الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنا إسرائيلي فلسطيني.. قصة الخائن اللطيف نصير ياسين مؤسس "ناس ديلي"

صدى البلد

لطالما أثار نصير ياسين الشهير بقناته "ناس ديلي" حالة من الجدل في الفضاء الاجتماعي الافتراضي العربي أو "السوشيال ميديوي" بين معجب بالمحتوى الداع للسلام والشيق والممتع للنظر من مختلف أنحاء العالم ووجهه البشوش وشخصيته اللطيفة، وبين متشكك في هويته الحقيقة واعتباره ذراعاً ترويجياً يعمل لخدمة اهداف الاستخبارات الإسرائيلية.

وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا عن نصير ياسين صاحب الـ60 مليون متابعاً، بعنوان "نجم وسائل التواصل الاجتماعي في شرق أوسط متغير" واصفة إياه بأنه "عربي من إسرائيل".

عربي من إسرائيل

قالت الصحيفة إن نصير ياسين، 30 عاما، الذي حظى بإعجاب عشرات الملايين حول العالم، لم يتمكن من جذب سوى غضب سخط "بعض زملائه الفلسطينيين".

وأشارت إلى أن نصير ياسين فلسطيني ولد ونشأ في إسرائيل، ويعد واحداً من أوائل وأبرز حاملي جوازات السفر الإسرائيلية.

ولفتت إلى أن "ناس ديلي" الخاصة بـ نصير ياسين بنت قاعدة عالمية من المعجبين من خلال نشر آلاف مقاطع الفيديو القصيرة على صفحته على "فيسبوك" معظمهم متحمسون لشخصية مثيرة للإعجاب، ومقاطع عن المزارع الصيني الذي يصنع روبوتاته الخاصة، أو مكان مثير للدهشة، مثل الجزيرة الفلبينية حيث التوائم شائعة بشكل غير عادي. وشوهدت بعض مقاطع الفيديو الخاصة به ملايين المرات.

موقفه من القضية الفلسطينية

ذكرت "نيويورك تايمز" أن فيديوهات نصير ياسين التي تتناول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قللت من شعبيته لدى "إخوانه الفلسطينيين".

وقالت إن المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل - كما يشيرون إلى أنفسهم - لديهم هوية معقدة. حيث ازدهرت حياة عدد منهم في إسرائيل، وأصبحوا قضاة ومشرعين ووزراء في الحكومة، لكن الكثيرين منهم يشكون من التمييز الواسع النطاق ويشعرون بالتضامن مع الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال في الضفة الغربية وتحت الحصار في غزة وكلاجئين في أماكن أخرى من الشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة أن نصير ياسين يتعامل مع هذا التعقيد من خلال تبني فكرة "الهوية المختلطة" والاعتراف بخلفيته الفلسطينية وجنسيته الإسرائيلية، وهو موقف يغضب كلا الجانبين.

وقال نصير ياسين في مقابلة مؤخرا:"في الوقت الحالي، أنا في الواقع أسمي نفسي إسرائيلياً فلسطينياً" معتبراً أن ذلك تحدياً سافراً في وجه أي شخص من البلدين لا يحب البلد الآخر.

في مقاطع الفيديو الخاصة به، يعارض احتلال الضفة الغربية، ويسلط الضوء على التمييز داخل إسرائيل ويدعم إنشاء دولة فلسطينية.

لكنه غالبا ما يشير أيضا إلى الجوانب الإيجابية لإسرائيل، مثل العدد الكبير من الأطباء العرب في البلاد. وإدانته لما يسميه "معاداة السامية الفلسطينية". وقد صاغ الصراع على أنه صراع بين بلدين ذوي سيادة وليس بين محتل وآخر يتعرض للاحتلال.

ماذا يقول الفلسطينيون؟

نقلت الصحيفة عن رمزي عباسي، وهو مؤثر فلسطيني على وسائل التواصل الاجتماعي عن نصير ياسين:"لقد تجاوز خيانة الفلسطينيين" إنه في طليعة الترويج لإسرائيل وتقليص الحقوق الفلسطينية في الخطاب العام.

وقال أسعد جبران، وهو فلسطيني إسرائيلي يشارك في قيادة مجتمع من الآباء اليهود والعرب الذين يرسلون أطفالهم إلى المدارس المختلطة:"أنت بحاجة إلى أشخاص مثل نصير لإظهار أننا نستطيع العيش معا".

جذور مؤسس "ناس ديلي"


بدأت رحلة نصير ياسين المعقدة في فبراير 1992، عندما ولد لعائلة مسلمة من الطبقة المتوسطة في أرابا، وهي بلدة عربية في شمال إسرائيل. وكان والده، وهو طبيب نفساني، ووالدته، معلمة من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعتبران نفسيهما فلسطينيين وإسرائيليين على حد سواء، حسبما قالت والدته، أميمة، في مقابلة.

نشأ نصير ياسين في بلد يعيش فيه العرب واليهود في كثير من الأحيان في عوالم معزولة، ولم يكن لديه أصدقاء يهود. لقد أتقن لغته الإنجليزية من خلال الدردشة عبر الإنترنت، لكنه الأمر لم يصبح كذلك باللغة العبرية.

غادر إسرائيل في سن 18 عاما بعد فوزه بمنحة دراسية إلى جامعة هارفارد. وقال إن حرصه على الرحيل كان جزئيا بسبب الإحباط من النزعة المحافظة في المجتمع العربي وجزئيا لأنه يخشى أن تكون آفاقه في صناعة التكنولوجيا الإسرائيلية محدودة بسبب خلفيته العربية.

وحسب "نيويورك تايمز"، يعفى العرب في إسرائيل في الغالب من الخدمة العسكرية الإلزامية، وقليل منهم يلتحقون طواعية، لتجنب قتال أقرانهم الفلسطينيين. وهذا يجعل من الصعب عليهم اختراق المجالات المهنية، وخاصة صناعة التكنولوجيا، حيث وجد الباحثون أن الخبرة العسكرية الإسرائيلية النخبوية تجعل من السهل الحصول على وظيفة.

وقال ياسين:"أردت أن أكون رائد فضاء لأطول وقت". ثم أدرك أنه ربما يحتاج إلى مهنة عسكرية لتحقيق ذلك، لذا قرر التخلي عن هذا الحلم.

في جامعة هارفارد، حيث تخصص في الاقتصاد وتخصص في علوم الكمبيوتر، تصدر ياسين عناوين الصحف من خلال الانضمام إلى فريق من الطلاب الذين أرسلوا همبرجر إلى حافة الفضاء.

وتابعت الصحيفة أنه خارج الفصل، طور هوية وطنية مرنة. تعرف على أول صديق يهودي له وساعد في قيادة مجموعة من طلاب جامعة هارفارد في جولة تعليمية عبر إسرائيل والضفة الغربية، وتوقف، من بين أماكن أخرى، بينها قبر ياسر عرفات.

وعندما كان في جامعة هارفارد "جلب باستمرار الحركة إلى هويته"، قال زكي جمال، اليهودي الإسرائيلي الذي صادق ياسين، والذي استثمر لاحقا في أعماله. متابعا:"هذا التدفق هو شيء ما زلنا نراه اليوم".

لكنه كان يتوق إلى حياة أكثر تنوعا - واستخدم مدخراته لتمويل رحلة مدتها 1000 يوم أخذته إلى 64 دولة، وفي كل يوم من تلك الأيام ال 1000، نشر مقطع فيديو أصليا ، عادة ما يكون مدته دقيقة واحدة ، حول لقاءاته على صفحته على فيسبوك، ناس ديلي.

واحدة من معجبيه كانت ألين تامير، وهي أمريكية إسرائيلية نصف يهودية ونصف مورمونية التقى بها بعد شهرين من رحلته. ثم انضمت إليه تامير، نجمة وسائل التواصل الاجتماعي كذلك، في معظم رحلته، لتصبح فيما بعد شريكة حياته، وبعد الرحلة انتقلا للعيش في سنغافورة قبل الانتقال لاحقا إلى دبي في 2020.