الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نقلة حضارية في عروس البحر.. تفاصيل تطوير حدائق المنتزه لمقصد سياحي عالمي

مشروع تطوير المنتزه
مشروع تطوير المنتزه

تمتد حدائق المنتزه على مساحة 370 فدان، إذ يحتاج الزائر لاكتشاف معالمها السير على الأقدام لساعات وساعات، وتعد أكبر حدائق الإسكندرية، وأجمل المقاصد التاريخية والسياحية في المدينة الساحلية، وتستقبل آلاف الزائرين يوميًا، خاصة في الأعياد والمناسبات، وتتميز بوجود غابة كثيفة من الأشجار والنخيل، وأحواض زهور نادرة.

"أنا نفسي خلال سنة تكونوا خلصتوا المشروع.. علشان نقول للناس في الإسكندرية إننا عملنالكم متنفس رائع لكل الناس"، كانت تلك تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال جولة ميدانية في منطقة المنتزه التاريخية بالإسكندرية، حين شهد أعمال التمهيد والتجهيز للمرحلة الأولى من مراحل التطوير والتجهيز المخططة لحدائق المنتزة، والتي تستهدف إعادتها لسابق عهدها كمتنزه سياحي وعالمي وتاريخي. تاريخ قصر المنتزه.

وتطل حدائق المنتزه على خمسة شواطئ هي عايدة وكليوباترا وفينيسيا وسمير اميس إضافة الى شاطئ خاص بفندق هلنان فلسطين، ويوجد بها مطاعم، ومركز سياحي متكامل وملاعب وشاليهات، ومؤخرًا تم افتتاح نادي جرين لاند، وهو عبارة عن نادٍ اجتماعي ورياضي داخل حدائق المنتزه.

أحد شواطئ حدائق المنتزة

تاريخ المنتزه

تبدأ قصة المنتزه، عندما أعجب الخديوي عباس حلمي الثاني بالمنطقة حين كان يتنزه على شاطئها رفقة فرقة موسيقية كانت تعزف وقتها، وأسرته بجمالها، وعلى الفور قرر بناء قصر وحدائق للاصطياف والتنزه، وأشرف بنفسه على تنظيم حدائق القصر وكان يهتم بها شخصيًا وأطلق عليها وعلى القصر مسمى واحدًا هو "قصر المنتزه".
وفي عام 1892، أصدر حلمي قرارا بإنشاء قصر السلاملك، وهي كلمة تركية تعنى مكان الرجال، على خليج المنتزه الصغير أعلى تل ارتفاعه ١٧ مترا، كان يستخدم كموقع عسكري، وهذا ما يفسر وجود مدافع حربية في حديقة القصر من الناحية المواجهة للبحر، وصمم مهندس القصور الخديوية آنذاك ديمتري فابرشيوس باشا، اليوناني الأصل، قصر المنتزه، مستوحيًا التصميم من الطراز النمساوي السائد في القرن التاسع عشر، إرضاءً لرغبة الخديوي وصديقته الكونتيسة ماري تورك فون زندو، والتي أصبحت فيما بعد زوجته وعرفت باسم جلفيدان هانم.

قصر السلاملك

يضم قصر السلاملك أربعة عشر جناحًا، لعل أهمها الجناح الملكي، الذي يطل مباشرة على حدائق المنتزة، والحجرة البلورية، والمخصصة للملكة، وأطلق عليها هذا الاسم لأن كل ما تحتويه مصنوع من البلور والكريستال الأزرق النقي.
وبعد عقود، قرر الملك فاروق عهد إنشاء مكتب الملك بقصر السلاملك، وإضافة سينما خارجية وإنشاء كوبري يربط جزيرة الشاي بالقصور الملكية، وبناء عدد من المباني الخدمية الملحقة بالموقع مثل صهريج المياه وبرج الساعة ومحطة القطار الملكية، ومكاتب الإدارة والركائب الملكية، والتي نفذها المهندس المعماري المصري البارز مصطفى باشا فهمي.

قصر السلاملك التاريخي

قصر الحرملك

قصر الحرملك، وهي كلمة تركية تعني النساء، أُنشئ في عهد الملك فؤاد الأول ويتكون من ثلاث طوابق، ويوجد به غرفة ولي العهد، والتي صنعت أرضيتها من الفلين المضغوط، حتى تمنع أصوات أقدام الداخل لعدم إزعاج الطفل النائم، وقد تم تجديد الحرملك في عصر الملك فاروق، الذي أمر بحفر سرداب يربط بين القصر والبحر لكي يتم استخدامه في حالة حدوث أي حصار أو هجوم.

وبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، انتقلت ملكية القصور والحدائق إلى الدولة، وفُتحت أبوابها للمواطنين للاستمتاع وقضاء أوقات الفراغ والاستجمام على شواطئها. وقد شهد القصر انعقاد القمة العربية الثانية بمصر والتي عُقدت في الإسكندرية من 5 إلى 11 سبتمبر 1964.

قصر الحرملك 

مشروع التطوير

في 2019، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بمواصلة عملية التطوير الشامل للمنطقة، ودراسة السبل المثلى لتعظيم الاستفادة منها كمقصد سياحي ولتصبح همزة وصل مع مختلف المدن الرئيسية بحوض البحر المتوسط، وذلك في ضوء التراث الفريد والروائع المعمارية التاريخية التي تتمتع بها المنتزه، إلى جانب موقعها الجغرافي وشواطئها المتميزة.
وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا جمهوريًا رقم ١٥٧ لسنة ٢٠١٩ بتشكيل لجنة لتطوير منطقة قصر المنتزه بمحافظة الإسكندرية برئاسة المهندس شريف إسماعيل، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والإستراتيجية، واللواء بهاء طاحون، رئيس شركة المنتزه للسياحة والاستثمار، وطارق الجندي، المدير التنفيذي لشركة جريد، واللواء أمير سيد، مستشار رئاسة الجمهورية للتخطيط العمراني.


يهدف المشروع الاستفادة من تلك المنطقة المتميزة التي تملكها مصر وتطويرها لتضاهي كبرى المتنزهات العالمية وتحويلها إلى قبلة جديدة للسياحة الوافدة بالبحر المتوسط. 
وتضمن المشروع إنشاء جزيرة شاي، وإنشاء مارينا يخوت عالمي، وإنشاء عين إسكندرية بارتفاع 65 متر، وتطوير الحدائق الملكية، وتطوير المباني الأثرية، وتطوير متحف يخت (فخر البحار) الخاص بالملك فاروق، وتطوير فندق فلسطين وزيادة عدد الغرف، وتطوير فندق قصر السلاملك وزيادة عدد الغرف، وتطوير منتجع بالما الذي يضم 225 غرفة فندقية وڤيلات، ومركز معارض واحتفالات، وإنشاء الحديقة الاستوائية، وإنشاء حديقة معلقة.

تطوير المنتزه 


كما تتضمن إنشاء نادي رياضي، وإنشاء كورنيش مفتوح، وتطوير وإنشاء 650 كابينة علي شواطيء عايدة و نفرتيتي و نفرتاري، والاهتمام بالأشجار  النادرة الموجودة ورعايتها من الأمراض وإضافة أنواع أشجار أخري موفرة للمياه مع تنفيذ أنظمة ري حديثة مستدامة باستخدام طاقة نظيفة.


وفي تصريحات صحفية، قال مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالإسكندرية والساحل الشمالي محمد متولي، إن مشروع تطوير حدائق المنتزه من المشروعات الهامة التي ستجعل منها مقصدا سياحيا عالميا.
وتستهدف خطة التطوير إعادة صياغة منطقة المنتزه لتضاهي كبرى المتنزهات العالمية وتصبح قبلة جديدة للسياحة الوافدة بالبحر المتوسط وأيضًا لمختلف شرائح المجتمع المصري، وذلك وفقًا لرؤية معمارية وجمالية متناغمة تتفق مع الطابع المميز للمنطقة، بما يمزج ما بين الحفاظ على عراقتها التاريخية وتطويرها.

مشروع تطوير المنتزه 
مشروع تطوير المنتزه