EN
خطبة الجمعة من السيدة نفيسة
الدكتور خالد صلاح الدين حسونة يلقي الخطبة ويؤكد:
الدين ليس بمعزل عن حركة الكون وعمارته
النبي كان يحب جبل أُحُد لأنه جزء من الوطن
حفظ الأوطان والنفس الإنسانية من مقاصد جميع الأديان
ألقى الدكتور خالد صلاح الدين حسونة مدير مديرية أوقاف القاهرة، خطبة الجمعة، اليوم من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة، متحدثا في الخطبة عن موضوع “الدين والوطن والإنسانية.. بناء لا هدم”.
وقال الدكتور خالد صلاح الدين حسونة مدير مديرية أوقاف القاهرة ، إن الأديان السماوية كلها إنما جاءت لتحقيق مصالح البلاد والعباد.
وأضاف خالد صلاح الدين، في خطبة الجمعة اليوم، من مسجد السيدة نفيسة، والتي كانت تحت عنوان "الدين والوطن والإنسانية.. بناء لا هدم"، أنه حيثما تكون المصلحة فثم شرع الله الحنيف، والدين ليس بمعزل عن حركة الكون وعمارته، لأنه فن صناعة الحياة لا الموت، وثقافة البناء لا الهدم.
واستشهد بقول الله تعالى (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ) وقوله تعالى (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ).
وذكر خطيب الأوقاف، دعوة سيدنا شعيب لقوله التي قال فيها (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ) وكذلك وصية سيدنا موسى أخاه هارون (وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ).
وأكد الشيخ خالد صلاح الدين، أن الدين والوطن يتكاملان ولا يتناقضان بل ويرسخان لأسس العمل والبناء والتعمير، فحب الأوطان غريزة جبلت عليها كل الكائنات، وقد جلى لنا النبي هذا المعنى حينما أخرجه قومه من مكة ، فنظر إليه وقال "والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله، وأحب البلاد إلي، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت".
وأشار إلى أن النبي الكريم لما قدم المدينة قال "اللهم إن إبراهيم دعا لمكة وأنا أدعوك للمدينة، اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا لمكة وأشد" فهذه هي الترجمة العملية لمحبة الأوطان، فإن محبة الأوطان لا تكون بالكلام والشعارات وإنما تكون بالتطبيق العملي والإنتاج والإتقان والإخلاص.
وقال الدكتور خالد صلاح الدين حسونة مدير مديرية أوقاف القاهرة ، إن الإمام الحافظ الذهبي، عدّد لنا جملة من الأشياء التي كان يحبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
وأضاف خالد صلاح الدين، في خطبة الجمعة اليوم، من مسجد السيدة نفيسة، والتي كانت تحت عنوان "الدين والوطن والإنسانية.. بناء لا هدم"، أن النبي الكريم كان يحب جبل أحد، لأنه كان قطعة من أرض وطنه.
وأكد أن الدين والوطن والإنسانية تجتمع على الدعوة إلى التكافل والتآلف والتراحم بين الناس جميعا، وليس بين المسلمين وفقط.
وذكر أن أولى وصايا النبي - صلى الله عليه وسلم - للناس في المدينة قال فيها "أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا جنة ربكم بسلام".
وقال الدكتور خالد صلاح الدين حسونة مدير مديرية أوقاف القاهرة ، إن الترجمة الحقيقية للدين والوطن والإنسانية تدعونا إلى تحقيق التعايش السلمي والتسامح بين الناس جميعا.
وأضاف خالد صلاح الدين، في خطبة الجمعة اليوم، من مسجد السيدة نفيسة، والتي كانت تحت عنوان "الدين والوطن والإنسانية.. بناء لا هدم"، أن حب الأوطان من مقاصد الأديان، وحفظ النفس الإنسانية وحفظ كرامتها، من مقاصد ديننا الحنيف.
واستشهد بقوله تعالى (َلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) منوها أن الأديان كلها سماحة ويسر.
وأكد أننا بحاجة في هذه الأيام إلى الوعي للعلاقة بين الدين والإنسانية والوطن، حتى يتحقق لنا الأمان والاستقرار.
