فتاوى وأحكام
حكم إزالة الشعر من الأماكن الحساسة بالليزر.. هل يجوز الاطلاع على العورة؟
هل يجوز القسم بالأماكن والأشخاص التي عظمها الله.. علي جمعة يجيب
هل يجوز تبادل كلمات الحب والغزل في فترة الخطوبة؟.. أمين الفتوى يجيب
هل يجوز الدعاء على من ظلمني؟ .. نصيحة من عالم أزهري
حكم عمل المرأة مساج للرجل.. رد قوي من الداعية محمد أبو بكر
كيف يمكن للعاصي أن يصبح من أولياء الله الصالحين؟
فى البداية ورد سؤال مضمونة: حكم إزالة الشعر نهائيا في أماكن العورة، لا حرج على المرأة في إزالة الشعر الزائد عن جسمها فيما سوى العورة عن طريق الليزر عند الطبيبة إذا لم يسبب لها ذلك ضررا، لحديث الموطأ: لا ضرر ولا ضرار، أما العورة فالأصل أنه لا يجوز كشفها لغير ضرورة معتبرة شرعا أو حاجة تقرب منها ولو كان من يتولى ذلك امرأة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ، وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ. رواه مسلم.
قالت دار الإفتاء إن إزالة الشعر سواء العانة أو الإبطين بأي طريقة جائز شرعًا ، وأنه لا بأس من إزالة الشعر لو كانت الإزالة دائمة سواء استخدام الليزر لكن يكون هذا الأمر من نفس الجنس فيفعل ذلك الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة.
وكان في معرض الإفتاء نصًا : قال تعالى "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ خلق الله تعالى الإنسان مفضلًا على غيره من جنس الحيوان، وله الحق في الزينة لكن بالضوابط الشرعية وقال تعالى "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ، ولما سأله رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ أخرجه مسلم.
وحث النبيفى السنة النبوية على التزين والنظافة العامة وذلك في الحديث الشريف أن من الفطرة التى فطر الله الناس عليها، وكان عليها النبيون- عليهم السلام- خصالًا ينبغى أن يأخذ الناس بها، فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: الْفِطْرَةُ خَمْسٌ- أَوْ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ- الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ)) متفق عليه، وأخرج البخاري نحوه عن ابن عمر.
فيما قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إن من مظاهر تعظيم قبر النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكره ابن كثير ابن كثير رحمه الله، حيث قال : «وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو النصر الصباغ في كتابه الشامل هذه القصة المشهورة عن العتبي قال : « كنت جالسًا عند روضة النبي ﷺ، فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول : ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا﴾ [النساء :64] وقد جئتك مستغفرًا لذنبي مستشفعًا بك إلى ربي ثم أخذ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ** فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ** فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي ﷺ في النوم فقال : يا عتبي الحق الأعرابي فبشره بأن الله قد غفر له. [تفسير ابن كثير ،والبيهقي في شعب الإيمان].
وأضاف جمعة عبر الفيسبوك:" أن المؤمن يعتقد أن للزمان والمكان والأشخاص والأشياء حرمة، وهو يراعيها في تعامله معها، فالمؤمن يدرك أن الله جعل من بين الأزمان أزمانا مباركة وأعلى قدرها، كما جعل من بين الأماكن أماكن مباركة، ومن بين الأحوال أحوالا مباركة، وجعل من بين الأشخاص أشخاصا مباركة، وجعل من بين الأشياء أشياء مباركة، وذلك لأن الله سبحانه هو خالق كل هذه العوالم وهو يختار منها ما يريد له التعظيم والإجلال، قال تعالى : ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [القصص :68].
وتابع: نعيد ذكر ما قاله الإمام السبكي في تقديس المسلمين للقبر الشريف حيث قال : «أما المدفن الشريف فلا يشمله حكم المسجد، بل هو أشرف من المسجد، وأشرف من مسجد مكة (يعني بيت الله الحرام) وأشرف من كل البقاع، كما حكى القاضي عياض الإجماع على ذلك، أن الموضع الذي ضم أعضاء النبي ﷺ لا خلاف في كونه أفضل.. ثم قال : ونظم بعضهم:
جزم الجميع بأن خير الأرض ما ** قد أحاط ذات المصطفى وحواها
ونعم لقد صدقوا بساكنها علت ** كالنفس حين زكت زكا مأواها»
[فتاوى السبكي، ج1 ص 278] والذي قال هذه الأبيات هو محمد بن عبد الله البسكري المغربي، فهو يقدس من عالم الأشياء ما عظمه الله من الكتب التي حوت على الوحي الشريف، والموضع الذي ضم جسد الحبيب ﷺ، وكل ما اتصل بما عظمه من عالم الأشياء فهو يعظمه.
واختتم علي جمعة: وترتب على ذلك قضية القسم بما عظم ربنا سبحانه وتعالى، حيث رأى بعض العلماء أنها في الحقيقة تعظيم لله، وأنها ليست من باب النهي عن الحلف بغير الله من آلهة المشركين، فقد نقل ابن حجر عن ابن المنذر قوله : «اختلف أهل العلم في معنى النهي عن الحلف بغير الله، فقالت طائفة : هو خاص بالأيمان التي كان أهل الجاهلية يحلفون بها تعظيمًا لغير الله تعالى كاللات والعزى والآباء، فهذه يأثم الحالف بها ولا كفارة فيها، وأمّا ما كان يؤول إلى تعظيم الله كقوله : وحق النبي، والإسلام، والحج، والعمرة، والهدي، والصدقة، والعتق، ونحوها مما يراد به تعظيم الله والقربة إليه فليس داخلاً في النهي، وممن قال بذلك أبو عبيد وطائفة ممن لقيناه، واحتجوا بما جاء عن الصحابة من إيجابهم على الحالف بالعتق، والهدي، والصدقة ما أوجبوه مع كونهم رأوا النهي المذكور، فدل على أن ذلك عندهم ليس على عمومه ؛ إذ لو كان عامًّا لنَهَوْا عن ذلك ولم يوجبوا فيه شيئًا». [فتح الباري].
ثم ورد سؤال مضمونة: هل يجوز تبادل كلمات الحب والغزل في فترة الخطوبة .. قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن لـ الحب معانً كثيرة، ومنها قول الصديق لصديقه: إني أحبك، ومعناها التقدير والاحترام وأنه يقدر دور هذا الصديق في حياته.
وأضاف الدكتور عمرو الورداني عبر فيديو بثته دار الإفتاء على قناتها الرسمية على يوتيوب، ردًا على سؤال: هل يحق لنا التصريح بكلمات الحب قبل الزواج ؟ أن هناك معنى آخر للحب وهو ميل قلب الشخص لغيره من الجنس الآخر، مؤكدًا أن هذا النوع لابد أن يكون مصحوبًا بنوع من الميل إلى التواصل الجسدي.
وأوضح أن هناك نوعًا ثالثًا من معاني الحب، وهو الإعجاب الذي يعد أولى خطوات حب الميل القلبي.
وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء أن تصريح الشاب أو الفتاة لغيره بالحب الذي معناه الميل القلبي، لايجوز قبل الزواج، لأن الميل القلبي يقتضي الميل التواصل الجسدي.
وأوضح أن كلام الخاطب مع مخطوبته قبل الزواج؛ جائز إن كان بالمعروف، مشيرًا إلى أن المشاعر التي تكمن داخل نفس الإنسان لا يحاسب الإنسان عليها، بخلاف السلوك والتصرفات التي يترجمها الشخص بناءً على هذه المشاعر.
وتابع أن هذه المشاعر الكامنة في قلب الإنسان لابد أن يتم إحاطتها بإطار شرعي وأخلاقي؛ حتى لا يحدث تجاوز جسدي أو لفظي، ناصحا الشاب والفتاة بتأجيل التصريح بالحب قبل الزواج، معللًا بأن تكرار التصريح قد يؤدي إلى ضياع القيم التي يجب الحفاظ عليها أثناء فترة الخطوبة.
هل يجوز الدعاء على من ظلمني ؟ .. سؤال ورد إلى الشيخ رمضان عبد الرازق الداعية الإسلامي عبر صفحته الرسمية ، وأجاب قائلا : أيها المظلوم لا تحزن ، كل ساق سيسقى بما سقى ، والدليل من حديث الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: اللهم ما متعني بسمعي وبصري واجعله الوارث مني وانصرنا على من يظلمني وخذ بثأري منه .
وأضاف عبد الرازق خلال فيديو له عبر صفحته الرسمية ، يجوز الدعاء على من ظلمك ، وأنصحك بقول (وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد) ( فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب) .
ونصح عبد الرازق كل مظلوم بأن يقول :(حسبي الله ونعم الوكيل في كل من ظلمني ) وهذه ذكرت في القرآن الكريم ، ورددها النبي صلى الله عليه وسلم عندما اجتمع أهل مكة في حمراء الأسد ، فقال النبي (حسبنا الله ونعم الوكيل ) .
أجاب الشيخ محمد أبو بكر، الداعية الإسلامي، عن سؤال ورد اليه خلال لقائه ببرنامجه “ اني قريب”، المذاع عبر قناة النهار، مضمون السؤال: حكم الشرع في أن يقوم الزوج بعمل مساج مع العلم أن الذي تقوم به فتاة، وهو يبرر أن مثلها مثل الطبيبة فى وجهة نظره، وأننى زعلانة على أمر لا يستحق الغضب "؟.
ورد " أبو بكر" قائلاً:" الزوجة لما غارت عليك فغيرتها دليل الإيمان وعلى غيرتها على حرمة الله ودينه"، وأما أنت فاعلم أنك موقوفًا بين يدي الله تعالى، وأن كل لمسة طبعتها هذه المرأة على جسدك فأنت محاسب، مؤكدًا أن الحلال بين والحرام بين، فحين يدخل مركز مساج عليه أن يسأل أولًا من هو المتخصص والأفضل أن يكون رجلًا، فلا أدري أي الآراء التي تجيز للرجل أن ينام شبه عاريًا أمام امرأة يدها تمر على سائر جسده ثم لا يفتن، وقد علمنا ديننا أن لا نختلى بامراة حتى وإن كنا نعلمها القرآن الكريم، وقد علمنا ديننا الحنيف أن لا يخلو رجل بامرأة، وإن كان هو يوسف الصديق وهي السيدة مريم، هذا هو الدين وقواعده.
وحذر أن يسير الناس وفق عادات وفدت إلينا من الغرب، مؤكدًا أن هذه هي الكارثة التي ستأتي بأجل الأمة.
وأشار إلى أننا نقلد الغرب في الأمور السيئة فقط فلا نقلدهم في اتقان العمل أو في الاستيقاظ مبكرًا، ولا في أي شيء مفيد، ناصحًا الزوج بأن يتق الله.
كيف يمكن للعاصي أن يصبح من أولياء الله الصالحين؟.. سؤال بينه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، من خلال برنامج “من مصر”، على شاشة سي بي سي.
وقال علي جمعة، إنه بدون شك أن باب الولاية مفتوح للجميع، فلا تقتصر على عصر ولا زمن معين، فهي لكل زمان ومكان ولكل الأشخاص وفي جميع الأحوال فلا تفرقة بين غني و فقير، جاهل أو عالم، ذكر أم أنثى.
وشدد علي جمعة أنه يستطيع العاصي أن يكون ولياً بأن يترك المعصية، وأن يترك البعد ويقترب من الله عزوجل، وأن يترك شجرة المعاصي، مشيراً إلى قوله تعالى:"وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ".
وتساءل: هل هناك شروط لحفظ القرآن؟!، هل الفقير لا يتعلم القرآن، ونقول له لأولاد العائلات فقط؟!، ليؤكد أن باب تعلم القرآن مفتوح للجميع وقد يتقدم ابن الأسرة المعدمة فيصير من أهل القرآن، وذلك بالتزامه الطاعات والقلب السليم، وأن يكون من أهل القرآن، وأهل الولاية، فيصبح يلهج بذكر الله ويشع من وجهه النور.
وشدد على أن مصطلح الأكابر من أهل الولاية من الصوفية مستمر إلى يوم الناس هذا، لكن لا نطلقه على الأحياء لحين الختام لهم بالوفاة.