الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمري ما حسيت بحنية.. رسالة مؤثرة تتركها فتاة الدقهلية المنتحرة

رسالة مؤثرة تركتها
رسالة مؤثرة تركتها فتاة الدقهلية المنتحرة قبل تخرجها بيومين

«أنا حزينة حزينة أوي إني وصلت للمرحلة دي، وأنا بكتب الرسالة دي مش شايفة من كتر الدموع اللي بتنزل من قلبي مش عيني»..كانت هذه بداية رسالة مؤثرة تدمي لها القلوب تركتها فتاة الدقهلية المنتحرة قبل حفل تخرجها بيومين وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بمشاركها لعلها تكون رسالة توعوية لإنقاذ حياة غيرها من الفتيات والشباب. 

يتضح من رسالة ابنة مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية والتي أقدمت على الانتحار خلال الساعات القليلة الماضية بتناول حبة سامة تستخدم في حفظ الغلال أنها عانت من عدم مشاركة عائلتها لها لأي مشاعر من الحب والدف العائلي مما أدخلها في أزمة نفسية، طلبت على إثرها عدم مشاركة أسرتها في حضور جنازتها.

الفتاة المنتحرة: عمري ما حسيت بحنية 

«أنا تعبت تعبت أوي واستحملت كتير أوي بس أنا إنسانة عندي طاقة مش قادرة أستحمل كل ده لوحدي، أنا بس كنت محتاجة حد يطبطب عليا، وياخدني في حضنه أنا عمري ما حسيت بحنية أم ولا أب ولا إخوات ولا أصحاب، أنا عايشة لوحدي حرفياً رغم وجود الناس دي حوليا أنا لوحدي، والوحدة وحشة أوي ومُتعبة أوي أنا اتهلكت واتأذيت واتخذلت من أقرب ناس ليا وفي الآخر يتقالي “معلش”، محدش يكلف نفسه يفكر فيا ولا يفكر في إحساسي، أعيش ليه، أعيش لمين، أنا في الوقت ده كنت عاوزة بس اللي يحسسني إني أستاهل أتحب وإن حد يفضل معايا عشاني عشان بيحبني».. كانت هذه ثاني الكلمات ي رساة الشابة المنتحرة على صفحتها على تطبيق التواصل الاجتماعي «فيسبوك-ميتا».

الشابة المنتحرة: ماشية وزعلانة من أهلي

وتابعت الشابة المنتحرة والتي كانت تضع صورة جميلة لها على صفحتها عبر فيسبوك لكن في خلفيتها صورة رجل عجوز حزين: «أنا  حاربت الناس كلها عشان أبقى كويسة وكل محاولاتي فشلت، اتاكدوا إني موصلتش لهنا بسهولة كده لا والله أنا عافرت عشان موصلش بس للأسف الحزن كان أقوى مني، أتمنى ربنا يسامحني ويحاسبني على تعبي وقلة حيلتي مش على عدم إيماني به، حاجة أخيرا أنا كنت لوحدي ودلوقتي لوحدي فأتمنى محدش من أهلي يحضر جنازتي لإني ماشية زعلانة زعلانة منهم كلهم ومش مسامحة في حق نفسي أبداً، ادعولي بالرحمة افتكروني بالخير وأتمنى متنسيش زي ما كنت منسية وقولوا للشخص اللي ختم نهاية حياتي إنه كان أملي الوحيد وللأسف خذلني، عرفوه إني كنت بحبه عرفووه إني خلاص فارقت الدنيا دي وأنا حزينة وزعلانة على نفسي».

واختتمت الفتاة المنتحرة رسالتها التي تدمي القلوب لشخص مجهول: «هيعرف بالصدفة إني موت زيه زي ناس كتير أوي كانت فحياتي حفلة تخرجي بعد بكرة هي مش حفلة تخرجي من الكلية بس ومن الحياة كلها، ادعولي ربنا يسامحني ومحدش يقولي ماتت كفرة لإن الكُفر هو إني أفضل عايشة مأذية ومنسية ووحيدة». 

جدير بالذكر أنه قد تلقى اللواء مروان حبيب مدير أمن الدقهلية إخطارا من مدير المباحث الجنائية يفيد بورود بلاغ لمركز شرطة بلقاس من مستشفى بلقاس المركزي بوصول فتاة تدعى "رنا . ج" 22 عاما، مصابة بحالة إعياء شديدة نتيجة تناولها قرص كيماوي "حبة الغلة السامة".

وانتقل ضباط وحدة مباحث مركز شرطة بلقاس وبالفحص تبين مصرع الفتاة، وذلك لمرورها بحالة نفسية سيئة وتعاني من اكتئاب بسبب معاملة أهلها، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وجار العرض على النيابة العامة.

وتعمل الدولة على تقديم الدعم للمرضى النفسيين من خلال أكثر من جهة خط ساخن، لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية، أو رغبة في الانتحار، أبرزها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومساندة الراغبين في الانتحار، من خلال رقم 08008880700، 0220816831، طول اليوم.

ويرى الطب النفسي أن من بين أسباب قيام الشباب بالتخلص من حياتهم، غياب الخطاب الديني الداعي لتغير السلوك، وأيضا انتشار المخدرات ومشاكل الضعف الجنسي، والمشكلات المتعلقة بالأمور المالية، مع تغافل الدور الرقابي للأسرة أو غيرها بمعني "أن الوقائع لا تحدث فجأة، فغالبا وبنسب تجاوز الـ 50% ما يسبق الواقعة مؤشرات تشير إلى احتمالية حدوثها مثل التعرض لمشكلات نفسية او عصبية او الانطواء".

أما عن رأي الدين ، كشف الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين السابق بجامعة الأزهر بالقاهرة، عن حكم ذلك، قائلا، إن من يفعل ذلك مسلم عاص ارتكب كبيرة من الكبائر، وأن الله نهى عن قتل النفس، حتى لو كانت نفس كافر، فقتل النفس بغير حق مُحرَّم.