الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عروض كتب|ماذا جاء بكتاب أفول الغرب الذي قرأه شيخ الأزهر؟

صدى البلد

منذ أربع سنوات وتحديدًا عام 2018 صدر كتاب أفول الغرب للمؤرخ المغربي الشهير حسن أوريد، إلا أنه خلال الساعات الماضية أحدثت صورة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، جدلًا على وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما التقطت صورة له أثناء عودته من رحلة علاجية إلى ألمانيا، إذ ظهر بجانبه كتاب “أفول الغرب” وللمفكرالمغربي حسن أوريد، وقد تساءل كثيرون عن الأكاديمي المغربي الشهير حسن أوريد، والذي له منجزات فكرية كانت دائمًا محل تقدير عالمي بسبب عمق أفكاره، وكتاباته.

 

صدر كتاب أفول الغرب عن  المركز الثقافي العربي (الدار البيضاء، بيروت)وقد جاء في 207 صفحة، إذ يتضمن كتاب حسن أوريد  تأملات نقدية عن واقع الأزمة التي يعيشها الغرب خلال الوقت الراهم، فقد حذر من تداعياتها مستقبل الوطن والعالم العربي؛ نتيجة ارتباط نخبه وبنياته الأساسية سواء السياسية والاقتصادية بالمركز الغربي.

 

أفول الغرب 

 

يرى في كتابه أن الأزمات الموجودة داخل العالم العربي إنما هي إلى حد كبير انعكاس لأزمة الغرب الذي يبدو أنه فقد البوصلة التي كانت تحدد له الطريق الصريح، والذي كانت تمكنه من  الانسجام مع سياسات القوى المؤثرة فيه.

 

وينطلق الكاتب في كتابه من فكرة أن الغرب قد بنى حضارته على وقع الصراع مع حضارات الأخرى والسعي إلى تجاوز تلك الحضارات، ومنها الحضارة العربية الإسلامية. 

يرى أن النخب العربية ما بعد الاستعمار أنها قد ظلت مرتبطة بالغرب اقتصاديا وسياسيا وثقافيا، وبالتالي ظل العالم العربي هو الساحة والمركز الذي  يعبر فيه الغرب عن تفوقه، مع حضور واضح لاوعي تاريخي مشحون بمحطات الصدام العديدة بين العالمين.

 

نظام عالمي 


يتوقف حسن أوريد في كتابه أفول الغرب عند محطات فكرة انحسار القوة الرائدة للغرب في النظام العالمي لما بعد الحرب الباردة، بداية من الأزمة الاقتصادية عام 2008، إذ يلاحظ أن روسيا تعود بقوة للشرق الأوسط، منذ عودة بوتين إلى الكرملين عام 2012 رغبة منه في الثأر لما تعرضت له روسيا من إهانة على الساحة الدولية".

 

يؤكد أوريد أن مركز الصراع هي أوكرانيا وسوريا إذ "لا يغرب عن ذهن أصحاب القرار داخل الكرملين طموح العودة إلى الشرق الأوسط، عبر سوريا، وذلك للوصول إلى مفاتيح الشرق الأوسط واستعادة مناطق النفوذ التي كانت تابعة سابقا للاتحاد السوفياتي".

يرى أن الغرب لن يقود العالم، وأنه لن تكون له السيادة المطلقة، لكن هذا التحول ليس بالضرورة جيدا بالنسبة للعرب فهو يطرح سيناريوهات خطيرة على عالَمهم الذي قد يعرف تحولات عميقة غير مسبوقة تبدت أعراضها في دول فاشلة أو عاجزة أو حروب أهلية من شأنها أن تستفحل وتتوسع. وفي توقع أعم "من شأن الدول المرتبطة بالغرب تاريخيا وثقافيا ووجدانيا أن تكون ساحة لاضطرابات عنيفة يمكن أن تمتد لعقود".

أزمة وجودية

 

ينهي حسن أوريد كتابه أفول الغرب إذ يحذر ويقول "إن الغرب يمر بأزمة وجودية ولسوف يتأثر بمجرياتها العالم" وتنعكس بدرجة أولى على العالم العربي بحكم الجوار الجغرافي، والإرث التاريخي، والتداخل الاجتماعي (الجاليات التي تعيش بالغرب والفئات المتغربة الماسكة بزمام البنية التقنية في العالم العربي) والمصالح الاقتصادية (البترول، السياحة..) وعامل الإرهاب ومضاعفاته.

وبعبارة مجملة، يقول الكاتب إن "الأسوأ ما سيأتي إن لم يستوعب العالم العربي التحول الجاري في العالم".