EN 
انتهاك خصوصية العلاقة الزوجية، وتدخل الأهل فى حياة الأبناء، ظاهرة يعاني منها المجتمع المصري بشكل كبير خاصة فى ظل زيادة معدلات الطلاق، لذلك تأتي النصائح دائما بضرورة عدم وجود نوع من الاستقلالية فى الحياة حتى يسطيع الزوجين حل مشاكلهم دون تفاقم أو الوصول لـ الطلاق المبكر.
أسباب الطلاق المبكر
تدخل الأهل فى حياة أبنائهم جاءت ضمن أسباب الطلاق المبكر حيث قال الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية أن أحد الأسباب الرئيسية للطلاق المبكر هو تدخل الأهل، معتبرا أنه لم تعد هناك خصوصية للعلاقة الزوجية.
وأشار مفتي الديار المصرية إلى أن هذا الأمر يؤدي إلى طرح أفكار سواء من هذا الجانب أو ذاك على الشباب، وهي أفكار قد تكون سلبية أو إيجابية، لافتا إلى أن هناك أسرا حكيمة تتدخل بشكل إيجابي من أجل بقاء هذه الأسرة، وتنمي فيها الشعور بالانتماء لبعضهما البعض.
ونوه بأنه على الأسر في حالة التدخل أن يكون ذلك بصورة إيجابية، وترك مساحة للزوجين لخوض التجربة، وفى هذا الإطار ناقش صدى البلد تلك التأثيرات النفسية على الزوجان مع أساتذة الطب النفسى.
الإنفصال العاطفي
البداية عند الدكتور وليد هندى استشارى الطب النفسى، الذى قال إن مرحلة ما قبل الانفصال تأخد شكلين مهمين، الانفصال العاطفى أو الخرس الإختيارى، وهى المرحلة التى يصل فيها الزوج والزوج لمرحلة من اليقين أن لا مفر سوى الانفصال.
ووجه استشاري الطب النفسي فى تصريحات خاصة لصدى البلد النصح للزوجين بضرورة أن كل طرف يعمل على إصلاح نفسه قبل أن ينظر لأخطاء الطرف الثانى ويتعايش تعايش سلمى والتأقلم مع الظروف الموجودة، قائلا:" نسير بإسلوب هيا بِنَا ، وأن يكون هناك حسن إستماع وإنصات وتبادل الأدوار لمعرفة تأثير أى رد فعل يصدر منا على الطرف الأخر".
كما أوضح هندي فى حديثه لـ صدي البلد، ضرورة عدم اللجوء إلى طرف ثالث عند حل المشكلات حتى لا تتفاقم وألا تطول فترة الخصام وعدم الوصول بالخلاف لمرحلة الانفجار، مشيرا إلى أنه :"لابد من وجود تنازل نسبى فى بعض المواقف للحفاظ على كيان الاسرة".
ولافت استشاري الطب النفسي إلى أن تدخل الأباء يعد من أكبر الكبائر فى الحياة الزوجية ويؤدى إلى الانفصال السريع ، نظراً لوجود غضب مكبوت داخل الزوج والزوجة نتيجة الشحن الدائم من قبل الأهل ، ويلحق ضرر نفسى قبل الضرر الاجتماعى .
الطلاق منذ العام الأول للزواج
وتابع هندي أن هناك بعض الحالات التى تسكن فيها الزوجة مع أهل زوجها يتم فيها السيطرة والسطو عليها وتكون دائما فى موضع نقد دائم وسافر فى بعض الأحيان وهذا التدخل يحولها لخادمة وليست زوجة تشعر حينها بالإضطهاد وعدم التقدير، قائلا:"هناك 28% من حالات الطلاق فى مصر وقعت نتيجة أن الزوج " أبن أمه “ يخلط بين البر بأمه والتبعية لها والتدخل فى شئونة وشئون زوجته وهذه جميعها تتسبب فى وقوع مشكلات جمة بالاضافة إلى التداخل بين السلابف وبعضهم البعض”، مضيفاً أن هناك 70% من حوادث الطلاق فى مصر تمت خلال العام الأول من الزواج ، بسبب تدخل الأهل فى حياتهم وتقوية كل طرف على الأخر.
وطالب هندي الأباء بعدم التدخل فى حياة أولادهم وفطامهم اجتماعياً وتركهم يشكلون حياتهم طبقاً لرؤيتهم ، وعلى الزوجة الصبر للحفاظ على الاسرة.
فيما أكد الدكتور على شوشان الإستشارى فى الطب النفسى وأستاذ الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أن تدخل الأباء دائما فى الخلافات بين الزوجين ينتهى دوماً بالإنفصال بسبب قيام كل طرف بشحن الطرف التابع له ضد الطرف الأخر، لافتا إلى أنه :" فى بعض الأحيان تقوم الأم بشحن إبنتها ضد زوجها كنوع من التمرد والتعويض لشعورها بالعجز.. فأصبحت تريد أن تعكس صورة ضعفها على إبنتها بأن تشحنها ضد زوجها وتوجهها بعدم تقديم تنازلات".
فشل الزواج بسبب تدخل الأهل
وأضاف الإستشارى فى الطب النفسى وأستاذ الصحة النفسية والعلاقات الأسرية فى تصريحات خاصة لصدى البلد: “على الجانب الأخر تقوم والدة الأبن بشحن ابنها ضد زوجته وتكون دائما زوجته مسار نقد وغيرة من الأم، خاصة فى ظل وجود نوع من الأمهات الاتي يرفضن مشاركة ابنائهن مع أى إراة اخري وحتى وإن كطانت زوجته، حبا فى الاستحواذ والسيطرة”.
وأكد شوشان أن هذا النوع من الأمهات يتصيدن الأخطاء والمواقف البسيطة لزوجة الأبن وتعمل على تضخيمها، ناصحا الزوجة والزوجة بعدم السماح لأى طرف ثالث بالتدخل فى حياتهم وجعلها ذات خصوصية لايتم الإفصاح مطلقاً عّن أى شيىء يخص حياتهم لذويهم، قائلا أن :"أغلب حالات الزواج الفاشل وقعت بسبب تدخل الأهل بها ، وأغلب حالات الزواج الناجح ظلت ناجحة نتيجة بعدهم عن تدخل الأهل أو أى طرف أخر بها".
وطالب شوشان كل زوجان بضرورة صياغة دستور لحياتهم يتفقون من خلاله على كل شئ ويضعون النقاط فوق الحروف وعدم اللجوء للأهل أو الاقارب أو الأصدقاء فى أى خلاف يقع بينهم، وعليهم تصفية خلافتهم أولاً بأول .
وكان الدكتورشوقي علام مفتي الجمهورية، قال إن :"من أسباب الطلاق المبكر هو سوء اختيار شريك الحياة من البداية ، وهناك جهل لدى الزوجين بمتطلبات الحياة الزوجية وطريقة إدارة المنزل وتجاوز الأزمات”.وتابع شوقي علام : " وجدنا أنه من أسباب الطلاق المبكر هو السوشيال ميديا التي تنهي الحياة الزوجية بسبب إحداث قدر من الشكوك حول الحياة الزوجية .. وتدخل الأهل من أسباب الطلاق المبكر".
