الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر على أعتاب حدث تاريخي.. 4 أيام فقط تفصلنا عن قمة المناخ

مؤتمر قمة المناخ
مؤتمر قمة المناخ

تستقبل مصر الحدث الأبرز في الوقت الراهن، وهو مؤتمر قمة المناخ (cop27)، والذي يقام بمدينة شرم الشيخ يوم الأحد المقبل الموافق 6 نوفمبر إلى 18 نوفمبر من الشهر الجاري.

وتستعد نحو 200 دولة للاجتماع في مصر خلال الشهر الجاري، للمشاركة في مؤتمر الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة للمناخ COP27، الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ.

بماذا يعود مؤتمر المناخ على مصر ؟

وتُنظم مؤتمرات المناخ وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لمواجهة التغيرات المناخية، ويوافق هذا العام مرور 30 عاما على تأسيسها عام 1992 في قمة الأرض في ريو دي جانيرو في البرازيل، وتعقد القمة السابعة والعشرين في منتجع شرم الشيخ بمصر، ومن المفترض أن يتخذ المجتمع الدولي خلالها قرارا بالتقاسم العادل لمسئولية مواجهة التغيرات المناخية، بين من يتعين عليه خفض الانبعاثات، ومن يجب أن يجد مصادر جديدة لتوليد الطاقة، ومن يجدر به تعويض من يشعرون بآثار تغير المناخ.

ويتيح المؤتمر أيضا الفرصة للدول لإقرار آليات الوفاء بالتزاماتها، وعملية نقل التمويل والموارد من الدول الغنية إلى الدول الأفقر، ومشاركة آخر بحوث التغير المناخي، وبذلك يركز المؤتمر على الاهتمام العالمي بأزمة المناخ والمسئولية عنها، مما يخلق ضغطا على الدول للاضطلاع بالتزامات جديدة أو على الأقل لعب دور بناء في المفاوضات.

وسوف ينعكس مؤتمر المناخ على مصر بمكاسب على المستويات المحلية والدولية والبيئية والاقتصادية والسياسية، من خلال جذب الاستثمارات من شراكات دولية وإقليمية، والترويج السياحى، والترويج للمنتجات المصرية.

وعلى هذا الأساس شكلت الدولة المصرية لجنة من عشر وزارات برئاسة رئيس الوزراء لتنظيم هذا الحدث المهم وينبثق من هذه اللجنة الرئيسية ثلاث لجان فرعية وهي اللجنة السياسية، واللجنة التنظيمية، واللجنة المالية.

فرصة لاستعراض مصر مشروعاتها أمام العالم 

كما أن هناك مكاسب لمصر على المستوى الدولى كفرصة لإبرام شراكات وتوفير مصادر تمويل إضافية من المنظمات الدولية لتمويل مشروعات التصدى لتغير المناخ بمصر، إضافة إلى أهمية المؤتمر على المستوى البيئى فى تعزيز جهود الدولة فى تنفيذ استراتيجيتها للتنمية المستدامة 20-30.

ويعد المؤتمر فرصة لاستعراض مصر للمشروعات التى يتم استخدام الطاقة النظيفة مثل مشروعات النقل (المونوريل- القطار الكهربائي- الأتوبيس التبادلى الذى يعمل بالطاقة الكهربائية) وكذلك مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة مثل مشروع محطة بنبان بأسوان والتى تعد أكبر محطة توليد كهرباء للطاقة الشمسية فى العالم.

مكاسب مصر من مؤتمر المناخ
مكاسب مصر من مؤتمر المناخ

وفي هذا الإطار يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، إن مؤتمر المناخ سوف يعكس دلالات مهمة تتعلق باستقرار النظام السياسي والاقتصادي والأمني في الدولة، مما يساعد على ترويج السياحة والاقتصاد والاستثمار والمستثمرين. 

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مشاركة كل تلك الدول في هذا المؤتمر تعود بالنفع على الترويج للدولة المصرية، من الناحية الإقليمية والدولية، ومنها: الاستقرار السياحي وازدهار السياحة والاستقرار الأمني، مما يؤكد على الاستقرار الأمني القومي بالدولة. 

استغلاله كخريطة تسويق سياسي واقتصادي وأمني 

وأشار فهمي، إلى أنه يجب على الدولة استغلال هذا المؤتمر في جعله خريطة تسويق سياسي واقتصادي وأمني، على كافة المستويات، وبالتالي يكون هذا الدور على الهيئة العامة للاستعلامات والمكاتب الإعلامية بالخارج، ودور السفارات والقنصليات المصرية بالخارج، ويجب نقل كل ما يحدث بالمؤتمر باللغة الأجنبية في البلاد الأخرى. 

الدكتور طارق فهمي
الدكتور طارق فهمي

ومن جانبه، قال الدكتور إيهاب الدسوقي، الخبير الاقتصادي، إنه لا شك أن استضافة مصر لقمة المناخ لها فوائد عديدة للدولة، ومنها: السمعة والثقة والاستقرار في مناخ مصر، حيث إن هناك عددا كبيرا يحضر المؤتمر من جميع دول العالم. 

وأضاف الدسوقي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مؤتمر المناخ سوف يساعد على ترويج السياحة المصرية، وخاصة بسبب وجود المؤتمر في شرم الشيخ، كما أن المؤتمر سوف يعطي للدولة ثقلا سياسيا، ما يساعد على تقوية الناحية السياسية والاقتصادية بالدولة المصرية. 

وأشار الدسوقي، إلى أن العديد من الحضور الذين يأتون من جميع الدول لهذا المؤتمر بمدينة شرم الشيخ، سوف يقومون بإنفاق الأموال التي تعد إيرادات للدولة، ما يساعد على ازدهار الاقتصاد المصري من العملة الأجنبية. 

الدكتور ايهاب الدسوقي
الدكتور ايهاب الدسوقي

يسهم في تعزيز العمق والبعد الإفريقي لمصر

ومن ناحية أخرى، يمكن للدولة استغلال الحديث في تحقيق مكاسب اقتصادية من خلال الاشغال السياحي المتوقع خلال فترة انعقاد القمة، واستغلال الحدث للترويج للسياحة المصرية، وجذب الاستثمارات من خلال عقد شراكات دولية وإقليمية، والترويج للصناعة والمنتجات المصرية والحرف اليدوية من خلال عقد معارض على هامش القمة، وستساهم القمة في دعم وتعزيز العمق والبعد الإفريقي لمصر، حيث ستمثل مصر القارة الأفريقية في استضافتها للمؤتمر، وهو ما يعتبر فرصة لإبراز وتعزيز هويتنا الأفريقية، وعرض القضايا الأفريقية على مائدة الحوار.

كما يعطي فرصة لإتاحة الفرصة لإبرام شراكات وتوفير مصادر تمويل إضافية من المنظمات الدولية لتمويل المشروعات ذات الصلة بالتصدي لتغير المناخ في مصر، والترويج لقصص النجاح المصرية في عدد من القطاعات ومنها الطاقة المتجددة والتحول للاقتصاد المستدام والتنمية الخضراء.

ويساعد على تعزيز جهود الدولة في تنفيذ استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030 والذي يعد البعد البيئي بعدا رئيسيا لها ويوضح اهتمام مصر بتعزيز هذا البعد خاصة في ظل جهود ومساعي التعافي الأخضر لكثير من الدول.

وفي هذا الإطار، يقول الدكتور مجدي سليم وكيل وزارة السياحة الأسبق، إن سياحة المؤتمرات وتجاوب مصر الكبير للمشاكل التي تحدث في العالم ومن ضمنها تأثيرات التغيرات المناخية على البيئة وعلى المجتمعات والدول وتغييرها في شكل وملامح الارض في هذه الدول ومن ضمنها مصر وهذا يوجه رسالة للعالم أن مصر دولة حضارية ولديها نية صادقة للتصدي لمثل هذه التغيرات.

ظواهر التغيرات المناخية التي تظهر بالأرض

وأضاف سليم- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر تساهم مع المجتمعات الدولية بشكل كبير في التصدي لظواهر التغيرات المناخية التي تحدث على الارض بشكل كبير، خاصة أن جزءا كبيرا من تأثيرات التغيرات المناخية منها من صنع الانسان ويتدخل بها الانسان بشكل كبير.

وأشار سليم، إلى أن هناك  أهمية لهذا المؤتمر لمصر من الناحية السياحية خاصة ان قادة وملوك ورؤساء العالم سيحضرون هذا المؤتمر مما يعطي زخماً وتساهم مصر مع المجتمعات الدولية بشكل كبير في التصدي لظواهر التغيرات المناخية التي تحدث على الارض بشكل كبير .

وتوافق معه في الرأي الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، الذي أكد قمة المناخ المنعقدة في مصر لها أهمية كبيرة في أكثر من جانب، فإذا تحدثنا عن الناحية السياحية  نجد أن جميع دول العالم أجمعت على اختيار مصر لقمة cop 27 بدون تردد، مما يدل على مكانة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومدى احترام ومحبة جميع رؤساء دول العالم للرئيس السيسي، وتتجمل مدينة شرم الشيخ الآن وستكون سفير مصر للسياحة، وبالتأكيد ستنتعش مصر سياحياً بعد هذا المؤتمر الضخم". 

واختتم : "يجب أن نتجه إلى تقليل استخدام السيارات التي تعمل بالوقود والاتجاه إلى السيارات الكهربائية وإذا كان هناك نقص في السيارات الكهربائية يمكن اللجوء إلى العادة الشعبية المصرية القديمة " الحنطور" وقائدو الحنطور يرتدون الزي الفرعوني وهذا يعتبر دعاية سياحية لمصر ، ويجب أن تكون المواصلات المتوافرة للحاضرين مجهزة بشكل راق".
 

الدكتور مجدي سليم وكيل وزارة السياحة الأسبق
الدكتور مجدي سليم وكيل وزارة السياحة الأسبق

هنا في مصر.. حدث نادر 

ومن جانبه، قال  الدكتور عماد الدين عدلي، رئيس المكتب العربى للشباب والبيئة، إن مصر أعلنت الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 وانعقاد قمة المناخ بمصر سيساعد مصر بشكل كبير، وهي حتى الآن و قبل انعقادها ساعدت مصر بشكل كبير، من خلال الزخم التي تمتعت به المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والبحثية والعلمية واهتمامها الكبير بمجال التغيرات المناخية.

وعن فكرة خروج هذا المؤتمر بقرارات تنفذ على أرض الواقع قال عدلي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، إن ذلك يعتمد على القرار الحكومي حيث إن مخرجات القمة ستكون عالمية ليست موجهة لمصر فقط بل على المستوى العالمي، مشيراً إلى إنه على صعيد مصر يجب العمل بشكل أكثر جدية وحرفية خاصة ان جميع المؤسسات أصبحت مهتمة بالقضية فعلى الدولة أن توفر منظومة المشاركة الجماعية.

الدكتور عماد الدين عدلي، رئيس المكتب العربى للشباب والبيئة
الدكتور عماد الدين عدلي، رئيس المكتب العربى للشباب والبيئة

وبدأت مصر خطة عاجلة في إنهاء جميع الأنشطة والمشاريع والمصادر التي لها علاقة بالتغيرات المناخية والتلوث البيئي بحلول عام 2035 كما وعد الرئيس السيسي، ويعتبر حدثا نادرا لأي دولة تستطيع فعل ذلك في هذا الوقت القياسي .

وسيكون هناك مدينة أخرى بجانب مدينة شرم الشيخ، ويجري العمل على قدم وساق في تحويل مدينة شرم الشيخ لمدينة خضراء و سيارات تعمل بـ الغاز الطبيعي وتجهيز مناطق لاستقبال الحفلات والتجمعات، ففي المؤتمر العالمي المناخ تتحدث مصر بالنيابة عن إفريقيا ؛ بالرغم من أن الانبعاثات التي تصدر من مصر وإفريقيا لا تتعدى 4% من إجمالي الانبعاث الحراري على مستوى العالم .

والجدير بالذكر، أن هناك دراسة صادرة عن المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، رصدت مكاسب استضافة قمة  المناخ COP27، أولها أن مدينة شرم الشيخ ستتمتع بانتعاشة سياحية ضخمة قد تصل إلى اكتمال فنادقها بصورة كلية خلال فترة القمة، وهو ما حدث في القمة السابقة بجلاسكو التي حضرها 34 ألف مشارك وأضعاف هذا الرقم من الزوار غير المسموح لهم بدخول مكان الحدث.

وأشارت الدراسة إلى أنه بجانب ذلك، تطمح مصر أيضًا إلى مكاسب اقتصادية أخرى تتضمن فرصة التسويق لمشروعاتها القومية الخضراء، خاصة تلك المتعلقة بالطاقة والنقل وإعادة التدوير والزراعة وتوطين الصناعات الخضراء؛ إذ إنها ستكون فرصة مثالية لجذب قدرات أجنبية للاستثمار في قطاعات وطنية مختلفة.

وأوضحت الدراسة أن مصر تسعى كذلك إلى تمرير اتفاقيات دولية مع الاتحاد الأوروبي ودول أخرى؛ لتحسين معدلات تصدير مصر لمنتجاتها ذات الانبعاثات الكربونية المنخفضة إلى تلك الدول، تشمل تلك المنتجات بعض مخرجات قطاع الطاقة والفاكهة والخضروات والأمونيا الخضراء التي يتم إنتاجها بالتزامن مع دخول مصر إلى سباق الهيدروجين الأخضر.