الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصير حقل غاز قانا..ماذا تستفيد لبنان من ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل؟

الحدود البحرية بين
الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل

اتفقت كلا من لبنان وإسرائيل أمس على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، والذي تم بعد وجهود وساطة قادتها الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال المفاوضات غير المباشرة بين البلدين، لتسوية الخلاف وترسيم الحدود، وذلك حسب ما ذكره كبير مفاوضي لبنان إلياس بوصعب بتصريحاته الصحفية، أمس الخميس، قائلاً: "هذا اليوم تاريخي، وآمل أن يكون التوقيع على الاتفاق نقطة تحول للطرفين".

رد فعل بيروت وتل أبيب

وأضاف بوصعب أن الاتفاق سوف يوفر الاستقرار للحدود اللبنانية الاسرئيلية ويشكل انطلاقة تحول للاقتصاد اللبناني، لأنه يسمح ببدء العمل في حقل قانا مؤكدا على حق الشعب اللبناني المضمون وفقا لبنود الاتفاقية.

أما على الجانب الإسرائيلي، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في مستهل اجتماع مجلس الوزراء من أجل التصديق على الاتفاقية، أن الاتفاق بمثابة إنجاز دبلوماسي واقتصادي.

تاريخ الخلاف على الحدود البحرية

يعود خلاف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل  في شرق البحر المتوسط، على منطقة تبلغ مساحتها 860 كم مربعا، في منطقة يعتقد أنها غنية بالغاز، وهي من أكثر المناطق الحدودية توتراً في الشرق الأوسط، حيث تقف فيها القوات الإسرائيلية في مواجهة الجيش اللبناني وحزب الله، بينما تحاول قوات حفظ السلام الدولية الحفاظ على الهدوء.

منطقة الخلاف بين لبنان وإسرائيل

الولايات المتحدة، مؤخرا قادت الوساطة بين البلدين لحل الخلاف بداية من المفاوضات المستمرة حوالى 3 سنوات، أعلنت خلالها كلا من لبنان وإسرائيل وتحديدا أكتوبر 2020، عن التوصل إلى تفاهم حول بدء محادثات من أجل حل نزاعهما القائم حول الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط، وهي خطوة وصفتها واشنطن بأنها "تاريخية" بين دولتين في حالة حرب حيث أن لبنان وإسرائيل في حالة حرب رسمية منذ حرب فلسطين عام 1948 وتوقفت المفاوضات التي انطلقت بين الطرفين عام 2020 بوساطة أمريكية جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.

مصير حقل قانا وغاز شرق المتوسط

وبموجب اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجديد بين لبنان وإسرائيل، يصبح حقل كاريش بالكامل في الجانب الإسرائيلي، فيما يضمن الاتفاق للبنان كامل حقل قانا الذي يتجاوز خط الترسيم الفاصل بين الطرفين، و ستشكل الرقعة رقم 9 حيث يقع حقل قانا منطقة رئيسية للتنقيب من قبل شركتي توتال الفرنسية وإيني الإيطالية، اللتين حصلتا في العام 2018 مع شركة روسية على عقود للتنقيب عن النفط والغاز، قبل أن تنسحب الأخيرة خلال العام الجاري.

وكانت شركة إنرجيان أعلنت، يوم الأربعاء، عن بدء إنتاج الغاز من كاريش، معربة عن أملها بأن تتمكن في المدى القريب من إنتاج 6,5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً، على أن ترتفع الكمية لاحقاً إلى ثمانية مليارات متر مكعب في السنة.

مساعدة لبنان لتخطي الانهيار الاقتصادي

السلطات اللبنانية أعلنت أنه تم الاتفاق مع شركة توتال الفرنسية على البدء بمراحل التنقيب فور الاتفاق النهائي، ورغم الاتفاق، يرى العديد من الخبراء أن لبنان لا يزال بعيداً عن استخراج موارد النفط والغاز، وقد يحتاج من خمس إلى ست سنوات، فيما تعوّل السلطات اللبنانية على وجود ثروات طبيعية من شأنها أن تساعد على تخطي التداعيات الكارثية للانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد منذ ثلاث سنوات، وصنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.

الأمل في الغاز اللبناني

في هذا الصدد، قال عبد الله نعمة المحلل السياسي اللبناني، إن الشعب اللبناني يقاتل منذ 70 عام، مشيراً أنه لا يوجد رئيس حكومة سابق استطاع الوصول لإتفاق مع إسرائيل بخصوص النفط، ولكن اليوم نجح حزب الله في دعم الإستقرار خاصة أن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل استفاد منه لبنان وقت الحرب بين روسيا واوكرانيا.

وأوضح المحلل السياسي اللبناني في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن الإتفاق الذي وقع هو بمثابة هدنة بين إسرائيل ولبنان، مؤكدا أن أمريكا غيرت سياستها في هذه الفترة وهذا يمثل عبئ على حزب الله حيث أنه يجب أن يحافظ على معادلة الجيش من حيث المقاومة والشعب ، فضلاً عن أن هناك جهود لكي يحافظ حزب الله على السلاح بعد إتفاق ترسيم الحدود.

المحلل السياسي اللبناني عبد الله نعمة

واختتم: أمريكا لعبت دور الوسيط وضغطت على اسرائيل لانها وجدت ان الامل في الغاز اللبناني بدلاً من الغاز الروسي، واختتم قائلاً إنه بالتأكيد يوجد حلول بالأيام القادمة.