EN 
تعمل الدولة المصرية جاهدة لتجاوز التحديات الاقتصادية التي فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية ومن قبلها جائجة كورونا، حيث يجري ذلك عبر خطة طموحة رسمتها الإدارة السياسية للبلاد للوصول إلى بر الأمان، وبدون تحمل المواطن تبعات تلك الأزمات أو التداعيات.
المؤتمر الاقتصادي مصر 2022
وتنظم القاهرة حدثا اقتصاديا فريدا، بنهاية شهر أكتوبر الجاري، حيث تستضيف العاصمة الإدارية الجديدة، خلال الفترة من 23 إلى 25 أكتوبر المؤتمر الاقتصادي مصر 2022، بناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة جميع أطياف المجتمع من خبراء ومتخصصين، لصياغة رؤى واضحة لـ مستقبل الاقتصاد المصري.
وقال أحمد معطي، الخبير الاقتصادي والمدير التنفيذي لشركة vi markets في مصر، إن العالم يعاني من أزمة اقتصادية كبيرة ورغم ذلك كل الأعين تتلفت حول مصر، لأن الدولة المصرية بالفعل خارجة من صدمات كبيرة ومتتالية منذ 2011 خصيصا، ورغم ذلك فهي صامدة وقوية.
وأضاف معطي -الذي حل ضيفا على موقع "صدى البلد"، أن مصر أصبحت أيقونة للاقتصاد العالمي كما قال من قبل صندوق النقد الدولي، لذلك يركز العالم مع اقتصاد مصر، ويتساءل كيف استطاعت تجاوز أزماتها السابقة، هذا بجانب القيادة السياسية الواعية التي تتحرك في كل القطاعات وتطرح الحلول السريعة وبدرجة عالية جدا من الدقة.
ولفت معطي: في بداية الأزمة الروسية الأوكرانية كان الجميع يشعر بالخوف من مشكلة نقص الحبوب والقمح، لكن مصر لم تعاني من شيء والسلع الاستراتيجية موجودة وبكثرة داخل الأسواق، فمصر غيرت من أولويتها وركزت على الأمن الغذائي، ورأينا ذلك في مشروع الدلتا الجديد وسرعه إنتاجية هذا المشروع، بجانب دعم وتشجيع الفلاح وتوفير كافة التسهيلات والخدمات له.
وأشار: بجانب كل هذا لا يوجد مشروع تعمل فيه الدولة تم توقيفه بحجة الأزمة الاقتصادية، فالدعم والتمويل موجودان، والجميع يعمل بقوة وجهد ليل نهار، لذلك العالم يسلط الضوء على الدولة المصرية، معقبا: "بالفعل العالم يتساءل عن سر صمود دولتنا، وزيادة الإنتاج رغم المعوقات والتحديات الخارجية، إضافة إلى الزيادة السكانية داخليا وما تمثله من عبء على فرص التنمية، فمصر تخطت كل هذا وسط أزمات كبرى قصمت ظهر العالم حرفيا".
وأردف: البنك الدولي ورغم الظروف والتحديات الداخلية والخارجية أعلن أن معدلات نمو الاقتصاد المصري مستقرة نتيجة مشروعاتها الممتازة، كل ذلك بجانب مؤتمر المناخ (كوب 27)، حيث يشارك في الحدث الاستثنائي 176 دولة في نفس التوقيت، وهذا يؤكد أن الدولة المصرية مستقرة وأمنة، معقبا: "مؤتمر المناخ زاد من تركيز العالم الخارجي مع الاقتصاد المصري".
وعن الشائعات التي تتردد على مواقع التواصل الاجتماعي حول حالة الاقتصاد المصري، أكد معطي، أنه لا صحة لها على الإطلاق، والرد عليها تكشفه الحقائق والأرقام حتى يطمئن المواطن القادر على فهم الحقيقة، خاصة في ظل تحقيق معدلات نمو إيجابية.
الدين الخارجي المصري 2022
وأكد الخبير الاقتصادي، أنَّه لا داعي للقلق بشأن الدين الخارجي لمصر، فلا زلنا ضمن الحدود الآمنة للسداد، وأن استراتيجية هيكلة الدين الموضوعة جيدة للغاية، كما أن الاقتراض يتم بهدف إقامة المشروعات المنتجة ومشروعات البنية التحتية وهذا متوافر بالنسبة لمصر جدا، مختتما: أن زيادة "الدين لا تمثل خطورة لمصر طالما لا تتخطى الحدود الآمنة كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي".
وأعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن أجندة المؤتمر الاقتصادي، والتي تم تقسيمها إلى 3 أيام، مشيرا إلى أن اليوم الأول سوف يتناول المؤتمر سياسات الاقتصاد الكلي، فيما يتناول المؤتمر في يومه الثاني، تمكين القطاع الخاص، واليوم الثالث خارطة طريق لقطاعات الاقتصاد القومي.
وأضاف مدبولي، خلال مؤتمر صحفي لإعلان أجندة المؤتمر، أن اليوم الأول للمؤتمر الاقتصادي سوف يتناول جلسة عن ملامح الاقتصاد منذ 2011 وحتى 2022، حيث مر الاقتصاد المصري بـ 5 أزمات كبرى، وستتبعها جلسة أخرى تتحدث عن السياسات المطلوبة لتعزيز قدرة الاقتصاد على مواجهة الأزمات.
وأوضح مدبولي أن الجلسة الثانية سوف تكون معنية بفرص الحصول على قروض من جهات دولية للقطاع الخاص، وتوفير فرص يمكن للقطاع الخاص بأن يحصل على قروض دولية ميسرة، بنسب سداد على مدى زمني طويل، ثم جلسة دور الصندوق السيادي وفرصه في تعظيم الشراكة مع القطاع الخاص، من خلال حوار مع الخبراء.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، شدد نهاية سبتمبر الماضي - على أهمية حل جميع المعوقات التي تقابل المستثمرين ورجال الأعمال قائلا: "نحط أيدينا في إيد بعض ونجتهد وكل المعوقات اللى بتقابل المستثمرين ورجال الأعمال نحلها"، مشيرا إلى أن انطلاق أجندة وفعاليات المؤتمر الاقتصادي الشهر الجاري.
وقال الرئيس السيسي - خلال افتتاح عدد من المشروعات القومية: "لما نيجي نعرض مشاكل بتقابل مستثمر مش عيب في الحكومة أو الدولة، علشان نتصدى له ونحله علشان ميبقاش فيه مشكلة تعوق الاستثمار".
وتابع الرئيس: "كل مشروع عبارة عن دخل إضافى مش للشركة ولكل إنسان بيشتغل جوه المشروع"، مشيرا إلى حجم العمالة الكبير في مصر: "اتصور أن تكلفته مش كبيرة مقارنة باللي موجود في العالم".
