الأمريكي، لأنه معتمد على الأنشطة بشكل أكبر، أما مميزات المدارس الانترنشونال بصفة عامة إنه يراعي إمكانيات الطالب، ويرتب البرنامج الدراسي الخاص به على حسب شخصيته واستجابته، وهذا غير موجود بالتعليم العادي؛ لأن المجهود هنا مختلف.

وتابعت "حسن"، أنه فيما يخص ارتفاع تكاليف الالتحاق بالمدارس الدولية، فإذا قمنا بحسابتها على مستوى الطالب فليس هناك تكلفة، وإذا تحدثنا بشكل عام فإن هناك فرق بين المدارس الدولية والعادية، فالمميزات أقوى، حيث أن المعلم تلقى تعليمه وأنفق عليه الكثير سواء من دورات تدريبية أو لغات وغيرها.

واختتمت المدير العام لمدرسة نيوكاسل الدولية، أنه بالنسبة للمدرسة يمكن القول أن هناك نسبة خسارة، حيث يتم إنفاق الكثير في سبيل تطوريها ولا يتم الحصول على المقابل المطلوب.