ثم قست قلوبكم.. هل تتحقق الرقية الشرعية بها؟ أزهري يجيب

قال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العالم الأزهري والعميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط،  في بيان مدى وجود الرقية الشرعية من عدمه.

هل يمكن الرقية الشرعية بقول “ثم قست قلوبكم من بعد ذلك”؟ 

حيث يسأل البعض: هناك بعض المتحدثين على الفضائيات يقولون : ليس هناك رقية شرعية،  وأنه من الممكن الرقية بقوله تعالى ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك) فهل هذا صحيح ؟ 

وقال العالم الأزهري ردا على المنكرين الرقية الشرعية:  “هذا خطأ فادح جملة وتفصيلا .. هناك رقية شرعية وردت في كتاب الله تعالى وهناك ما صح في ذلك الأمر عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم” .
واستدل على ذلك بما ورد في صحيح البخاري : ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﻧﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺗﻮا ﻋﻠﻰ ﺣﻲ ﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎء اﻟﻌﺮﺏ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺮﻭﻫﻢ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ، ﺇﺫ ﻟﺪﻍ ﺳﻴﺪ ﺃﻭﻟﺌﻚ، ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻫﻞ ﻣﻌﻜﻢ ﻣﻦ ﺩﻭاء ﺃﻭ ﺭاﻕ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﺇﻧﻜﻢ ﻟﻢ ﺗﻘﺮﻭﻧﺎ، ﻭﻻ ﻧﻔﻌﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﺠﻌﻠﻮا ﻟﻨﺎ ﺟﻌﻼ، ﻓﺠﻌﻠﻮا ﻟﻬﻢ ﻗﻄﻴﻌﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺎء، ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻘﺮﺃ ﺑﺄﻡ اﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻳﺠﻤﻊ ﺑﺰاﻗﻪ ﻭﻳﺘﻔﻞ، ﻓﺒﺮﺃ ﻓﺄﺗﻮا ﺑﺎﻟﺸﺎء، ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻻ ﻧﺄﺧﺬﻩ ﺣﺘﻰ ﻧﺴﺄﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻓﻀﺤﻚ ﻭﻗﺎﻝ: « ﻭﻣﺎ ﺃﺩﺭاﻙ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﻗﻴﺔ، ﺧﺬﻭﻫﺎ ﻭاﺿﺮﺑﻮا ﻟﻲ ﺑﺴﻬﻢ انظر صحيح البخاري كتاب الطب باب الرقى بفاتحة الكتاب حديث رقم ٧٥٣٦
وبين العالم الأزهري أن معنى (ﻳﻘﺮﻭﻫﻢ )  ﻳﻀﻴﻔﻮﻫﻢ.(اﻟﺸﺎء) اﻟﻐﻨﻢ. (ﻳﺘﻔﻞ) ﻳﺨﺮﺝ ﺑﺰاﻗﻪ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ ﻣﻊ ﻧﻔس، وأنه يؤخذ من نص حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن الفاتحة رقية شرعها الله تعالى بنص حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وشدد العالم الأزهري أنه على كل مسلم أن يرقي نفسه أو غيره بفاتحة الكتاب وكلما كان المسلم مخلصا استجاب الله تعالى دعاءه، ويؤخذ من تبويب البخاري لهذا الحديث ما يرد على كل من ينكر الرقية الشرعية فقد جعل عنوان الباب كما سبق (باب الرقى بفاتحة الكتاب). 
كما شدد العالم الأزهري والعميد السابق لكلية أصول الدين بالأزهر على أن العلماء يقولون يعرف فقه البخاري من تبويب الذي كتبه في صحيحه.