قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حكاية العندليب وعبد الوهاب والضمراني مع أغنية إعادة افتتاح قناة السويس


لا تزال الأغنية الوطنية تمثل دورا كبيرا ومؤثرا في زيادة الحماس وتأجج المشاعر.. ففي المناسبات الوطنية سواء انتصارات أو انكسارات تجد للأغنية الوطنية هذا الدور الفاعل المؤثر الدافع الحاشد والجامع أيضا.

لقد تغنى بها كبار المغنين والمطربين على مستوى العالم العربي أمثال كوكب الشرق، عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ، شادية، وردة، المطربة التونسية عاليا.

ففي إحدى المناسبات الوطنية المصرية المصرية وهى "إعادة افتتاح قناة السويس"، وبعد الانكسار والانهزام وبعد خطاب الرئيس الراحل أنور السادات التاريخي بمجلس الشعب ودعودته إلى ضرورة إعادة قناة السويس للمصريين لتعود إلينا مصرية 100%، تفاعل الشغب المصري بكل طوائفه وتجاوب مع الحدث، ولكن كان للفن والأدب أسلوب آخر في التعبير عن هذا الحدث التاريخي.
انتفض الكتاب والشعراء والموسيقيون ليخرجوا "ما في جعبتهم" ويعلنوا عما بداخلهم من مشاعر جياشة تعبر وتحشد وتلهب المشاعر، لقد تأثر الموسيقار محمد عبد الوهاب مثل كل المصريين بالإعلان عن إعادة فتح قناة السويس، وكان ذلك في 29 مارس عام 1975، اتصل بعبد الحليم حافظ وتحدثا في ضرورة البحث عن أغنية وطنية تعبر عن حلم المصريين الذي طال انتظاره، وفي إحدى طرقات مبني التليفزيون التقى مصطفى الضمراني بالمصادفة بعبد الحليم حافظ الذي هنأه بنجاح أغنية عاليا التونسية "حبايب مصر" من كلمات الضمراني"، وقال له العندليب مداعبا: "لما يبقي عندك كلام حلو كدة ابقى سمعهوني"، وأعطاه رقم تليفون الموسيقار عبد الوهاب الذي يبحث عن كلمات أغنية تتماشى مع المناسبة التاريخية.
كان الضمراني بالفعل انفعل بالحدث وكتب كلمات أغنية.. لم يتوان لحظة واحدة.. وجدها فرصة عمره واتصل فورا بعبد الوهاب وأبلغه بلقائه مع عبد الحليم وبالأغنية التي كتبها وألقاها عليه في التليفون وكانت بدايتها تقول كلماتها "المركبة عدت.. واهي ماشية.. والكل شايفها بتتعاجب والضحكة اهي عادت".
أثارت كلمات الأغنية إعجاب عبد الوهاب الذي أهداها لعبد الحليم وقام بتلحينها فورا، وقاموا بعمل كثير من البروفات فالوقت الباقي على الافتتاح الرسمي لم يعد كافيا، سهروا الليل ووضعوا اللمسات الأخيرة.
وفي يوم 5 يونيوعام 1975، اليوم التاريخي المحدد للاحتفال، وقبل ساعة من وصول الرئيس الراحل السادات "نادي الشراع" بمدينة الإسماعيلية يعتلي ظهر المدمرة "6 أكتوبر" التي زينت بعلم مصر وأعلام النصر، حيا السادات العلم المصري إيذانا بالافتتاح الرسمي للاحتفال لتنطلق أغنية "المركب عدت" مدوية لتلهب مشاعر الجماهير التي اصطفت على ضفتي القناة.