الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أثقل صلاة على قلب المنافق

الصلاة
الصلاة

أثقل صلاة على قلب المنافق .. أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الصلاة هى أساس الإسلام وعماد الدين ولذك حثنا نبينا الكريم على المحافظة عليها وأدائها فى أوقاتها، وبين لنا -عليه الصلاة والسلام- أنه توجد بعض الصلوات التى تكون ثقيله على الشخص المنافق الذى لا يؤدى العبادات لإرضاء الله تعالى ومنها ما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاةُ الْعِشَاءِ وَالْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا، وَلَوْ حَبْوًا»، رواه مسلم.

 

أثقل صلاة على قلب المنافق


قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين، أن قول النبى صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاةُ الْعِشَاءِ وَالْفَجْرِ»، لأن المنافقين يصلون رياء وسمعه وصلاة العشاء والفجر ظلمة لا يشاهدهم فيها احد فهم يأتون إليهما كرها لكن الظهر والعصر والمغرب يأتون لأن الناس يشاهدونهم فهم يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا والعشاء والفجر ما فيهما رياء لأنها ظلمة.


وأوضح الإمام في شرح الحديث، أنه من وجه آخر أن صلاة العشاء والفجر وقت الراحة والنوم ففي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان الناس لا يسهرون كما يسهر الناس اليوم ينامون مبكرين بعد صلاة العشاء والفجر يقومون ومنهم من يمن الله عليه بقيام الليل ومنهم من يقوم لصلاة الفجر فهما ثقيلتان على المنافقين.


وبين النووى أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- خص هاتين الصلاتين بالذكر لما فيهما من الأجر الكثير، موضحاً أن المراد بقول النبى صلى الله عله وسلم: «وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا، وَلَوْ حَبْوًا» لأتوهما يحبون على الأرض كما يحبو الصبي لما فيهما من الأجر العظيم.

لماذا كانت العشاء والفجر أثقل الصلاة على المنافق

الصلاة على إطلاقها، لها فضل عظيم في الإسلام، فهي عماد الإسلام، بل إن العلماء يؤكدون أنها الفرق بين المسلم وغيره، كما أن العبادات الأخرى متروكة حين القدرة عليها كالزكاة والحج في عدم وجود المال والاستطاعة، ورمضان لا يؤدى إلا في شهره، أما الصلاة فلا تسقط ما دام في الإنسان عقل.

 

قال صلى الله عليه وسلم ” ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ، ولقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم، ثم آمر رجلاً يؤم الناس، ثم آخذ شعلاً من نار فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة وهو يقدر ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

كما سبق وذكرنا فإن المنافق يتكاسل عن أداء جميع الفروض، ويتكاسل عن كل الصلوات ، فقد قال تعالى ” إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى ” صدق الله العظيم، سورة النساء الأية 142، والأية الكريمة توضح بأن مدعين الإيمان يتكاسلون عن الصلوات الخمس، ولكن قد يؤدوها أما الناس حتى يقال عنهم بأنهم يصلون ويؤدون فروض الله، ولكن أثقل الصلوات عليهم هي صلاة الفجر والعشاء.

 

لكن هناك أوقاتًا جعلها الله تمييزًا بين المؤمن والمنافق، كما في صلاة العشاء والفجر، يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ، ولقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم، ثم آمر رجلاً يؤم الناس، ثم آخذ شعلاً من نار فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة وهو يقدر».


والصلاة هي الأمر الذي ليس عليه أي خلاف بين العلماء، إذ أن هناك اتفاقًا على وجوبها في وقتها وبالمسجد، قال تعالى: «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى» (طه: 132).


وصلاة العشاء جهرية وأربع ركعات وهي ختام فرائض المؤمن في اليوم والليلة، ووقتها بعد غياب الشفق الأحمر، يقول تعالى: «أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ» (الإسراء: 78)، وعن فضلها يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل».


واعتبرها النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة الأثقل على المنافقين، لأن الناس حينها كانوا يعملون نهارًا منذ صلاة الفجر، فكان يغلبهم النوم بمجرد غروب الشمس، ومن ثم فإن انتظار صلاة العشاء كان من الصعوبة بمكان، لأن الجميع كان يقاوم النوم بشدة، بعد عناء يوم طويل.

 

لماذا كانت صلاة العشاء والفجر أثقل على المنافق 

النفاق من العادات المذمومة في الشريعة الإسلامية، فالمنافق يأتي إلى الصلاة متكاسلًا، ويرائي الناس أعماله، ليعتقدوا أنه من الصالحين، يقول الله تعالى: «إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا» (سورة النساء: 142)، والإنسان يستطيع معرفة المنافقين سهولة لأن المنافق يكون كسولًا عند أداء صلاتي الفجر والعشاء، مستدلًا بما رواه الإمام مسلمفي صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ»، كما جاء في شرح الحديث للحافظ بن حجر: «وَإِنَّمَا كَانَتْ الْعِشَاء وَالْفَجْر أَثْقَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ غَيْرهمَا لِقُوَّةِ الدَّاعِي إِلَى تَرْكِهِمَا ، لِأَنَّ الْعِشَاء وَقْت السُّكُون وَالرَّاحَة وَالصُّبْح وَقْت لَذَّة النَّوْم».