EN 
فى كل يوم نرصد قصة وحكاية، أبطالها، يتصفون بصفات وأخلاق رفيعة وحميدة، ليجسدوا بذلك نماذج مشرفة يحتذى بها فى كل وقت وحين، وينطبق عليهم مقولة "جدعنة ولاد البلد".
وفى هذا الإطار نستعرض عبر منصة "صدى البلد" قصة وحكاية شاب نوبى من أبناء محافظة أسوان وهو أحمد سيد حسن، صاحب الـ 37 عاماً، والذى ضرب أروع الأمثلة فى النزاهة والشرف والأمانة عقب قيامه برد مبلغ 50 ألف جنيه تم تحويلها لحسابه بطريق الخطأ من أحد الأشخاص، ولم يقوم بآخذها وإنتهاز هذه الفرصة، رغم ظروفه المعيشية والأسرية الصعبة التى يمر بها بعد بيع سيارته لشراء أخرى للسعي وراء لقمة العيش.
لقمة العيش
ويروى الشاب النوبى ابن قرية أدندان النوبية بمركز نصر النوبة شمال أسوان، صاحب المعدن الأصيل، والذى نفتخر ونعتز به لما يتمتع به من الأمانة والشرف تفاصيل هذه الواقعة، والتى صار بطلها حيث أنه بمجرد أن تواصل معه صاحب المبلغ المالى استرجعه على الفور حتى أنه رفض الحصول أي أموال كمقابل من صاحب المبلغ على أمانته، أو ما يطلق عليه بالعامية "حلاوة".
وقال أحمد سيد بأنه يعمل سائق، وكان يمتلك سيارة متهالكة ونوعها "بيجو" 7 راكب، وأنه قرر بيعها وحققت سعر 35 ألف جنيه، وقرر أن يدفع هذا المبلغ في أحد البنوك ليشتري سيارة أخرى غيرها بنظام التقسيط ليسعى وراء رزقه وتحقيق مصدر رزف أمان لأطفاله وأسرته بها.
جدعنة ولاد البلد
صاحب هذه الأموال مقيم في محافظة أخرى خارج أسوان، وعندما أخبره بأن هذه الأموال يحتاجها بشدة نظرًا لإجراء أحد أفراد أسرته لعملية جراحية ويتمنى أن يردها إليه مرة أخرى.
وأوضح أنه في بداية الأمر لم يصدق وتوقع أن يكون هذا مزحة وليس أكثر، ولكنه حتى يتأكد من حقيقة كلام المتصل أخبره أن يرسل إليه قسيمة الإيداع المكتوب بها قيمة المبلغ وهي 50 ألف جنيه التي تم وضعها في حسابه عن طريق الخطأ، وأنه عند ورود القسيمة من صاحب المبلغ عن طريق تطبيق "الواتساب آب" تأكد أنها ليست مزحة.
وأشار الشاب الأمين إلى انه بعد ما تأكد، قال لصاحب المال بكرة هروح البنك ولو ليك حق هرجعه ليك تاني، أنا مفكرتش لحظة إني آخد الفلوس لأنها مش من حقي، وروحت تاني يوم وأول ما أتأكدت إن المبلغ فعلاً إتحول في حسابي، وعلى الفور قمت بتحويل المبلغ له على طول، مؤكداً أن هذه هى طباع أبناء النوبة، لأنهم تربوا على ذلك، والنوبة والنوبيين مشهورين دائماً بالأمانة، والحمد الله على كل حال، وربنا يرزقنا بالحلال ونربي عيالنا بالمال الحلال.
