الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

cop27.. التغيرات المناخية تخفي ما نحبه وجهود مصرية لمواجهة الأزمة

الزراعة والتغيرات
الزراعة والتغيرات المناخية وجهود الدولة

تستمر فعاليات قمة الأمم المتحدة لـ المناخ "كوب 27"، لمدة أسبوع آخر في مدينة شرم الشيخ المطلة على البحر الأحمر، بعد تسليم بريطانيا رئاسة الدورة السابعة والعشرين من قمة المناخ إلى مصر.

قمة المناخ 

قمة المناخ والاستعداد للمواجهة

تسعى الدول المشاركة في مؤتمر المناخ 2022 للاتفاق على زيادة نسبة تخفيض معدلات انبعاثات الغازات الدفيئة وثاني أكسيد الكربون، بما يتماشى مع تقليل معدل زيادة درجة حرارة الكوكب إلى أقل من 1.5 درجة مئوية.

وعلى الرغم من أن مصر من أقل دول العالم اسهاما في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عالميا، إلا أنها من أكثر الدول المعرضة للمخاطر الناتجة عن تأثيرات التغيرات المناخية، والتي تتطلب تعاونا دوليا، بالإضافة إلى التعامل معها وفقا للمعايير والأهداف والسياسات للتقليل من وطأتها، بما يتماشى مع رؤية 2030 وفق خططها الاستراتيجية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وهناك الكثير من الأشياء التي تختفي مع مرور الوقت ومنها خاصة تدهور الإنتاج الزراعي وتأثر الأمن الغذائي.

ويوجد الكثير من المواد الغذائية المعرضة للانقراض نتيجة لتغير المناخ، وكذلك اختفاء محاصيل ونباتات زراعية، اضافة إلى تآكل الأراضي الزراعية وزيادة ملاحتها ونقص انتاجية المحاصيل وتغير المناخ التي يسبب اختلاف في مواسم الزراعة التي تهدد الأمن الغذائي.

وخلال السنوات الماضية ظهرت خطورة التغيرات المناخية على كل قطاعات الإنتاج الزراعي ودليل على ذلك في صيف 2021 كان هناك ارتفاع غير معتاد في درجات الحرارة بمتوسط يتراوح من 3 إلى 4 درجات مئوية فوق المعدلات الطبيعية.

الزراعة وتأثير التغيرات المناخية 

سببت الموجة الحارة تراجع معدلات انتاج المحاصيل من الخضار والفاكهة وتعرض قطاع الزراعة لخسائر كثيرة جدا، لأن الزراعة من أكثر القطاعات تأثر بالتغيرات المناخية.

وهذا التغير يكون مرتبط بشكل مباشر بتغير الفصول ومواعيد الشتاء والقدرة على تلبية احتياجات النبتات من البرودة والضوء ودرجات الحرارة والرطوبة، بجانب أن التغيرات المناخية تأثر على معدل منسوب المياه في المحطات والبحار، وكل ذلك يسبب ملوحة للأراضي الزراعية مع اختلاف مواعيد الزارعة، وهو ما يسبب انتشار البكتيريا والأمراض والفيروسات التي تختلف بدرجة الحرارة والبرودة.

وبسبب التغيرات المناخية تراجعت انتاجية بعض المحاصيل نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وكانت أبرز المحاصيل التي شهدت تراجع الزيتون والمانجو.

 تراجع الزيتون والمانجو

التوعية بعملية الطقس والمناخ 

وهناك دور فعال لوزارة الزراعة يتمثل في اصدار تطبيق إلكتروني تحت اسم “هدهد” ومتاح لكل الهواتف المحمولة التي يستخدمها الفلاحين والتطبيق يضم نشرات توعية خاصة بعملية الطقس والمناخ.

وأدى تغير المناخ لتدهور الصحة العامة، حيث تؤثر التغيرات المناخية بشكل مباشر على الصحة عند حدوث عواصف أو فيضانات، وارتفاع درجات الحرارة، وبشكل غير مباشر من خلال التغيرات الحيوية لمدى انتشار الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات.

كما أن مصر معرضة بسبب ارتفاع درجة حرارتها الزائدة عن معدلاتها الطبيعية، لانتشار أمراض النواقل الحشرية مثل: الملاريا، الغدد الليمفاوية، وحمى الضنك، وحمى الوادي المتصدع.

وتواجه مصر تحديا كبيرا في مجابهة أزمة التغيرات المناخية وتداعياتها على العديد من القطاعات الرئيسية، والأكثر تأثيرا في الاقتصاد المصري، والتي يأتي على رأسها قطاع الزراعة. 

ويُعد قطاع الزراعة من أكثر القطاعات تأثرًا بأزمة التغيرات المناخية في مصر، فقدرة القطاع على تجاوز ضغوطات التغيرات المناخية ضعيفة، خاصة بالنسبة للمجتمعات الريفية التي تعتبر من أكثر المجتمعات تضررًا من التغيرات المناخية لضعف البنية التحتية القادرة على التكيف مع تلك التقلبات أو مواجهة انعكاساتها السلبية، سواء من خلال تبني سياسات استباقية ووقائية، أو من خلال مدى قدرتها على تنويع المحاصيل ومواسم الزراعة، أو عن طريق استحداث أساليب جديدة في الزراعة والري تكون أكثر تكيفًا وكفاءة في التعامل مع التحديات المناخية المتنوعة.

الأراضي الزراعية 

 ندرة الموارد الطبيعية

يوجد انعكاسات نتيجة أزمة التغيرات المناخية على قطاع الزراعة في مصر مما يتسبب في ندرة الموارد الطبيعية المُغذية للنشاط الزراعي.

ويعتمد قطاع الزراعة بشكل أساسي على حجم ونوعية الموارد الطبيعية المُتوفرة من تربة خصبة صالحة للزراعة ومياه عذبة للري.

وتعاني مصر بسبب موقعها الجغرافي من ارتفاع درجات الحرارة على مدار العام، ووقوع أغلب أراضيها في مساحات صحراوية جافة وشبه جافة، وأقاليم ذات ندرة نسبية في الأمطار، ما أدى لمحدودية مصادر الموارد المائية العذبة، والاعتماد الرئيسي على نهر النيل المسئول عن حوالي 97% من الاحتياجات المائية، والذي قد يتأثر منسوبه أيضًا باختلاف معدلات الفيضان السنوي.

حجم وجودة الإنتاجية الزراعية

تعد المناطق الساحلية من أكثر المناطق المصرية عُرضة للانعكاسات السلبية لتغير المناخ، ذلك أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي لتنامي ظاهرة ذوبان الجليد والتي تُسفر بدورها عن ارتفاع منسوب المياه في العديد من البحار والمحيطات، ما سينعكس سلبًا على حجم الانتاجية الزراعية بسبب تسرب المياه المالحة إلي المياه الجوفية.

فضلاً عن ذلك، هناك بعض المحاصيل التي قد لا تواجه أزمة في كمية الانتاجية بقدر ما تواجه أزمة في الجودة بسبب التقلبات المناخية وما ينتج عنها من تلف التربة الزراعية وانتشار الآفات، ونقص حجم وجودة الموارد المائية، حيث تصبح المحاصيل الزراعية أقل نضجًا، وأكثر عُرضة للتلف والإصابة بالأمراض خاصة خلال عمليات التخزين والنقل.

جهود مصر مستمرة 

قامت الدولة بجهود عظيمة نتيجة التغيرات المناخية وآثارها على الانتاجية والجودة والقيمة الغذائية لبعض المحاصيل الغير تقليدية والحد من آثارها السلبية والحلول المبتكرة لمواجهتها.

بجانب العمل على انتاجية مزارع الفاكهة النامية تحت الظروف المناخية المعاكسة في الأراضي حديثة الاستصلاح في مصر.

والحرص على أن يتم ظهور محاصيل جديدة فى الزراعة المصرية تتحمل الاجهادات البيئية المختلفة ومن أهمها الاجهاد الملحي والجفاف وهي من الأثار المباشرة للتغير المناخي.

ويأتي مؤتمر المناخ بحضور 197 دولة من أجل مناقشة التغير المناخي، وما ينبغي أن تعتمده بلدان العالم من سياسات واستراتيجيات مستدامة لمواجهة الأضرار الناجمة عن التغييرات المناخية كالاحتباس الحراري، وزيادة الانبعاثات الكربونية وسبل معالجتها، بشكل عاجل.

قمة المناخ