الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كانت إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس.. هل يتفتت التاج البريطاني برحيل إليزابيث؟

تشارلز ملك بريطانيا
تشارلز ملك بريطانيا خلفا لوالدته إليزابيث

عقب وفاة الملكة إليزابيث الثانية عن عمر يناهز 96 عامًا في مقر إقامتها بقلعة بالمورال الاسكتلنديّة، تتجه الأنظار حاليا نحو لندن لمتابعة آخر التطورات، بشأن تبعات الوفاة وتولي نجلها الأمير تشارلز الثالث عرش المملكة المتحدة إلى جانب 14 دولة أخرى على رأسها كندا وأستراليا ونيوزيلندا وجامايكا، بعد 70 عامًا من جلوس إليزابيث على العرش، وهي صاحبة أطول حكم على عرش التاج البريطاني.

هل يتغير النظام الملكي بعد وفاة إليزابيث؟

ووفقًا لـ Reader’s Digest، فإنه لن يتغير الكثير في النظام الملكيّ الداخلي بعد وفاة الملكة إليزابيث، ولكن الوضع مختلف فيما يتعلق باتحاد الكومنولث وهو اتحاد سياسيّ يضم 56 دولة كانت جميعها أقاليم سابقة للإمبراطورية البريطانية وترأست الملكة إليزابيث الاتحاد منذ عام 1952، وقيل إن الملك تشارلز سيستلم رئاسته الآن بعد وفاتها.

مصير بريطانيا واتحاد الكومنولث

ويربط الاتحاد بلداناً مختلفة من جميع أنحاء العالم، مثل الهند وسنغافورة وكندا وغيرها، ويهدف  لتعزيز التجارة وتشجيع الاستدامة ، ورغم ذلك، يواجه الكومنولث الكثير من الانتقادات بأنه لم يعد ضرورياً وعفا عليه الزمان، وأن لقب رئيس الكومنولث ليس وراثياً، ولم تتضح الأمور بعد لاختيار قائد جديد بمجرد وفاة الملكة.

وشهدت جميع المنازل في عموم المملكة المتحدة وبريطانيا ودول الكومنولث، حالة من الصدمة والحزن بخسارة الملكة إليزابيث الثانية ، لما كان للملكة والأسرة المالكة بشكل عام شعبية جارفة لدى البريطانيين ، حيث كانت تمثل روح العائلة المالكة فى بريطانيا، هضلاً عن مسيرة  الحياد والبعد عن السياسة،  على تشجيعهم المواطنين على الذهاب إلى بريطانيا ومشاهدة الأسطول والأماكن والأحداث المرتبطة بالعائلة المالكة.

بريطانيا  كانت الإمبراطورية التى لا تغرب عنها الشمس، وحكمت العالم من الشرق للغرب أصبحت اليوم فى مهب الريح وتواجه عدة أزمات كبرى منها تداعيات فيروس كورونا المستجد كوفيد - 19  وأزمة نقص الوقود، وتداعيات الحرب الأوكرانية الروسية، وأزمة تغير المناخ مثلها مثل دول الإتحاد الأوروبى.

بريطانيا مملكة بنظام دستوري

وتتميز المملكة المتحدة  بأنها دولة ذات نظام ملكي دستوري، وتعدّ دولة اتحادية بموجب قرار سنة 1800 وتتكون من أربع أقاليم وهي: إنجلترا وأيرلندا الشمالية واسكتلندا وويلز ، ويحكمها نظام برلماني وتتمركز الحكومة في العاصمة لندن، لكن هناك حكومات محلية في كل من بلفاست وكارديف وأدنبرة وهي عواصم أيرلندا الشمالية وويلز واسكتلندا.

وتعد كل من بيليفية جيرزي وجزيرة جيرنزي وجزيرة مان وجزر أخرى تابعة لسيادة المملكة المتحدة، هو ما يعني أنها مرتبطة دستوريا بالمملكة ولكنها ليست جزءاً منها، ويخضع للمملكة المتحدة أربعة عشر إقليماً تسمى أقاليم ما وراء البحار البريطانية والتي ليست جزءاً دستورياً من المملكة المتحدة ولديها حكم ذاتي مطلق وتسيير شئونها بنفسها لكن شؤونها الدفاعية ترجع للمملكة المتحدة وتعد هذه الأراضي من مخلفات الإمبراطورية البريطانية والتي كانت في أوجها في عام 1922 وشملت ما يقرب من ربع مساحة اليابسة في العالم، وأكبر إمبراطورية في التاريخ.

سادس إمرأة تتولى العرش البريطاني

تعد الملكة إليزابيث الثانية سادس امرأة تتولى العرش البريطاني، بعد وفاة والدها الملك جورج السادس في فبراير 1952، وكانت فترة حكمها الأطول في التاريخ البريطاني، حيث وصلت إلى أكثر من 70 عامًا.

تعتبر الأسرة المالكة حاليا في بريطانيا والمعروفة باسم «ويندسور» أحد أفرع أسرة «ساكس كوبرغ غوتا» الألمانية، لكنها قامت بتغيير اسمها في عام 1917 بسبب الحرب ضد ألمانيا، حيث كان اسم الأسرة الأصلي الألماني سيسبب بعض المشاكل للأسرة، ولن تتأثر الأوضاع السياسية أول مستقبل بريطانيا بوفاة الملكة نظراً لكونها كانت ملكة رمزية لاتحكم.

كيف تتأثر بريطانيا برحيل إليزابيث؟

من جانبه قال السفير محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق فى تصريحات خاصة لصدى البلد، أنه لا يوجد تأثر قد يحدث فى بريطانيا نظراً لكون الملكة إليزابيث الثانية، ملكة رمزية ترتبط  بالتاج الملكي، ورحيلها يعنى رحيل رمز معنوي يحل محله رمز معنوي آخر، موضحا أن المملكة المتحدة مملكة دستورية  الحكم فيها للمؤسسات ورئيس الوزراء هو رئيس السلطة التنفيذية ، والحكم متروك لمجلس العموم البريطاني والحكومة.

وأشار إلى أن الأوضاع فى أوروبا أوضاع شديدة الصعوبة نظراً لما يشهده العالم من أزمات نتيجة تداعيات فيروس كورونا ، والحرب الأوكرانية الروسية ، والملك لن يستطيع تغير الواقع لكونه سلطة رمزية.

 

وفى سياق متصل أكد السفير على الحفنى  نائب وزير الخارجية السابق ، فى تصريحات خاصة لصدى البلد ، أن التاج الملكى مستمر فى أداء مهامه ، بانتقال العرش من الملكة إلى الملك تشارلز الثالث بشكل سلس وتناغم بين الأسرة المالكة، موضحاً أن منصب الملكة كان منصب شرفى لا تحكم، لأن الحكم يتم عن طريق رئيس الوزراء طبقاً لنظام الدستورى بالمملكة المتحدة، لافتاً إلى أن هناك تحديات ستواجهها رئيسة الوزراء الجديدة بفعل الأزمات الدولية ، فبريطانيا ودول أوروبا تواجه الآن أصعب مرحلة مرت في تاريخ بريطانيا.

وأشار نائب وزير الخارجية السابق إنه لا يوجد ما يهدد التاج البريطانى ولا توجد أدنى أزمات قد تعصف بالأسرة المالكة، بل كل الأمور تسير فى مسيرتها الطبيعية بالاضافة إلى تمتع الأسرة المالكة بشعبية عارمة لدى المملكة المتحدة .