الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عملة سيئة السمعة.. 2 دولار تنقذ الأمريكيين بعد انهيار الأخضر

2 دولار
2 دولار

رغم الصعود المضطرد في سعر الدولار أمام العملات الأخرى مؤخرًا، لا يزال التضخم الجامح يشكل عقبة حقيقية أمام ارتفاع قيمة الدولار كعملة للتداول.

ورصدت قناة "سي إن إن" الأمريكية ظاهرة اختفاء السلع التي كان يمكن شراؤها مقابل دولار واحد من الأسواق، أو ارتفاع أسعارها إلى أكثر من دولار، بما جعل العملة الخضراء الأقوى في العالم ضئيلة القيمة في وطنها.

وبالمقابل، هناك عملة أو ورقة نقدية من فئة 2 دولار في الولايات المتحدة، أصبحت عملية وأكثر فائدة من عملة الدولار الواحد، بسبب ارتفاع أسعار معظم السلع والخدمات، ومع ذلك لا يحب الأمريكيون تداولها لأسباب غريبة.

عملة 2 دولار وأساطيرها الغريبة

بدأت طباعة الورقة النقدية من فئة 2 دولار في الولايات المتحدة عام 1862، أي في الوقت الذي بدأت فيه الحكومة الفيدرالية طباعة الأوراق النقدية عمومًا من مختلف الفئات، وكانت نسختها الأولى تحمل صورة ألكسندر هاملتون، أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة وأول وزير للخزانة في حكومة فيدرالية أمريكية بعد انتهاء الحرب الأهلية ويُعد مؤسس النظام المالي للولايات المتحدة، ثم بدأت طباعة نسخة جديدة منها عام 1869 تحمل صورة توماس جيفرسون، لكن عملة 2 دولار ظلت طوال الوقت وحتى الآن نادرة الاستخدام.

والسبب الذي جعل عملة 2 دولار قليلة التداول حتى الآن سبب عجيب، إذ يتشاءم الأمريكيون منها، بل ويلجأ المؤمنون بالخرافات إلى تمزيق زواياها "لكسر اللعنة" المحيطة بها، ما يجعلها غير صالحة للتداول، وقالت صحيفة نيويورك تايمز في مقال نشرته عام 1925 أن من يجلس للمشاركة في لعبة حظ وبيده ورقة من فئة 2 دولار لا يفارقه النحس، ويتجنب الآخرون مشاركته اللعب.

وارتبطت عملة 2 دولار كذلك بأنشطة ساهمت في تشويه سمعتها، فلطالما جرى تداولها بكثرة في ألعاب القمار ورهانات سباق الخيل وحانات البغاء، وخلال القرن التاسع عشر انتشر شراء الأصوات الانتاخبية مقابل ورقة من فئة 2 دولار، وبالتالي كان يُنظر لمن يحملها باعتباره مشبوهًا بشكل ما.

ومن الأمور الغريبة أيضًا المرتبطة بالورقة النقدية من فئة 2 دولار أن آلات المحاسبة في المتاجر (الكاشير) والتي اختُرعت خلال العقد الأول من القرن التاسع عشر وزودت بأدراج مقسمة بحيث تناسب أحجام فئات مختلفة من العملات، لم يكن بها مكان مخصص مناسب لحجم الورقة من فئة 2 دولار.

وطوال السنوات الأولى من القرن العشرين بذلت وزارة الخزانة الأمريكية محاولات لم يُكتب لها النجاح لتحسين سمعة الورقة من فئة 2 دولار، ثم يئست من الأمر وقررت عام 1966 خفض عدد الأوراق المطبوعة منها بسبب تجنب الناس التداول بها.

وفي عام 1976، حلت الذكرى المئوية الثانية لتأسيس الولايات المتحدة، وبهذه المناسبة طبعت وزارة الخزانة عملة من فئة 2 دولار تحمل على ظهرها صورة لوحة مرسومة لاجتماع توقيع إعلان الاستقلال عام 1776، وكان الهدف الحقيقي هو تقليل عدد الأوراق المطبوعة من فئة 1 دولار وتوفير نفقات طباعتها.

ومرة أخرى، فشلت تلك المحاولة في إقناع الأمريكيين بتداول عملة 2 دولار، فالذين وقعت في أيديهم العملة الجديدة اعتبروها تذكارًا واحتفظوا بها ولم ينفقوها، وفي 13 أبريل 1976 عرضت هيئة البريد الأمريكية وضع طابع عليها بمناسبة ذكرى ميلاد توماس جيفرسون، لتشجيع الناس على تداولها، لكن المحاولة جاءت بنتيجة عكسية ورسخت نظرة الناس إليها باعتبارها عملة تذكارية وليست للتداول.

الـ 2 دولار تميمة حظ أيضًا

مع ذلك، هناك فئات معينة من الأمريكيين يحبون الورقة النقدية من فئة 2 دولار ويحتفظون بها كتميمة حظ، وعلى سبيل المثال أصبح من قبيل العادة أن يحتفظ الطيارون الذين يقودون طائرات الاستطلاع من طراز يو-2 في جيوب ستراتهم العسكرية بورقة نقدية من فئة 2 دولار.

ومنذ عقد السبعينيات، اعتاد مشجعو فريق تايجرز لكرة القدم الأمريكية التابع لجامعة كليمسون شراء حاجياتهم والدفع في المقاهي بعملات من فئة 2 دولار.