الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اعرف جامعتك.. قصر الزعفران بـ عين شمس هدية الخديوي إسماعيل لوالدته| نوستالجيا

 قصر الزعفران
قصر الزعفران

أيام تفصلنا على بداية العام الدراسي الجديد 2022_2023  ؛ فجامعات تتجمل وطلاب يستعدون للمرة الأولى التي تخطو فيها أقدامهم أرض الجامعة، فكثير من الأمور التي تشغل الطلاب الجدد بجميع الجامعات والكليات، هو شكل اليوم الدراسي بالجامعة، فيتغير يومهم كليًا من المدرسة والدروس إلى حضور المحاضرات وشكل ومضمون اليوم داخل الجامعة.
 

تشهد جامعة عين شمس وجود قصر تاريخي في حرمها منذ سنوات طويلة ، ومازال بعض الطلاب لا يعرفون تاريخ هذا القصر و حكايته ، ولهذا قرر موقع صدى البلد إلقاء الضوء على هذا القصر التاريخي .

 قصر الزعفران


 

يعد قصر الزعفران أحد القصور الهامة التى بُنيت فى مدينة القاهرة، فقد قام الخديو إسماعيل ببناء القصر على أنقاض قصر الحصوة بالعباسية، وقد طلب إسماعيل من مهندسه أن يکون القصر على غرار قصر فرساى فى فرنسا، کما طلب الخديو نقش الأحرف الأولى من اسمه، وشکل تاجه الخاص على بوابة القصر الحديدية ومداخل القاعات والغرف، أما عن تسمية القصر بقصر الزعفران فيعود إلى الوقت الذى أقامت فيه الوالدة باشا بالقصر، بعد أن أهداه إليها الخديوي إسماعيل عام 1872م/1289هجرية لکى يتم علاجها من مرض الاضطرابات النفسية وتم زراعة نبات الزعفران حول القصر حينها، ويتميز القصر بزخارفه ونقوشه الرائعة وبما شهده من أحداث تاريخية هامة، وبدلاً من استغلال هذا القصر سياحياً فإنه مُستعمل حاليا کمبنى إدارى خاص بجامعة عين شمس.
 

 قصر الزعفران

وتم إنشاء هذا القصر عام ١٨٧٠ وتحديدا في عصر الخديوي إسماعيل في حي العباسية ، و في عام ١٨٧٢ أهدى الخديوي القصر لوالدته المريضة خوشيار هانم لتقيم فيه خلال فترة الاستشفاء من مرض العضال الذي أصابها ، حيث نصحها الأطباء بالهواء النقي.


وقد أمر الخديوي إسماعيل بنقش الأحرف الأولى من اسمه على مدخل القصر ، وشكل تاجه الخاص على بوابة القصر الحديدية ومداخل القاعات والغرف، كما أمر وقتها بزراعة حديقة حول القصر كانت بكاملها تضم نبات الزعفران ذي الرائحة الزكية ، لهذا سمى بقصر الزعفران.

وقد بنى قصر الزعفراني على الطراز الأوروبي فهو تحفة معمارية تجسد جمال المنظر ودقة البناء، ويشبه قصر فرساي الشهير في فرنسا ، فهو يجمع بين طرازين هما الطراز القوطي وطراز الباروك، وهما من أهم الطرز المعمارية التي كانت تستعمل في كثير من قصور القرن التاسع عشر.

 قصر الزعفران

إذا كنت ترغب في زيارة القصر، فحينما تقف أمامه تجد المدخل الرئيسي للقصر يأخذ شكل البائكة بعقود نصف دائرية تعلوه شرفة كبيرة ، كما ويمكن للزائر الصعود إلى المدخل إما مترجلا عن طريق السلالم الرخامية التي تتوسطه، أو داخل عربة، حيث توجد على جانبي المدخل ممرات منحدرة خصصت لصعود العربات عليها.

 قصر الزعفران

القصر شهد حدث تاريخي خلال القرن العشرين ألا وهو توقيع معاهدة عام ١٩٣٦ الشهيرة ، وما زالت المنضدة التي تم توقيع تلك المعاهدة عليها موجودة في مكانها بصالون القاعة الرئيسية وحولها طاقم من الكراسي المذهبة.

يضم القصر تصميمات ولمسات جمالية في القطع التي تزينه أبرزها سلم البهو الكبير المصنوع من النحاس والمغطى بطبقة مذهبة، وهو سلم ذو طرفين يرتفع بمستوى طابقي القصر، ويقول أثريون إنه يكاد يكون السلم الوحيد في مصر الذي يضم هذه الكمية من النحاس.

 قصر الزعفران

ثلاثة طوابق رئيسية يتكون بها القصر إلى جانب طابق تحت الأرض ، الطابق الأول كان مخصصا للاستقبال، حيث يضم القاعة الرئيسية إلى اليسار من باب الدخول، أما الطابق الثاني للقصر ثماني غرف للنوم، كل غرفة ملحق بها صالون للاستقبال وحمام تركي كبير مصنوع من الرخام ومزود بقطع من الزجاج الملون تجعله يبدو مضاء بإضاءة طبيعية طوال الوقت.

 

حوائط الحجرات عبارة عن لوحات فنية جمالية فهي مزينة بأشكال الورد والزهور الملونة إضافة إلى التذهب بالذهب الفرنسي ويصل ارتفاع الأبواب الخشبية للقصر إلى نحو أربعة أمتار، كما يعد باب القصر المصنوع من الزجاج المعشق تحفة فنية رائعة الجمال.

 قصر الزعفران

وستدهش حينما تعلم أن ارتفاع الأسقف ستة أمتار، لسبب رئيسي وهو تلطيف حرارة الجو خاصة في فصل الصيف، ما يشعر المقيم فيه دائما بتيار من الهواء المنعش، وحينما تقف في الطابق الثاني و تنظر بعينك إلى الأعلى ستجد السقف بلون السماء، ويقال إن معماري القصر نفذها على هذا النحو في غرف النوم، لأن الخديوي إسماعيل كان يحب أن ينظر إلى السماء وهو مستلقي على ظهره قبل النوم.