قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أهمية إتقان العمل في الإسلام .. مواضعه في القرآن والسنة

القرآن الكريم
القرآن الكريم

أهمية إتقان العمل في الإسلام، يعتبر إتقان العمل واجب الوقت وكل وقت ، فديننا دين الإتقان ، وحضارتنا حضارة الإتقان ، حيث يقول نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) : "إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ".

أهمية إتقان العمل في الإسلام

وعن إتقان العمل ، قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه يجب أن تتضافر جهودنا جميعا لنجعل من إتقان العمل ثقافة عامة هي ثقافة الإتقان في كل شيء: في العلم ، في الصناعة ، في الثقافة ، في العمل الحرفي والمهني والعلمي ، في جميع جوانب حياتنا ، مدركين أن إتقان العمل واجب تحتمه تعاليمنا الشرعية وروحنا الوطنية ، وأن العمل حياة وعز وشرف ، وقد بين لنا ديننا الحنيف شرف العمل وأهميته، فهو سبيل الرقي والتقدم.

إتقان العمل في القرآن والسنة

وذكر أن المتأمل في القرآن الكريم يجد فيه دعوة صريحة للعمل الذي تتحقق به عمارة الكون ومصالح البلاد والعباد والخير للدنيا وما فيها، حيث يقول الحق سبحانه : "هُوَ الذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِليْهِ النُّشُورُ".

كما أن السنة النبوية المشرفة زاخرةٌ بالدعوة إلى العمل وإتقانه والجدِّ فيه، باعتباره شرفًا يحفظ للإنسان كرامته، حيث يقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ" ، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ دَاوُدَ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ" وفي رواية : " كان نبي الله داود عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده " ويقول (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ باتَ كَالاًّ مِنْ عَمَلهِ بَاتَ مَغفوراً لَه" ، وكان سيدنا عمر (رضي الله عنه) يقول: "لَا يَقْعُدُ أحدكم عن طلب الرزق يقول: اللهمَّ ارْزُقْنِي؛ فَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ السَّمَاءَ لَا تمطر ذهبًا ولا فضة".

عوامل إتقان العمل
كما أن علينا مجتمعين متعاونين أن نعمل على ترسيخ العوامل والوسائل والآليات التي تعين على تحقيق ثقافة الإتقان و الإخلاص في العمل ، ومن أهمها :
١ - التدريب والتأهيل النوعي التراكمي المحترف المستمر .
٢ - ترسيخ مبدأ وثقافة الحق والواجب، أو الحق مقابل الواجب، وهو أحد أهم المبادئ العادلة التي تسهم في إصلاح المجتمع، ومن ذلك حق العامل وحق العمل معًا ، فمن أخذ الأجر حاسبه الله على العمل، والعقد شريعة المتعاقدين، وقد أمرنا رب العزة بالوفاء بالعقود، فقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ" .
٣ - حسن مراقبة الله (عز وجل) في كل جوانب حياتنا : قولا وعملا ، سرا وعلنا ، فقد حثنا ديننا الحنيف على مراقبة الله (عزو جل) في السر والعلن قبل مراقبة الخلق، لأن الخلق إن غفلوا عن المراقبة أو المتابعة، فهناك من لا يغفل ولا ينام ، ولا تأخذه سنة ولا نوم، حيث يقول سبحانه: "الله لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ" ، ويقول (عز وجل) : "مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" ، ويقول سبحانه وتعالى على لسان لقمان (عليه السلام) : "يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ" .
٤ - ضرورة تطوير الذات وتسليحها بالعلم والثقافة والتعلم المستمر، دون حياء أو استكبار ، فمجالات العلم ومستجداته لا تتوقف ما دامت الحياة مستمرة ، وما دامت الوقائع والمستجدات والمستحدثات تتّابع، وهو ما فهمه علماؤنا الأوائل حين قالوا: العلم من المهد إلى اللحد، وقدر كل امرئ ما كان يحسنه، وقيمة المرء على قدر ما يجيده ويتقنه، ولم يعد بإمكان أحد أن يشق طريقه بغير العلم والوطنية والإخلاص والتفاني والجد في العمل.

وأكد أن تحول الإتقان إلى ثقافة أمر لا محيص ولا مناص منه في عالم متقدم سريع التحديث والتطور لا مكان فيه لغير العلم والعمل وتحويل ثقافة الإتقان إلى واقع عملي في سائر جوانب حياتنا.