EN 
حكم الإكتفاء بسورة الإخلاص بعد الفاتحة في الصلاة .. سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وذلك من خلال برنامج “والله أعلم”، حيث يقول السائل: هل يجوز الإكتفاء بسورة الإخلاص بعد الفاتحة في الصلاة ؟
الاكتفاء بسورة الإخلاص بعد الفاتحة في الصلاة
وأوضح الدكتور علي جمعة في رده حكم الإكتفاء بسورة الإخلاص بعد الفاتحة في الصلاة، أنه جاء بعض الصحابة إلى الرسول يشكون إماماً لهم، أنه لا يقرأ بهم إلا بسورة الإخلاص فقط، فسأله النبي: فقال: أحبها يا رسول الله. قال: بحبك إياها تدخل الجنة.
ولفت علي جمعة إلى أن سيدنا خالد بن الوليد وهو قائد عظيم وسيف الله المسلول، دائم القراءة بسورة الإخلاص، وكان يقول شغلني الجهاد عن حفظ كتاب الله، موضحاً أن بعض كبار الصحابة كانوا يحفظون كتاب الله ولم يحفظه الجميع.
وأشار إلى أن سيدنا عمر بن الخطاب حينما حفظ الزهراويين ذبح ذبيحة، فلم يكن جميع الصحابة يحفظون القرآن، وهذا ما دفع سيدنا أبي بكر إلى جمع القرآن، مشدداً سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى السائلة ألا تقلق وتواظب على قراءتها.
فضل القراءة بسورة الإخلاص
سورة الإخلاص من قصار السور التي تقع في نهاية الجزء الثلاثين من كتاب الله عزوجل، وهي سورة مكية آياتها 4 آيات، وكلماتها 15 آية، وحروفها 47 حرفاً، وقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ الدعاء بسورة الإخلاص مُستجاب، وذلك مصداقاً لما رواه بريدة الأسلمي رضي الله عنه: (سَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو وهو يقولُ: اللهم إني أسألُك بأني أشهدُ أنك أنت اللهُ لا إلَه إلا أنتَ الأحدُ الصمدُ الذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكن له كُفُوًا أحدٌ. قال: فقال: والذي نفسي بيدِه لقد سألَ اللهُ باسمِه الأعظمِ الذي إذا دُعيَ به أجابَ وإذا سُئِلَ به أعطى).
كما جاء في فضل سورة الإخلاص العديد من النصوص والأحاديث الشريفة، حيث روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قولها، إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا أوى إلى فراشِه جمَع كفَّيْهِ ثمَّ نفَث فيهما وقرَأ فيهما بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثمَّ يمسَحُ بهما ما استطاع مِن جسدِه يفعَلُ ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ.
كما أنها من السور التي تحصن قارئها من كيد الشيطان، فقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوِّذتينِ حينَ تُمسي وتصبحُ ثلاثَ مرَّاتٍ تَكفيكَ من كلِّ شيءٍ).
