الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا يعد الدولار الأمريكي مشكلة للجميع؟

الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي

أثر قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع سعر الفائدة على الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.

ونظرا لأن مؤشر الدولار الأمريكي وصل إلى 114 نقطة مرتفعا وارتفع بنسبة 20 في المائة هذا العام، فقد أثار فوضى في أسواق الأسهم والسندات والعملات العالمية. 

ما علاقة الدولار الأمريكي باقتصادات العالم أجمع؟


التضخم المستمر في الولايات المتحدة ورفع أسعار الفائدة بلا هوادة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتسببان الآن في حدوث أضرار عبر الاقتصادات العالمية التي اعتمدت علي العملة عندما تم تقديم الأموال “مجانا”.

وقال ميلتون فريدمان الحائز على جائزة نوبل ذات مرة إن التضخم يشبه إدمان الكحول. عندما يتعلق الأمر بطباعة النقود، فإن التأثيرات الجيدة تأتي أولا والآثار السيئة تأتي لاحقا. في رأيه، كان هذا هو السبب في وجود إغراء قوي دائما للمبالغة في ذلك.

ولكن عندما يتعلق الأمر بالعلاج، وهو تقييد المعروض النقدي للسيطرة على التضخم، قال فريدمان، إن الآثار السيئة تأتي أولا والآثار الجيدة تأتي لاحقا. الآثار الجيدة عادة ما تكون استقرار الأسعار والنمو. بالنظر إلى التضخم العالمي المتزايد، من الواضح الآن أن البنوك المركزية والحكومات في البلدان المتقدمة بالغت في تحفيزها النقدي والمالي خلال جائحة كورونا. وعلى هذا فإن رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو أمر لا مفر منه لكبح جماح التضخم، يعمل على قلب الاقتصاد العالمي رأسا على عقب.

وفي الوقت الذي “يفعل فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي ما يلزم” لترويض التضخم ورفع أسعار الفائدة، كان الدولار الأمريكي في فورة قوة. 

وقد يؤدي ارتفاع الدولار إلى مواجهة الاقتصاد العالمي لألم أكبر من تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي مقارنة بالولايات المتحدة نفسها.

وهو الأمر الذي من الممكن أن يؤثر على العديد من الاقتصادات الناشئة وحتى عدد قليل من الاقتصادات المتقدمة. والواقع أن قدرا كبيرا من الديون الدولية مقوم بالدولار الأمريكي، 60 في المائة في مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي، في الوقت الذي يتباطأ فيه النمو العالمي بشكل حاد.

كما تسلط أحداث مثل تخلف سريلانكا عن السداد الضوء على نقاط الضعف في الأسواق الناشئة إذا استمر الدولار في الارتفاع. 

وتقدم التقلبات الحادة بين اليورو والجنيه الإسترليني والدولار في الأسابيع الأخيرة لمحات عما يمكن أن يحدث، إذا تبين أن هذه النظرية صحيحة.

وفي هذا السياق، يبدو أن الهند في موقف قوي، لأن الحكومة لديها قروض خارجية لا تذكر وتجلس على احتياطيات صلبة، مع تضخم أقل نسبيا. 

وهذا ما يفسر تفوق الروبية على العملات الرئيسية بخلاف الدولار هذا العام. لكن بعض الحذر والتخطيط له ما يبرره ليكون