الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اعتبر الحياة شرا كاملا.. أرتور شوبنهار فيلسوف قاطع النساء بسبب أمه

الفيلسوف الألماني
الفيلسوف الألماني أرتور شوبنهاور

يُمثل الفيلسوف الألماني أرتور شوبنهاور، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، حالة فلسفية خاصة في النسق الفكري العالمي، فقد بنى أفكاره على التشاؤم المطلق، بحيث كان يرى الوجود بؤرة للحزن والكآبة، ويعتبر الحياة شراً كاملاً، لا مكان فيها للفرح والسعادة، وما يُسمى بالسعادة عبارة عن تقليل كمية الأحزان والمصائب لا أكثر. 
درس شوبنهاور الفلسفة في جامعة جوتنجن في الفترة 1809م حتى 1811م، وحصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة برلين عام 1813م، عن رسالته التي دونها تحت عنوان: «الأصول الأربعة لمبدأ السبب الكافي» وهي رسالة في العقل وصلته بالعالم الخارجي، ومات أبوه منتحرا وهو في السابعة عشرة 1805م، عاش بعد ذلك حياة شقية تعيسة بسبب خلافه مع أمه بسبب حياة التحرر من كل قيود الفضيلة التي عاشتها أمه بعد أبيه، وقد انتهى الخلاف بينهما إلى قطيعة كاملة حتى ماتت ولم يراها، وقد سبب سلوك أمه شعورا عنده بالمقت الشديد للنساء لازمه طوال حياته، فلم يرتبط بامرأة حتى مات.


قام بالتدريس بجامعة برلين 1820 حتى 1831م، ولم يكن موفقا ولا مقبولا من الطلاب، وقد عزا ذلك هو إلى غيرة الأساتذة الآخرين منه، وتآمرهم ضده ولم تكن كتبه تلقى رواجا مما سبب له إحساسا مضاعفا بالشقاء والتعاسة، لكن في أخريات حياته، بدأت كتبه تروج والإقبال عليها يتزايد، فشعر بالسعادة والرضا.


أمضى شوبنهاور سنتين من حياته تاجرًا تكريمًا لذكرى والده، وفي تلك الفترة، شكّك شوبنهاور في مقدرته على بدء مسيرة دراسية جديدة، فجل تعليمه السابق هو تدريب في مجال التجارة، ولم يفلح في تعلّم اللاتينية التي تعد شرطًا أساسيًا لبدء مسيرة أكاديمية.


انتقلت والدته، بصحبة ابنتها أديله، إلى فايمار -التي كانت حينها مركز الأدب الألماني- لتستمتع بالحياة الاجتماعية بين الكُتاب والفنانين، لم يكن فراق أرتور عن والدته سلسًا، فكتبت والدته في إحدى الرسائل مثلًا: «أنت شخصٌ لا يُطاق وعبء كبير، العيش معك صعبٌ جدًا، إن تصلفك يغطي جميع محاسنك، وتصبح محاسنك تافهة لأنك لا تستطيع كبح نزعتك تجاه انتقاد الآخرين وإظهار سلبياتهم»، وُصفت والدته يوهانا بالمَرِحة والاجتماعية عمومًا، لم يلتق شوبنهاور بوالدته بعد الانفصال، وتوفيت الوالدة بعد 24 سنة، يُقال إن بعض الآراء السلبية التي اتخذها شوبنهاور تجاه النساء نابعة من علاقته السيئة بوالدته.


انتقل أرتور إلى هامبورغ ليعيش مع صديقه جان أنتيم، حيث كان الأخير يدرس ليصبح تاجرًا.


لاحظ شوبنهار أن الوجود يقوم على أساس من الحكمة والخبرة والغائية، وأن كل شيء في الوجود دليل صادق على إدارة الفاعل وقدرته وحكمته وخبرته وإتقانه، ودفع مزاج شوبنهاور به إلى اختيار نوعية معينة من الكتب، وتعمق لديه الإحساس بأن الحياة شر، وأن الحياة ليس فيها إلا الألم والمرض والشيخوخة والموت.


وفي الحديث عن غريزة الجنس، لشوبنهاور موقف خاص جداً من هذه الغريزة، وموقفه هذا كان أساساً لمواقف بعض الفلاسفة، وسنداً لمذاهبهم، وتحديداً مذهب فرويد في علم النفس ومدرسته التي قامت على أساس من التركيز على دافع الجنس.


إن شوبنهاور يعلي من شأن الدافع الجنسي لدى الإنسان والحيوان، ويجعل منه الركيزة الأساسية التي تدور عليها حياة الفرد والجماعة، بل يجعل منه الأساس الأوحد الذي تدور عليه الحياة عند كل الكائنات، وبخاصة الإنسان، ومن ثم فإن الجنس هو مفتاح السلوك الإنساني، وعلى أساس منه يمكن تفسير كل سلوك إنساني من الألف إلى الياء.