الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

استثمار الوقت

عبد المعطي أحمد
عبد المعطي أحمد

ساعات كثيرة تمضي من أعمارنا ولا ندرك أين مضت، وندرك فقط أنها مضت ولن تعود,وأننا أضعنا دقائقها فى العبث واللهو ولم نستثمرها كما يجب,وأنا هنا لا أقصد أن يظل وقت المرء حكرا على العمل,وإنما أحسن سبيل هو استثمار الوقت على العمل المنتج للنجاح,فالإنسان بحاجة إلى أن يرفه عن نفسه من حين لآخر.قال الشاعر: دقات قلب المرء قائلة له..إن الحياة دقائق وثواني.

علمتنى الحياة أن أحسن استثمار للوقت هو تنظيمه,فكما يقولون التنظيم أساس النجاح,والتنظيم يجعل كل الأمور سهلة ويساعدنا على العمل بهدوء وراحة,وفى ذلك إتقان للعمل ونجاح فيه,والنجاح فى العمل يعنى النجاح فى الحياة,وتنظيم الوقت يقتضي ترتيب الأولويات بشكل جيد,فلابد من احترام أوقات الصلاة بالدرجة الأولى,ثم القيام بالعمل فى وقته المحدد,وبعد ذلك لا بأس من الترويح عن النفس.

ومن الأفكار لاستثمار الوقت المطالعة,فلاشك أن الإنسان الناجح يوجد فى وقته اليومى حيز للقراءة، إذن فلنخصص على الأقل ساعة يوميا للقراءة والمطالعة.

ولابد للإنسان أن يستثمر مواهبه وطاقاته فى الابداع,إذ الإنسان بحاجة لأن يعبر عن طموحاته وتطلعاته,واستثماره لها سيفتح أمامه- دون شك –أبواب النجاح على مصراعيها. 

إن استثمار الوقت يعد الباب الأول للنجاح,وأحسن وصية للراغبين فى النجاح هى(لاتضيعوا وقتكم).

ولا يوجد دين يقدر قيمة الوقت واستثماره مثل الإسلام, حيث أعطى القرآن الكريم أهمية بالغة للزمن,وارتبطت معظم العبادات في التشريع الإسلامي بمواعيد زمنية محددة وثابتة كالصلاة والصوم والحج,وحث المسلمين على استثمار الوقت فيما يفيدهم وينهض بمجتمعهم الإسلامى,ولكن الغالبية العظمى من المسلمين الآن أصبحوا لايحترمون قيمة الوقت، ولا يدركون أهميته فى إصلاح شئون حياتهم ومجتمعهم,فى الوقت الذى أدرك الغرب قيمة الزمن,واستثمره في نهضة مجتمعاتهم، وبذلك تقدموا,وتخلفنا نحن بسبب إهدار الوقت,إضاعته فيما لا يفيد.

ولاشك أن صناعة الحضارة تبدأ من حرص أفرادها على احترام الوقت كقيمة حضارية,وجاء الإسلام مدركا لهذه الحقيقة,لذلك اهتم اهتماما كبيرا بالوقت,وحث أتباعه على المحافظة عليه واستثماره فيما ينفع دينهم ودنياهم,فسوف يسأل الإنسان عن وقت عمره فيما أضاعه,وفيما أنفق الساعات والدقائق.
وليس تجنيا أن نقول:إن من أهم أسباب تأخر المسلمين الآن هو عدم استثمارهم للوقت الذى حدده الله سبحانه وتعالى للعمل,حيث لم نعد نعى قيمة الوقت,وضيعناه هباء دون أن يعود بأى شىء علينا ,فمن المفروض أن يبدأ يومنا فى الرابعة صباحا,وينتهى فى الثامنة مساء,بمعنى أن فى يومنا16 ساعة عمل,فلو أنفقنا فى حياتنا الإنسانية 5ساعات يوميا,سيصبح الباقى نحو عشر ساعات للعمل الجاد,وهذا وقت كاف للإنتاج,ورفع مستوى المعيشه,ولكن للأسف نعيش من الناحية العملية حياة كسل ونوم فى الغالب,فلا نعمل فى يومنا أثر من 5ساعات,وبالتالى يضيع من وقت كل إنسان مايزيد على 5ساعات يوميا,وهذا خطأ فادح سوف نسأل عنه فى الآخرة,ونعانى من آثاره السلبية فى الحياة الدنيا.