الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كارثة تهدد المجتمع العربي .. 3 أسباب تدفع لـ الطلاق المبكر

الطلاق المبكر
الطلاق المبكر

الطلاق المبكر.. ظاهرة باتت تهدد بنية المجتمع، وباتت تؤرق بال الكثيرين في الدول العربية، المتزوجين منهم وحتى المقبلين على الزواج، وهي ظاهرة انتشار الطلاق ظاهرة أصبحت لا تقتصر على المتزوجين من فترات كبيرة فقط ، بل أصبحت تطال الزيجات الحديثة ايضاً وبشكل أكثر انتشاراً ، حيث نسمع ونشاهد بين كل يوم وآخر، طلاق زوجين لم يتخطى على مدة زواجهم بضعة شهور ، وربما ايام ايضاً وهذا يسمى بـ الطلاق المبكر.

ارتفاع نسب الطلاق لا يمكن القول انه مرتفع في بلد بعينها ، ولا يمكن القول انه مقتصر على شريحة عمرية معينة ، حتى وان زادت بين الشباب فهي ايضاً منتشرة بين كبار السن ، وهذا الامر يعبر عن مشاكل بنيوية يتسم بها المجتمع العربي بشكل عام، حتى وان اختلفت الاسباب من بلد لاخر ولكن السمة الغالبة تظل مشتركة

أسباب الطلاق المبكر

حيث نجد إن هناك حالات طلاق بسبب البطالة و رغبة الشاب في الزواج من فتاة عاملة كي تعاونه في أعباء المنزل ، وهناك أفراد يجعلون المرأة هي من  تعمل هي وتتكفل بالأسرة كاملة ، وهذا يعبر عن خلل في قيم ومبادئ المجتمع، وهذا يؤدي للطلاق .

سوء فهم حول مسألة قوامة الرجل على المرأة،  والتي شهدت سجالاً واسعاً في المجتمع العربي، حيث يصر غالبية الرجال على أن له الحق  في أن يكون المتحكم الأول والأخير في العلاقة الزوجية، في الوقت الذي أغفلوا فيه بأن القوامة "واجب" ومسؤولية على الرجل والمرأة، تخضع لشروط وأحكام، وان العلاقة الزوجية تتطلب المشورة، الحكمة ، المشاركة ، وبالتالي تصبح المرأة تشعر بأنها مقهورة تحت سيطرة الرجل ، وتطع أوامره طاعة عمياء حتى ولو كانت تعسفية ، وهذا يرفع نعدل الطلاق نسبة لعدم وجود أساسيات العلاقة وهي التفاهم

لجوء بعض الرجال إلى استخدام العنف والإهانة لزوجاتهم وابنائهم وبناتهم، وهذا مفهوم خاطئ يعاني منه الرجال ويعتبرون أنهم بذلك يحافظون على سلوك الاسرة ولكن النتيجة تصبح الطلاق.

النساء والخطاب الأيديولوجي

‫من جهة أخرى، الخطاب الأيديولوجي للمرأة من الأسباب التي أثرت كثيرا حيث ان الخطب المليئة بشعارات "التقدّم" و "التحرّر"  ويجب القول هنا، إن هذه الخطابات هناك نساء يتفهمونها بشكل صحيح ويطبقونها بشكل به توازن ويحرصون على الحفاظ على قيم التقدم والتحرر من جهة والدعوة إلى الحفاظ على الأصالة والتقاليد والهوية الوطنية من جهة ثانية، وهناك نساء يجهلون تحقيق هذا التوازن ، ويتبنون أفكار التحرر بصورة خاطئة ، والخطأ الاكبر هنا إذا كانت المرأة متزوجة ولديها أبناء ، فرغبتها في التحرر وعدم تحقيق موازنة بين التحرر والحفاظ على ترابط الاسرة ، وهذا أثر بعمق على عمليات تشكّل القيم المنمطة للعلاقة بين الرجال والنساء وخاصّة في حظيرة العائلة ، ويسبب ارتفاع نسب الطلاق بشكل كبير ، والاطفال هم من يتحمل فاتورة هذا الطلاق ‬

غياب تقدير المرأة للرجل في ظل سعيه يومياً لتوفير حياة كريمة لاسرته ، فإن الزواج علاقة متبادلة ويجب عليها أيضا أن تبادله الاهتمام والتقدير ، عدم إدارك بعض الزوجات للكلمات التي تقال اثناء المشاجرات، خاصة إذا كان يعاني ضائقة مادية ، العلاقة بالاهل امر غاية في الاهمية ، وسوء المعاملة يفاقم الامر سوء ، و كثرة الشكوى عن الامور المالية باستمرار.

‫ضغط الأهل

كما أن ضغط الأهل على الزواج المبكر في ظل وجود عدم خبرة كافية حول إدارة الحياة الزوجية ، وغياب التكافؤ، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ، يزيد من احتمالية ارتفاع نسبة الطلاق ، كما ان تدخل الاهل المستمر في الخلافات الزوجية ، يزيد الامر سوء كما ان إلحاحهم على الزواج ، ينتج زواج غير النابع من الحب والاختيار ، ويتجه الأبناء للزواج للخلاص من الحياة العائلية ولكنهم يصدمون بواقع اكثر مرارة.

على سبيل المثال فإن أرقام الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر، يشير إلى أن حالات الطلاق خلال العام 2021 سجلت ارتفاعا وصل إلى 254 ألفا و777 حالة، مقابل عدد حالات الطلاق المسجلة في 2020 والتي بلغت 222 ألفا و39 حالة.

وأشارت تقارير 12% من حالات الطلاق، وقعت في السنة الأولى من الزواج، بينما وقعت نسبة 9% منها في السنة الثانية، ووقعت نسبة 6.5% منها خلال السنة الثالثة، واذا تم الحديث عن السبب الاساسي يكمن في الاوضاع الاقتصادية فقط ، فإن في الدول الخليجية ايضاً ارتفاع في نسب الطلاق على الرغم من ثرائها.

الطلاق في الدول العربية

حيث يشير تقرير صادر عن مركز معلومات مجلس الوزراء الكويتي، في أغسطس الماضي،  إلى أن الكويت هي الأولى على رأس القائمة، رغم انخفاض عدد سكانها، إذ ارتفعت نسبة الطلاق بها إلى 48% من إجمالي عدد الزيجات.

ويأتي بعدها في المركزين الثالث والرابع الأردن وقطر، واللتان ارتفعت بهما نسبة الطلاق إلى إلى 37.2 في المئة و37 في المئة، ووفقا للتقرير أيضا فإن كلا من لبنان والإمارات قد تساوتا في نسب الطلاق، على اختلاف الظروف بين البلدين بنسبة 34% لكل منهما، وتلتهما كل من من السودان بنسبة وصلت إلى 30 في المئة، والعراق بنسبة 22.7 في المئة، ثم السعودية بنسبة 21.5 في المئة ، واذا اردنا اعطاء امثلة سابقة تترجم هذه الزيادة فإنه في سنة 2010، تم تسجيل أكثر من 30 ألف حالة طلاق في المملكة العربية السعودية، و في الإمارات العربية تم تسجيل 800 حالة طلاق في سنة 2010، وارتفع العدد إلى حوالي 2000 حالة طلاق في سنة 2017، وهذا ما يترجم الزيادة الكبيرة في عدد حالات الطلاق في العالم العربي.

كما ان حالات الطلاق في سوريا ازدادت بنسبة ٦٪؜ مقارنة بالنسب المسجلة قبل الحرب ، حسب ما ذكره مصدر المحاكم الشرعية فإذن الحروب كانت سبب كبير في ارتفاع نسب الطلاق .

كما سجلت الجزائر بحسب ما ذكره الديوان الوطني للإحصائيات ، اكثر من ٦٥ الف حالة طلاق ، ٢٠٪؜ منها حالات طلاق مبكر وذلك في عام ٢٠١٨ ،حيث كشفت إحصاءات رسمية لوزارة العدل أن محاكم الاستئناف سجلت 20372 حالة طلاق بالمغرب خلال سنة 2020، أي أثناء جائحة كورونا ، بينما سجلت المحاكم الابتدائية 68995 قضية طلاق للشقاق حيث كشفت إحصائيات رسمية لوزارة العدل أن محاكم الاستئناف سجلت 20372 حالة طلاق بالمغرب خلال سنة 2020، اي اثناء جائحة كورونا ، بينما سجلت المحاكم الابتدائية 68995 قضية طلاق للشقاق فقط، فيما بلغ عدد حالات الطلاق الاتفاقي 24257 حالة، وطلاق الخلع 6611 حالة ، حيث ان قانون الخلع في البلدان العربية يساعد على ارتفاع نسب الطلاق.

المتأثر الأكبر من ارتفاع نسب الطلاق 

الأبناء هم المتضرر الأكبر من حدوث طلاق بين الأب والأم ، حيث أن هذا الطلاق يؤثر على صحتهم النفسية ويؤثر على سلوكهم داخل المجتمع، كما يؤثر على أدائهم الأكاديمي ، وفي حياتهم الخاصة ترتفع  نسبة الجرائم لعدم وجود رقابة اسرية ، ونظراً للتفكك الاسري ايضاً فهذا يرفع من معدلات الجريمة ، كما يؤثر على ادائهم الوظيفي ، وبالتالي يصبح هناك تراجع لنهضة المجتمع.

ظاهرة الطلاق في العالم العربي، أصبحت تدق ناقوس الخطر ، خاصة في العشر سنوات الأخيرة، ما يترتب عليه تفكك داخل المجتمع، وغياب القيم والعادات والتقاليد، والإضرار بنهضة المجتمع، ويجب علينا أن نعي أهم الأسباب وراء تكرار حالات الطلاق في العالم العربي، حتى وإن اختلفت حالات الطلاق من دولة إلى أخرى ، فـ الحل يكمن فى طريق انشاء برامج إعداد للحياة الزوجية وتوعية مستمرة ، عدم تدخل الاهل لإسراع اتمام الزواج ، معرفة كل من الرجل والمرأة بحقوقهم وواجباتهم ، واذا حدث طلاق لصعوبة استمرار الحياة بشكل سليم ، فيجب تأهيل الأطفال للمرحلة الجديدة .وغياب القيم والعادات والتقاليد ، والإضرار بنهضة المجتمع ، ويجب علينا أن نعي أهم الأسباب وراء تكرار حالات الطلاق في العالم العربي،حتى وان اختلفت حالات الطلاق من دولة إلى اخرى ، فالحل يكمن في إنشاء برامج إعداد للحياة الزوجية وتوعية مستمرة ، عدم تدخل الأهل لإسراع اتمام الزواج ، معرفة كل من الرجل والمرأة بحقوقهم وواجباتهم ، وإذا حدث طلاق لـ صعوبة استمرار الحياة بشكل سليم ، فـ يجب تأهيل الأطفال للمرحلة الجديدة.