الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مدير عام المركز الدولي للبحوث الزراعية لـ صدى البلد: تواجد قوي في قمة المناخ هذا العام.. التركيز على الأمن الغذائي يساهم فى التأقلم أو تقليل الانبعاثات الحرارية.. ولا نخشى اختفاء المحاصيل

محررة صدى البلد فى
محررة صدى البلد فى حوار مع المهندس على أبو سبع

المهندس علي أبو سبع لـ صدى البلد: 

قطاع الزراعة يحظى بساحة معقولة من الحوار في COP 27

تواجد قوي في قمة المناخ هذا العام 

التركيز على الزراعة والأمن الغذائي يساهم فى التأقلم أو تقليل الانبعاثات الحرارية

شمال إفريقيا ومنطقة الصحراء الكبرى من أكثر المناطق ارتفاعا فى الحرارة وبها شح مياه

مصر تحظى بوجود السد العالي ولها قدرة أكبر على تحمل الجفاف أكثر من الدول الإفريقية

التعامل البشري مع قضية التغير المناخي يشترط توافر التمويل اللازم والإمكانيات الخاصة بتنفيذ تعهدات الدول

لا نخشى اختفاء المحاصيل.. وبعضها سيكون له قدرة أعلى على التأقلم

 

الحضور الكبير في مؤتمر المناخ COP 27 هذا العام كان مفاجأة، وذلك من منطلق العمل المناخي سواء فى نظم الابتكار والتأقلم وتقليل الانبعاث الحراري، وكذلك التقدم فى العمل المناخي يتعرض للخطر، فنأمل ان يكون فى العالم استقرار وسلام، هكذا بدأ المهندس على أبو سبع المدير العام للمركز الدولي للبحوث الزراعية فى المناطق الجافة والمدير الإقليمي للمنظمة فى شمال إفريقيا والشرق الأوسط وغرب وجنوب آسيا،  حواره إلى صدى البلد. 

تعليقك على قمة المناخ Cop 27 ومشاركتك فى المؤتمر ؟  

قمة المناخ تجمع سنوي يتم فيه النقاش من خلال الأطراف المتعددة، كل القضايا التى تهم شعوب العالم خاصة فى مجال التغير المناخي، الذي يميز القمة هذا العام هو التركيز على آليات التنفيذ، فضلاً عن أن قطاع الزراعة يحظى بساحة معقولة من الحوار، والابتكار، والحلول والتأثير على الطرق المختلفة للتأقلم مع التغيرات المناخية. 

وكانت هناك عدة مناقشات خلال الأيام السابقة تم استخدامها بشكل إيجابي ومن خلال تبادل الخبرات بين المؤسسات والدول ومنظمات العمل المدني والقطاع الخاص فهناك زخم كبير من الحلول والابتكار الذي يعطي مزيدا من الأمل، فضلاً عن إمكانية التعامل البشري مع قضية التغير المناخي بشرط توافر التمويل اللازم والامكانيات الخاصة بتنفيذ تعهدات الدول. 

ما المختلف هذا العام عن مؤتمر غلاسكو والأعوام السابقة؟

حجم التواجد هذا العام قوي، فضلاَ عن التركيز على الزراعة والأمن الغذائي، ومن الممكن أن يكون لهم دور سواء فى المساعدة على التأقلم أو تقليل الانبعاثات الحرارية، مُشيراً الى أنه بدأ لأول مرة يأخذ شكل حقيقي فى النقاش فضلا عن ظهور أجندات "loss and damage" الضرر من التغير المناخي والمطالبة بالتعويضات، وبعض الدول التى قامت بالمساهمات ولو بشكل رمزي، نأمل أن يأخذ هذا بشكل جدي وأكبر فى المستقبل بحيث أن يكون هناك أمل فى الدول التى ستتضرر بالعمل المناخي. 

ماذا تتوقع بشأن قمة المناخ وتأثيرها على الزراعة ؟

سيكون هناك تركيز على قطاع الزراعة بشكل واضح أكبر هذا العام من الأعوام السابقة وهذا يعطينا أمل ان يكون لها دور أكبر فى السنوات القادمة، وسيكون هناك تمويل على الابتكار والاستثمار فى الابتكار الزراعي وخفض الاستهلاك المائي وتعظيم الكفاءات فى استخدام تكنولوجيات توفير المياه خاصةً فى المناطق الجافة التى يكون بها شح كبير فى المياه، فى احتياج لمزيد من الاستثمارات لهذا القطاع حتى نستطيع أن نتعامل فى المستقبل مع السيناريوهات التى ترجح مزيد من الشح فى المياه وارتفاع درجات الحرارة. 

ماهي أكثر المناطق المعرضة للجفاف نتيجة التغير المناخي ؟ 

لا نستطيع أن نشير لمنطقة بعينها لكن هناك مؤشرات واحتمالات، فهناك منطقة شمال إفريقيا ومنطقة الصحراء الكبرى من أكثر المناطق ارتفاعا فى الحرارة وأكثر المناطق التى بها شح مياه، وعدد من الدول العربية مثل الأردن والمغرب.

وبدأنا نلاحظ ارتفاع فى درجات الحرارة أعلى كثيرا من المعدل الطبيعي هذه المناطق الحرارية بدأت فى النزوح شمالا وجنوبا، فضلاً عن أن المناطق الجافة سيكون بها ازدياد فى الجفاف وستزداد درجات الحرارة والاستثمارات المطلوبة فى مجال التأقلم مع ارتفاع الحرارة وشح المياه سيكون مطلوب، هناك بُعد أخر وهو مع ارتفاع الحرارة وتغير مواسم الزراعة سيكون هناك انواع جديدة من الآفات والجرثومات التى ستظهر فلابد أن نستخدم الأصول الوراثية لتطوير المحاصيل القائمة حتى تكون قادرة على الظروف التى لم تكن متواجدة قبل ذلك . 

من وجهة نظرك.. ماهي الحلول التي يمكن اللجوء إليها لمواجهة الجفاف؟

نبدأ بالمركز الدولي للبحوث الزراعية، فالمركز يتواجد فى شمال إفريقيا والشرق الاوسط مروراً بأجزاء من آسيا، لينا تواجد قوي فى تونس، والمغرب، ومصر، وسوريا، ولبنان، والأردن، والهند، وأوزباكستان.

ويعمل المركز على تطوير المحاصيل التقليدية التى تجود فى هذه المناطق مثل القمح، الشعير، العدس، الذرة، والفول، وتطويرها من خلال استخدام الاصول الوراثية الموجودة فى بنوك الجينات والحصول على الخصائص من بنوك الجينات بتطوير المحاصيل الحالية حتى تكون مستقبلاً قادرة على الانتاج بزيادة واحتياج أقل من المياه. 

أما الشق التانى: هو تطوير تكنولوجيات استغلال المياة وزيادة كفاءتها. 

والجزء الثالث هو مجال الانتاج الحيواني وبالأخص فى مجال الماعز والاغنام الأكثر استقرارا وتطلبا للمنطقة.

وفيما يخص جمهورية مصر العربية على سبيل المثال مصر تعد من أكثر الدول الأعلى فى انتاج القمح على مستوى العالم، المشكلة ليست فى زيادة الانتاجية لكن فى وجود أصناف قادرة على تحمل الملوحة ودرجات حرارة أعلى وهذا من خلال البرنامج المشترك مع مركز البحوث الزراعية.

الأمر الثاني الاستثمارات فى محاصيل اخرى مثل الشعير الاكثر تأقلما فى درجات الحرارة واحتياجته المائية اقل، فضلاً عن أن له تطبيقات جيدة جداً فى مجال إنتاج رغيف العيش.

وكذلك منظومة البدائل للأعلاف أيضا، فبدأنا نطور على سبيل المثال استخدام الصبارات الملساء أو الصبار الأملس وتقطيعه واستخدامه بموجب تلت وجبة الحيوانات سواء الابقار أو الاغنام أو الماعز أو حتى الجمال.

هذه أحد الاستراتيجيات التي تقوم بها الدولة، فضلاً عن التوسع الأفقي والرأسي ومشروعات تحسين الرأي وتعظيم درجة الاستفادة من الموارد المتاحة حاليا.

هل هناك محاصيل قد تختفى نتيجة تغير المناخ ؟ 

لا نستطيع أن نقول إن هناك محاصيل ستختفى لأنها متروكة للوقت، لكن سيكون هناك محاصيل لها قدرة أعلى على التأقلم مثل العدس والفول الشعير ونخيل التمر وشجر التين والزيتون، كل هذه المنتجات تنمو بجودة عالية فى مناطق الصحراء تزرع منذ عشرات ومئات السنين لأبد من تطويرها ونجعلها اكثر تحملاً للمستقبل. 

هل قلة منسوب نهر النيل حقيقة؟ 

قد يكون هناك فى بعض الدول زيادة فى الأمطار والبعض الآخر سيكون بها نقص فى الامطار، وحتى الأن لا توجد سيناريوهات واضحة تعطي مؤشر حقيقي وثابت ماذا سيحدث، إلا أنه فى جميع الأحوال مصر يمكن أن تحظى بوجود السد العالى وهو تخزين قرني، فالتأثر بتذبذ دورة الفيضان على المدار الطويل سيكون لمصر قدرة أكبر على تحمل الجفاف لفترات أطول من أى من الدول الإفريقية فى الوقت الحالي. 

ما سبب تعرض مناطق للتصحر فى إفريقيا؟

هناك معلومات قوية ومعروفة على مستوى العالم، معلومات أقل دقة على مستوى المناطق، ومعلومات أقل بكثير على مستوى الدول، وبالتأكيد معلومات محدودة على مستوى الحقل، فنطالب بمزيد من الاستثمارات بحيث إن النماذج على مستوى العالم يتم ترجمتها لنماذج إقليمية فمحلية فموضعية، حتى نستطيع إعطاء مؤشرات أفضل للمزارعين والمستثمرين حتى يتأقلموا بشكل مباشر ومحدد مع التيارات المناخية.