الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أكبر حرب أهلية بأفريقيا.. الوضع بإثيوبيا خرج عن السيطرة وآبي لأحمد لا يريد السلام

الحرب في إثيوبيا
الحرب في إثيوبيا

منذ أواخر سبتمبر الماضي، شهد الصراع بين قوات آبي أحمد، وقوات إقليم تيجراي، تجدد للمعارك بشكل عنيف داخل إثيوبيا، وسط اتهامات بارتكاب جرائم حرب، وتحذيرات دولية من استمرار انهيار الوضع الأمني خلال الفترة المقبلة، فمنذ تجدد الأحداث في إثيوبيا بداية من الجمعة 23 سبتمبر الماضي، شن الجيش الإثيوبي خلال هذه الفترة غارات جوية على ميكيلي عاصمة إقليم تيجراي.

تجدد الاشتباكات بين تيجراي وآبي أحمد

واستمرت اعتداءات قوات الجيش الإثيوبي على إقليم تيجراي، فيما دعا الاتحاد الإفريقي الأحد الماضي، إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وهو الأمر الذي أعلنت الجبهة استعدادها لاحترامه، كما طالب باستئناف الخدمات الإنسانية في تيجراي، وحث حكومة آبي أحمد وجبهة تحرير تيجراي على "إعادة الالتزام بالحوار".

وبعد دعوات الاتحاد الأفريقي، استمر الصراع على الأرض، بل بلغ الأمر ذروته مع انطلاق منتدى تانا للسلم والأمن في أفريقيا، بمشاركة مسؤولين من القارة الأفريقية والمنظمات الدولية، لبحث العديد من الموضوعات المتصلة بقضايا السلام والأمن والتنمية في القارة السمراء، وبالتزامن مع عقد منتدى السلام، كانت طائرات آبي أحمد تستهدف المدنيين في إقليم تيجراي.

وكشفت تقارير إعلامية أن القوات الحكومية الإثيوبية استولت على شيري، إحدى أكبر مدن إقليم تيجراي في شمال إثيوبيا، بالتزامن مع إعلان أديس أبابا نيتها السيطرة الفورية على المطارات والبنية التحتية الأخرى في إقليم تيجراي، متهمة قوى أجنبية "لم تسمها" بانتهاك المجال الجوي لإثيوبيا قبل اندلاع الاشتباكات بين طرفي النزاع في تيجراي.

تناقض آبي أحمد ومراوغة الهرب من المشكلات

في هذا الصدد، قال الدكتور محمد عبد الكريم، الباحث في الشأن الأفريقي، إن إثيوبيا كانت تستضيف منتدى تانا للأمن والسلام المقام بإقليم الأمهرة القريب من إقليم تيجراي، وأثناء انعقاد المنتدى، بدأت العمليات العسكرية ضد تيجراي، ما يعني رسالة واضحة برفض آبي أحمد للوساطة الأفريقية، والتي وافق عليها تيجراي، موضحا أن هذا هو أسلوب آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي وهو الهروب من المشكلات عبر تأجيج الصراعات وإشعال الأوضاع.

آبي أحمد لا يريد الحل والسلام

وأضاف عبد الكريم، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن التناقض ظهر في استضافة منتدى للسلام، يتم الدعوة فيه لعدم استخدام السلاح، في حين يهاجم آبي أحمد إقليم تيجراي، بمعنى أنه يبدي رغبة في استمرار الصراع، وأن تكون الحلول بشروطه الكاملة، دون اعتبار لرأي شعب تيجراي، وحكومته الشرعية التي انتخبها سكان تيجراي، كما أن آبي أحمد يرفض فكرة وساطة الاتحاد الافريقي، ولا يؤمن بشعار حلول أفريقية لمشكلات إفريقية، وهي مجردة أداة وشعارات للهروب من أزماته.

وعن مستجدات الأوضاع، أوضح عبد الكريم، أن الحكومة الإثيوبية سيطرت اليوم على 3 مدن من إقليم تيجراي، دون قتال، مشيرا إلى أنه في حال أتيحت الفرصة أمام آبي أحمد للمواصلة والتقدم وتحييد قوة تيجراي، وهذا صعب، لفعل ذلك، ولكنه تكتيكيا يمكنه تحقيق مكاسب على الأرض، لأنه ضرباته هذه المرة جاءت مباغتة، ولكنه قدرته على مواصلة القتال تتوقف على حجم الدعم المتاح له.

مطالب دولية بوقف القتال

كان الأمين العام للأمم المتحدة، دعا أمس الاثنين، إلى إنهاء المعارك في منطقة تيجراي بإثيوبيا، موضحا أن الوضع في إثيوبيا بات خارجا عن السيطرة، وبلغ العنف والدمار مستويات مقلقة للغاية"، مؤكدا أن "لا حل عسكريا" للأزمة.

وأكد أن "القتال في منطقة تيجراي الإثيوبية يجب أن يتوقف"، موجها نداء "للانسحاب الفوري" للقوات المسلحة الإريترية من إثيوبيا.

يأتي ذلك بعد دعوة الاتحاد الإفريقي، أطراف الصراع في إثيوبيا إلى الانخراط مجددا بمفاوضات السلام، في حين تتصاعد حدة العنف في إقليم تيجراي المحاصر.