الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تفاصيل ندوة آفاق الإنتاج والتوزيع في البلدان العربية والأفريقية بـ"أيام قرطاج المسرحية"

مديرة الدورة نصاف
مديرة الدورة نصاف بن حفصية

افتتح مهرجان أيام قرطاج المسرحية في إطار فعاليات الدورة الثالثة والعشرين، أعمال الندوة التي ينظمها على مدى ثلاثة أيام تحت عنوان نحو آفاق للإنتاج والتوزيع في البلدان العربية والأفريقية .

وأشارت مديرة الدورة نصاف بن حفصية، في كلمة افتتاح الندوة، إلى هاجس التوزيع الذي يؤرق المسرحيين العرب والأفارقة لذلك اختارت الهيئة هذا الموضوع لأنه هاجس مشترك بين المسرحيين في المنطقة العربية والإفريقية، منوهة بان الندوة الفكرية تمثل تقليدا من تقاليد المهرجان لا يقل أهمية عن الورشات والعروض وعروض الشارع. 

من جانبه أشار الدكتور محمد مسعود أدريس مدير الندوة إلى الصعوبات التي تواجه المسرحيين في توزيع أعمالهم خاصة خارج حدود بلدانهم  في ظل ضيق السوق المحلية و اقتصار الدعم على ما تقدمه الدولة سواء في مستوى الإنتاج أو في مستوى العروض المدعومة.

وأكد أن هذه الندوة تطمح إلى فتح الآفاق في سوق أكبر والاستفادة من وجود ملايين العرب والأفارقة في أوروبا الذين يمثلون سوقا مهمة للإنتاج المسرحي العربي والإفريقي فالسوق موجودة ولكن المسالك والسياسة الثقافية غائبة على حد قوله.

وأضاف أن ما تطمح له الندوة هو الخروج باقتراحات عملية وبعث منصة افتراضية لتشجيع المسرحيين على توزيع أعمالهم .

يشار إلى أن أشغال اليوم الأول من المهرجان توزعت بين جلستين الأولى ترأسها الدكتور حمدي الحمايدي وقدم فيها المسرحي الفرنسي من أصول أفريقية (بوركينا فاسو ) حسّأن قاسي كواتي Hassan Kassi Kouyate شهادة حول تجربته في مدينة ليموج الفرنسية وروي تجربته وكيف نجح في ترويج أول عمل مسرحي له سنة  1997في حوالي أربعين دولة .

حسّان قال إنه كان محظوظا لأنه التقي في حياته نساءا ورجالا ساعدوه كثيرا، مؤكدغ أنه لا يمكن الحديث لا عن أنتاج ولا توزيع بدون سياسة ثقافية.

 واعتبر أن المسألة لا تتعلق بالمال فقط بل في ضرورة توفر أرضية إدارية وقدرة على التصرف، مؤكدا أن الفضاء الفرنكفوني الذي وزع فيه أعماله ليس الفرنكفونية بالمعنى السياسي كدول مستعمرة سابقا من فرنسا بل كفضاء ثقافي فكوريا الجنوبية مثلا اليوم هي بلد ضمن الفضاء الفرنكفوني ولم تكن مستعمرة فرنسية في حين أن الجزائر ليست جزءا من المجموعة الفرنكفونية كما أن لكل بلد فرنكفوني خصوصياته.

وأشار إلى ضرورة البحث عن "الخصوصية "في الإبداع المسرحي والفني  ولابد من دراسة السوق قبل التفكير في الوصول إليه، منوها بأن الديكور وعدد الممثلين والسينوغرافيا كلها عناصر لابد من مراعاتها قبل التفكير في ترويج العمل خارج الحدود لأن هذه العناصر مرتبطة بتكلفة العرض وبالتالي أمكانيات ترويجه خارج الحدود .

وتوقف عند عائق الفيزا الذي تعاني منه الفرق المسرحية والعربية وهو ما يحرم المسرحيين من السفر وتقديم أعمالهم خارج الحدود .

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور لسعد الجموسي قدّم سارج لمبفاني Serge Limbvani مدير مهرجان مالوبا الدولي للمسرح في الكونغو شهادة حول تجربته، مؤكدا أن العروض الحية ومنها المسرح يجب أن تخضع لمجموعة من الشروط والضوابط حتى تستطيع أن تتجاوز الحدود.

وقال إن أيام قرطاج المسرحية مكنته من متابعة عروض من فلسطين والعراق والاردن لم يكن ليتمكن من متابعتها لولا أيام قرطاج المسرحية .

وأشار إلى أن العرض المسرحي يجب أن يكون فيه مردود مالي إلى جانب القيمة الفنية ويجب القطع مع ثقافة العروض المجانية لأن المسرح يحتاج إلى تمويل حتى يمكن أن يستمر الإنتاج .

وأكد أن المسرح في المنطقة الإفريقية والصحراء يعاني من التمويل ففرنسا تقريبا هي الممول الوحيد وهي تمول أعمالا تتماشى مع رؤيتها ومصالحها والكثير من الأعمال تموت بمجرد ولادتها  ولا تعرض وأخرى تعرض في فرنسا ولا تعرض في بلد الأنتاج.

بدوره قال مدير مهرجان مالوبا، إن مشاكل النقل والفيزا من أبرز الصعوبات التي تواجه المسرحيين ولابد من صيغ تشاركية بين المهرجانات.

كما شهد اليوم الأول من الندوة نقاشا وتبادل التجارب شارك فيه عدد من المسرحيين والمهتمين بالمسرح مثل ربيعة بن عبد الله وعلي العليان مدير مهرجان المسرح الحر بالأردن وفتّاح ديوري (مغربي مقيم في ألمانيا )ومازن غرباوي من مصر وباتريسيا غوميز من السينغال والطاهر بن قيزة وغيرهم.

وأجمعت التدخلات على ثلاث مسائل أساسية الأولى هي غياب السياسة الثقافية في معظم البلدان العربية والإفريقية التي تحفّز المسرحيين وتساعدهم على ترويج أعمالهم خارج الحدود المحلية والثانية غياب شبكة عربية وإفريقية تتكفّل بالتوزيع والإنتاج المشتركة والثالثة عائق الفيزا الذي أصبح عائقا حقيقيا أمام المبدعين ولابد من توفر إرادة عربية وأفريقية تقنع الجانب الأوروبي بضرورة تغيير معاملته للمبدعين وأحداث فيزا إبداعية لأنه لا يعقل حرمان المبدع من السفر لتقديم إنتاجه للجمهور العربي والأفريقي وحتى الأوروبي في أوروبا .