واحدة من أكثر وأجمل المناطق السياحية بسلطنة عمان وكوجهة سياحية مفضلة للجميع لقضاء عطلة هادئة وسط طبيعة ساحرة خلابة بعيدا عن ضجيج الحياة وروتين الحياة اليومي، إنها محافظة ظفار العمانية التي تجسد أروع مفهوم للطبيعة الخالصة والسحر والجمال، حيث عرفت بأنها فينيسيا الخليج العربي.

تقع محافظة ظفار في المنطقة الجنوبية من سلطنة عمان، والزاوية الشرقية من جزيرة العرب، وتشغل مساحة تقدّر بثلث مساحة السلطنة الكلية، وتعد العاصمة الإقليمية للمحافظة.
اختيرت محافظة ظفار كأفضل وجهة سياحية عربية على مستوى الوطن العربي لعام 2022، نظرًا لما تتميّز به هذه المحافظة من مواقع سياحية مميّزة ومتنوعة، وبما حباها الله من أجواء استثنائية تكون مصدر جذب للسيّاح على المستوى العربي، إضافة إلى تنوع الفعاليات المنفذة بها التي يشملها خريف هذا العام، وتسهم في جذب السياحة المحلية والخليجية والسياحة العربية خلال أشهر الخريف.

وتنقسم محافظة ظفار إداريا إلى عشر ولايات: صلالة، ورخيوت، وثمريت، وضلكوت، وطاقة، ومقشن، ومرباط، وشليم جزر الحلانيات، وسدح، والمزيونة.
وتتميز ظفار بطبيعتها الجغرافية الفريدة، فقد حباها الله تعالى بمزايا قلما تتوافر في الأقطار العربية؛ فالجبال تبدو على شكل هلال خصيب يبلغ ارتفاعها 1500 متر فوق مستوى السهل الساحلي، وتأخذ في الانحدار لتجاوز سهلا فسيحا.

يرجع تاريخ ظفار إلى العصور القديمة، إذ اقترن تاريخها بالدور الاقتصادي الذي كانت تقوم به عبر العصور، فقد عرفت منذ نبي الله سليمان عليه السلام، إذ يروى بأن بلقيس ملكة سبأ جعلت اللبان هدية إلى الملك سليمان في القرن العاشر قبل الميلاد.
كما ذكر المؤرخ الإنجليزي برستيد في كتابه "تاريخ مصر" أن مادة المر الشبيهة باللبان وجدت في قبر توت عنخ آمون.

ويعتبر موسم الخريف من المواسم السياحية الاستثنائية في السلطنة ويستمر إلى اواخر شهر سبتمبر من كل عام، وهي ظاهرة مناخية تتأثر بها معظم الولايات الساحلية والجبال المجاورة لها في محافظة ظفار التي يطلق عليها مونسون، حيث تتسبب الرياح الموسمية على بحر العرب والمحيط الهندي في تساقط الأمطار الخفيفة والرذاذ المتقطع وانتشار الضباب على قمم الجبال فتكثر المياه في مناطق العيون وتكتسي المناطق الجبلية باللون الأخضر.
وتعد مدينة صلالة الوجهة السياحية للأسر العمانية والخليجية التي تفضل قضاء إجازات الصيف بين أحضان الطبيعة والطقس المعتدل طلبًا للراحة والاستجمام بعيدًا عن أجواء الصيف الحارة التي تمر بها منطقة الخليج، فضلا عن الراحة التي يلمسها السائح من حسن ضيافة وتشابه العادات والتقاليد في المنطقة.
وتزدان الطبيعة روعة وجمالاً في موسم الخريف، حيث يتواصل هطول الأمطار الخفيفة وينتشر الضباب وتكتسي الجبال والسهول باللون الأخضر في أجواء بديعة.
وتمتلك محافظة ظفار مقومات سياحيّة تضم في جنباتها مختلف البيئات الطبيعية كالشواطئ البيضاء والرمال الناعمة وسلسلة من الجبال، والأودية، والسهول المنبسطة، والصحراء الممتدة إلى الربع الخالي، والعيون المائية المنتشرة في جميع ربوعها، والنافورات الطبيعية، والكهوف المتنوعة.

كما يتميّز سهل صلالة الزراعي بالمنتجات الزراعية المتنوعة ذات الطابع الاستوائي، وأشهرها النارجيل (جوز الهند)، والموز، والفافاي، وقصب السكر، إلى جانب الخيران الجميلة، والمحميات الطبيعية، وثروة حيوانية وبحرية غنية.

ويتكامل جمال الطبيعة بعناصرها الخلابة مع الآثار والشواهد التاريخية العديدة التي تعرف بأبعاد المنطقة حضاريًا وتاريخيًا وهو ما يضيف بعدًا سياحيًا ثقافيًا لهذه المحافظة.
ويعتبر متنزه البليد الأثري أحد أهم المواقع الجديرة بالمشاهدة، حيث يضم في جنباته متحف أرض اللبان وهو إطلالة شاملة على السلطنة بمختلف مناطقها عبر الأزمنة، بالإضافة إلى متنزه سمهرم الأثري والحصون التاريخية في ولايات طاقة ومرباط وسدح، والكثير من المواقع التاريخية والأثرية المنتشرة في المحافظة.

وتشتهر المحافظة بإنتاج اللبان الذي تشكل شجرته رمزًا لمحافظة ظفار، ويمثل عمود التجارة الأساسي في جنوب شبه الجزيرة العربية قديمًا ومصدرًا مهمًا من مصادر الدخل، حيث اشتهرت المحافظة بإنتاج أجود أنواع اللبان في العالم نظرًا لتوفر المناخ الملائم لنمو أشجاره.
كما توجد بعض المعالم السياحيّة الجميلة التي يحرص السياح على زيارتها كالسهول والمرتفعات الجبلية، خاصة مرتفعات سهل أتين، وسهل حمرير، بالإضافة إلى العيون المائية الرئيسة المنتشرة في كافة ربوع المحافظة وأهمها رزات، وجرزيز، وحمران، وصحلنوت، وأثوم، ودربات.

وتستقطب منطقة شاطئ المغسيل العديد من السياح لمشاهدة كهف المرنيف، والنافورات الطبيعية، إلى جانب زيارة الأسواق التقليدية، ومحلات بيع اللبان، والحلوى العمانية، ومحلات بيع المنتجات الزراعية المحلية الطازجة خاصة الموز، والفافاي، وقصب السكر، وجوز الهند.
كما تشهد مراكز التسوق والمحلات التجارية بالمدينة تطورًا ملحوظًا إلى جانب ما تزخر به أسواق صلالة من المنتجات والصناعات التقليدية في هذا الموسم خاصة محلات بيع اللبان، والبخور، والصناعات الفضية، والفخارية، والحلوى العمانية، والمنتجات الزراعية، التي تشتهر بها المحافظة.